صور من تضحيات جنين
قال أحد مسئولي المقاومة في مخيم جنين: إن رجال المقاومة قرروا القتال حتى الشهادة، وأكد أنهم تحزموا بالمواد الناسفة تأكيدا لرفضهم الاستسلام. وأضاف المسؤول ويدعى أبو إسلام في اتصال هاتفي مع الجزيرة أن قوات الاحتلال تـنكل بالمواطنين الذين رفضوا الاستجابة لدعواتها للخروج من منازلهم والتجمع في إحدى الساحات تمهيدًا لشن هجوم نهائي على رجال المقاومة وقصف كل المخيم بالطائرات.
و من داخل المخيم تحدث بعض المقاتلين أثناء حصارهم ، و منهم جمال أبو الهيجا أحد قيادي حماس الذي قال في آخر كلماته : " ربما تكون هذه المرة الأخيرة التي تتحدثون بها معي ، قولوا للعرب لا عذر لكم أمام الله و شباب مخيم جنين يذبحون ، لا يوجد عندنا طلقة واحدة " ..
و أضاف أبو الهيجا : " إن المقاتلين الفلسطينيين لم يبق أمامهم سوى الحجارة و السكاكين يدافعون بها عن أنفسهم و شعبهم و كرامة أمتهم ، الشباب هنا يودعون بعضهم البعض و يتواعدون على اللقاء في الجنة " ..
و قد تعجبت صحيفة معاريف الإسرائيلية من البسالة الفلسطينية في جنين و قالت : " هذا ببساطة أمر لا يصدق ، كلما استطعنا التقدم لعشرة أمتار يفجرون ضدنا عبوة ناسفة ، كل المنطقة مفخخة ، وكل لحظة يفجرون حولنا أشياء " ، و قال ضابط إسرائيلي للصحيفة أن الفلسطينيين فجروا علينا براميل مليئة بالمتفجرات ، فخخوا السيارات ، الشاحنات ، المنازل ، الشرفات و أعمدة الكهرباء ، ووضعت عبوات أخرى على الأشجار وتحت أغطية المجاري ، أطلقوا النار على القوات من كل اتجاه ، والمعارك جرت من منزل إلى منزل ، من زقاق إلى آخر ، و أضاف : " إن الذروة كانت حين تفجرت الشوارع تحت القوات ، واتضح أن الفلسطينيين الذين استعدوا لاجتياح الجيش في القصبة حفروا الحفر ووضعوا داخلها كميات كبيرة من المواد الناسفة ، و أعادوا تعبيد الشارع من جديد ، كانت هناك عبوات في الشارع بوزن أكثر من 100كغم ، لقد تعلموا من عبر الانفجارات تحت الدبابات في غزة وأملوا أن يمسوا بآلياتنا المحصنة " ، و تضيف صحيفة هآرتس واصفة الإعجاز العسكري الذي يبديه أهالي جنين : " إن هذا قتال صعب جدا، لم نشهد له مثيل في المناطق. أينما ذهبنا نواجه النار والعبوات. كان هذا خطر على الأرواح. في كل ثقب يختفي مخرب يحاول المس بك " ، و قال موفاز تعليقا على قيام قواته بقطع الكهرباء لوقف المقاومة : " قطعنا التيار الكهربائي ظنا منا أن ذلك سيخدم جنودنا لكن الأمر خدم فقط المقاومين الفلسطينيين الذين يحفظون الشوارع والأزقة عن ظهر الغيب " .. الله أكبر ...
وفي نفس المضمار قالت صحيفة هآرتس وتحت عنوان : "في كل ثقب يختفي مخرب أو عبوة" وعلى ضوء الصعوبة في القتال في جنين عززت قوات الجيش الصهيوني تواجدها في المخيم . وفي خطوة تدريجية استقدمت إلى المكان كتيبة من لواء ناحال وكذلك قوات من وحدات اغوز التي استبدلت جنود الاحتياط الذين عملوا في المكان في اليومين الأولين من القتال.
ويتضح من تقارير الجنود الذين قاتلوا في المخيم أن الفلسطينيين تحصنوا في عدة منازل و أطلقوا نيران قناصة باتجاه الجنود وفجروا مئات العبوات الناسفة التي وضعت في المنازل وبينها. وقال أحد المقاتلين "إن هذا قتال صعب جدا، لم نشهد له مثيل في المناطق. أينما ذهبنا نواجه النار والعبوات. كان هذا خطر على الأرواح. في كل ثقب يختفي مخرب يحاول المس بك". و أسفر القتال في المخيم عن وقوع ثلاثة قتلى صهاينة و إصابة عدد آخر بجروح.
واعتبر الكس فايشمن المحلل السياسي الصهيوني في يديعوت احرونوت أن المقاومة الفلسطينية تمتلك إرادة عالية رغم كثرة الإصابات والضحايا، ولو قدر لهذه المقاومة أن يكون لها دولة لكانت عنصر إرهاب وإزعاج دائم ومخيف للدولة .. ويرى أن عمليات الجيش الصهيوني المتواصلة لن تنهي حالة المقاومة لان هذه المقاومة مرتبطة بقضية .
واعترف موفاز رئيس هيئة الأركان الصهيوني في حديث لإذاعة الجيش الصهيوني ضمن برنامج ( من الميدان ) قال موفاز معركتنا لم تكن سهلة ولا زلنا نخاطر بجنودنا من أجل مصلحة "إسرائيل مشيرا إلى أن رجال المقاومة يملكون متفجرات وعبوات ناسفه أكثر من الطعام والشراب.. وأكد موفاز خلال حديثه الصريح أن الجيش دفع ثمنا من أفراده وأعز جنوده في هذه المعركة المظلمة .. وعند سؤاله .. لماذا مظلمة؟ قال موفاز لأنها كانت تجري في الظلام قطعنا التيار الكهربائي ظنا منا أن ذلك سيخدم جنودنا لكن الأمر خدم فقط المقاومين الفلسطينيين الذين يحفظون الشوارع والأزقة عن ظهر الغيب .
__________________
اضغط هنا لمراسلتي
تسـير بنا الأيام و تحملنا موجات السنين بين آهات و حنين وشوق دفين 00 النمر الأرقط
|