مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 13-04-2002, 01:44 AM   #6
النمر الأرقط
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2001
البلد: بريدة
المشاركات: 129
توحيد الصفوف في جـــنيــــن

من المظاهر الإيجابية التي تتجلى في المخيم تلك التي تتعلق بالوحدة والتي تتجسد في أعلى صورها أوقات الأزمات ، إذ كثيرا ما يتداخل عناصر كتائب القسام مع سرايا القدس مع كتائب شهداء الأقصى أثناء الاشتباكات ، حيث تجد مجموعات مشتركة من مختلف هذه التشكيلات العسكرية ، يصل إلى حد المشاركة في عمليات عسكرية منظمة وهو ما لم يحصل في مناطق أخرى إلى الآن بهذا المستوى من التنسيق ، فهذا الشهيد إبراهيم الفايد من كتائب القسام والذي استشهد في 12/9/2001 مع الشهيد إياد المصري من سرايا القدس في اشتباك مسلح خاضاه معا ، كان قد شارك قبلها مع مجموعة من كتائب شهداء الأقصى في عملية قتل مستوطنة قرب بلدة الجلمة ، وكذا الشهيد أسامة تركمان من المخيم أيضا والذي استشهد ليلة عيد الأضحى المبارك في اشتباك مسلح ، حيث عرف عنه أنه كان يعمل مع الجميع دونما نظرة فئوية ، والحقيقة أن هؤلاء المقاومين يدركون تماما حقيقة ميزان القوى بينهم وبين عدوهم إلا أن عبارة واحدة تتردد على ألسنتهم"بإمكان الدبابات الصهيونية الدخول إلى المخيم ، لكن نشك في قدرتها على الخروج منه سالمة بجنودها "

وقال شهود فلسطينيون إن مآذن المساجد في مخيم جنين للاجئين رددت دعوات إلى حمل السلاح مع دخول قوافل عسكرية إسرائيلية المخيم من الشمال والجنوب. وشكلت طائرتا هليكوبتر حربيتان إسرائيليتان حلقتين فوق المخيم فيما اشتبك الجنود الإسرائيليون مع مقاومين فلسطينيين. ولم ترد تقارير فورية عن إصابات.

و يقول مقربون من فصائل المقاومة إن الأحداث الأخيرة جعلت أبطال المقاومة من الفصائل العلمانية تنساب في نفوس أفرادها روح الجهاد و الاستشهاد في سبيل الله و استرداد الأقصى باعتبارها قضية عقيدة و ليست قضية قومية أو وطنية .

وقال الشيخ جمال ابو الهيجا احد قيادي حركة حماس في مدينة جنين: "أبشركم أن إخوتنا في كتائب القسام وكتائب شهداء الأقصى وسرايا القدس وإخواننا في الأجهزة الأمنية خاصة في الأمن الوطني توحدوا تحت شعار واحد: مجاهدو مخيم جنين"، مشيرا إلى إصرارهم على الموت في سبيل الله.


يوم في حياة جنين وماذا قال أهل جنين ؟

تعرض أهل جنين في الأيام الماضية ، لما يمكن أن يوصف بأنه وضع مشابه لأجواء البوسنة ، عندما كان الصرب يطبقون على إحدى المدن الإسلامية هناك ، فيحاصروها ، و يعملوا على إبادة ما يستطيعون من أهلها ، و لكن زاد الإسرائيليون على ذلك أنهم انطلقوا يدمرون كل ما تحت أيديهم ، من منازل ، و مساجد و متاجر ، و ينهبون كل ما خف وزنه و غلا أو رخص ثمنه ، و قد قاموا في غحدى مراحل الهجوم بجمع أكثر أهالي جنين ، الذين يقدرون بعشرات الآلاف ، و رحلوا النساء و الأطفال و الشيوخ إلى القرى المجاورة ، دون أن يسمحوا لهم بحمل أي شئ من أمتعتهم ، و دون أن يعرفوا ماذا حل بأبناءهم ، ثم اقتادت من تجاوز الـ16 عاما ، و لم يتجاوز الخامسة و الأربعين ، إلى معسكرات اعتقال مجهولة في بعض الأحيان ، و ذلك بعد أن عرضتهم لإذلال و إهانات أمام أهليهم ، و ذكر شهود عيان من مدينة جنين أن القوات الإسرائيلية تطبق عليهم إجراءات أمنية مهينة جدا ، حيث تجبر الشباب على خلع ملابسه ، و الانبطاح أرضا ، ثم يقوم الجنود بدوسهم بالأحذية ، و حكت امرأة فلسطينية ما شاهدته فقالت : " دخلوا منزل الجيران واعتقلوا 18 شابا بينهم ابني وزوجي ، واجبروهم جميعا على خلع ملابسهم ، واقتادوهم إلى الشارع عراة حيث أجبروهم على النوم على بطونهم وراحوا يضعون أختاما على ظهورهم " ، و قالت : " شاهدت مئات من الشبان العراة الذين كان الجنود يدوسون عليهم بأحذيتهم " ..

و قالت امرأة أخرى : " لقد اجبروهم على خلع ملابسهم واقتادوهم الى جهة مجهولة ، و أضافت : " أن الجنود الاسرائيليين كانوا يتكلمون من خلال مكبرات الصوت باللغة العربية ويؤكدون : نحن جيش اقوى منكم ولا تستطيعون مقاومتنا " ..و أكدت امرأة ثالثة : " كانوا يجبرون هؤلاء الشباب على خلع ملابسهم ، ويضعوا اختاما عليهم وعلامات ليقتادوهم الى الحرش ، ولا احد يعرف ماذا يفعلون" ...

و من ناحية أخرى فقد أدى الحصار اذي تعرضت له المدينة إلى العجز عن نقل الجرحى ، أو حتى دفن الموتى ، و بات كثير من الاهالي يحتفظون بأبناءهم داخل منازلهم حتى يلفظوا أنفاسهم الأخيرة أمام أعينهم و عجزهم ، ثم يضطرون للاحتفاظ بجثثهم لعدم التمكن من دفنهم تحت الحصار ، و في بعض الأحيان اضطر الأهالي إلى دفنهم أسفل المنازل ، و هو ما قامت الجرافات الإسرائيلية بالاقتداء به بعدها ، حيث أخذت تهدم البيوت على من فيها ، فتدفن أهلها أموات و أحياءا تحت انقاضها ..

و لكن كل ذلك لم يفت في عضد أغلب اهالي جنين ، و نكتفي بذكر مثال واحد فقط ، لامرأة عجوز ، تمكن أحد المراسلين ، و هو يعاني من الخوف و الترقب أن يجري معها حوارا سريعا ، و هي سائرة إلى منزلها غير خائفة أو وجلة ، فقال لها : إلى وين يا حاجة ؟ ، فقالت له : رايحة للدار ..، فقال لها : ألا تخافين ؟ ، قالت : " إحنا ما بنخافش ، إحنا لو قتلونا ، حنروح في الجنة فوق عند الله ، و نصير شهدا ، فقال لها : إن هناك جنودا يمكن أن يقتلوك و أولادك ، فقالت له في إيمان قل مثيله أو انعدم لدى أغلب القادة العرب : " إحنا بنخاف على ولادنا ، لكن لو ماتوا يبقوا شهدا عند الله فوق في الجنة ، و بعدين إحنا قتلانا فوق في الجنة ، وقتلاهم " فتيس " ....
__________________

اضغط هنا لمراسلتي








تسـير بنا الأيام و تحملنا موجات السنين بين آهات و حنين وشوق دفين 00 النمر الأرقط


النمر الأرقط غير متصل