[النمر الأرقط]

خسائر اليهود عند اقتحام جنين

على الرغم من ضعف ذخيرة المجاهدين أو انعدامها ونفاذها في مقابل بطش اليهود وأسلحتهم إلا أنهم أبلوا بلاء حسنا يفضح أولئك الذين يعقدون صفقات الأسلحة المليارية التي تكدس بها مخازنهم وجيوبهم من عمولات الشراء والتي لايستخدمونها إلا لقمع شعوبهم إذا انتفضت نصرة للمجاهدين في فلسطين وغيرها،وسطر المجاهدون أروع البطولات وأثخنوا في العدو الصهيوني الذي اعترف نفسه بذلك.

تقول مصادر عسكرية إسرائيلية إن المعارك التي يخوضها الجيش في مخيم جنين هي الأعنف ضمن الحملة العسكرية التي شملت معظم أنحاء الضفة الغربية.

وقال أوفير جندلمان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية لبي بي سي إن عشرة جنود إسرائيليين قتلوا خلال يوم واحد فقط .

وقد اعترف الصهاينة بهلاك 25 عسكريا صهيونيا لقوا مصرعهم على ايدي رجال المقاومة وهذا عدد كبير في العرف العسكري الصهيوني.

و نجحت المقاومة الفلسطينية في نصب مصايد ألغام وفخاخ ناسفة الثلاثاء الماضي لجنود الاحتلال في مخيم جنين بالضفة الغربية؛ مما أدى إلى مقتل وإصابة عشرات الإسرائيليين.

وقالت مصادر فلسطينية في جنين إن المقاومة الفلسطينية فخخت منزلا بالمخيم بالعبوات الناسفة وما إن دخله الجنود الإسرائيليون حتى انفجر المنزل على من فيه؛ مما أسفر عن إصابة 9 جنود، فيما تؤكد مصادر ميدانية أن الخسائر تفوق ذلك، لكن جيش الاحتلال يتكتمها حتى لا تنهار معنويات جنوده. كما نجح المقاومون الفلسطينيون في أسر عدد من الإسرائيليين.

جاء نسف المنزل بعد ساعات من اعتراف مصادر إسرائيلية بأن 13 جنديا قُتلوا في فخ آخر ملغّم نصبته المقاومة بمخيم جنين، وقال جمال أبو الهيجا الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس في جنين، : إن المقاومة في المخيم نجحت في عمل فخّ ألغام في المنطقة الشرقية لقوات الاحتلال التي دخلتها معتقدة أنه لا توجد بها مقاومة، ولكنهم فوجئوا بالأرض تتفجر في وحدة إسرائيلية كاملة مكونة من 50 جنديًّا، قُتل منهم على الأقل 20، ويُحتمل أن يكون العدد أكبر بكثير.

وأضاف أن المقاومة الصامدة في جنين اتخذت قرارًا مساء الإثنين 8-4-2002 بأن تتحول من الدفاع إلى الهجوم على القوات الإسرائيلية، مشيرا إلى أن ما أعلنته المقاومة من تحضير مفاجآت لقوات الاحتلال تمثل في حقول ألغام وقنابل يدوية، واستدراج جنود الاحتلال إلى البيوت لقتلهم.

و أفاد مقاومون أن وزير الدفاع الإسرائيلي ورئيس أركان جيش الاحتلال يوجهان مباشرة العمليات التي شملت قصفا عنيفا بالطائرات علي المخيم. وقالوا إن عدد الشهداء من جراء القصف والتجريف الإسرائيلي للمنازل علي من فيها بالمئات. وفي مدينة نابلس، حيث لا تزال المقاومة شديدة في البلدة القديمة، لجأ الطيران الحربي الاسرائيلي الي قصف حي الياسمينة، المكتظ بالسكان في مبان قديمة متلاصقة، بطائرات اف 16 . وقال شهود ان الجيش الاسرائيلي يقوم باخراج العائلات من الحي وتجميعهم في ساحة مدرسة، ممهدة لمجزرة جديدة. وتجري اشتباكات دامية في مخيم بلاطة المجاور، حيث تمكنت المقاومة من صد المحتلين ما ادي الي تراجعهم عن المخيم المحاصر. وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون بعد مقتل الجنود ان العدوان الاسرائيلي في مخيم جنين سيستمر حتي نجعل هذا المعسكر يستسلم . وقال سكان ان الجرافات الاسرائيلية مدعومة بضربات متتالية من الطائرات الحربية، تشق طريقها في المباني لتمهيد طريق لمرور الدبابات في الازقة الضيفة التي تدور فيها الاشتباكات. وقال شارون لدي استقباله وفدا من اليهود الامريكيين انه يوم صعب . وهذه هي اكبر خسائر يتكبدها الجيش الاسرائيلي منذ بدء الانتفاضة في ايلول (سبتمبر) 2000.

وقد تباينت الروايات المتعلقة بمقتل الجنود الإسرائيليين في جنين، فقد ذكر الجيش الإسرائيلي أن القتلى ، وهم من جنود الاحتياط، قد لقوا حتفهم إثر دخولهم ساحة أحد المنازل في المخيم وانفجار عدة قنابل في طريقهم، أعقبه إطلاق نار من جانب المسلحين الفلسطينيين.

لكن جيمس رينولدز مراسل بي بي سي في المنطقة نقل عن قادة إسرائيليين قولهم إن انتحاريا فلسطينيا فجر نفسه في الجنود الإسرائيليين الذين يقومون بمداهمات من منزل إلى منزل في معارك هي الأشرس منذ اجتياح إسرائيل للأراضي الخاضعة للسلطة الفلسطينية.

وقد أسفرت معارك جنين عن مقتل ما لا يقل عن مئة وخمسين من الفلسطينيين حسب التقديرات الإسرائيلية.

ويقول بعض المراسلين: إن سيارات الإسعاف لا تزال ممنوعة من الوصول إلى المخيم لإجلاء القتلى وإنقاذ الجرحى الذين يقدر عددهم بالمئات.

ويعتبر عدد القتلى من العسكريين الإسرائيليين هو الأكبر الذي تمنى به القوات الإسرائيلية منذ بدء عملية الدرع الدفاعي ضد الإسرائيليين في التاسع والعشرين من الشهر الماضي.


آلامنا من قندوز الأفغانية إلى جـنيــن الفلسطينية

لم تزل الأمة الإسلامية تذكر المأساة التي حلت بالشعب الأفغاني المسلم على يد دولة أمريكا في الحرب الصليبية الجديدة ، ولكن الذي نجزم به أنه مازال يعلق في أذهاننا تلك المأساة التي حلت بمدينة قندوز ، والتي كما قال مراسل التايمز : " ستبقى الصور التي رأيتها خالدة في ذهني . إنها جريمة كبرى . لا أصدق ما رأت عيناي " .

واليوم تتكرر هذه المأساة بصورتها كاملة ؛ ولكنها في جنين أشد والسبب أن حكام المسلمين في ذلك الوقت ربما وجدوا لأنفسهم العذر " !!!! " في عدم الإنكار ، بل وإبداء الموافقة الضمنية فالقاتل هي أمريكا والمقتول هي أفغانستان . أما اليوم فماذا سيكون عذرهم وهم الذين قدموا الأيمان المغلظة على أن قضيتهم الكبرى هي فلسطين ، أما الشبه بين المدينتين فهو كثير منها :

· قندوز حوت الأطهار من المجاهدين والأخيار كلهم ترك بلده ووطنه وأهله لأجل الدفاع عن أفغانستان ضد العدوان الأمريكي ، وفي جنين رفض سكانها الأبطال الخروج من مخيمهم رغم التحذير الصهيوني لهم ، وقرروا أن يقابلوا تلك الدبابات والطائرات الأمريكية بصدورهم العارية ؛ بل وحضر إليهم المجاهدون من كل مكان .

· المجاهدون في قندوز قُتِلوا بالسلاح الأمريكي من خلال قصف الطائرات وضرب الدبابات ، واليوم تعيش جنين آخر لحظاتها بنفس الأدوات الأمريكية المجرمة .

· قندوز جلست تحت غيوم نارية تمطر عليهم من خلالها الطائرات الأمريكية أكبر القنابل إبادة على مستوى العالم ، واليوم إسرائيل تحجب بالسلاح الأمريكي عنهم رؤية الشمس من خلال وابل هائل من طائراتها ودباباتها ومدافعها .

· قندوز حاربت أسابيع طويلة وصبرت ، وكانت تحاكي نفسها لعل رحمة تنزل في قلوب الحكام المسلمين ، فيتدخلون لمنع وقوع مأساتها حتى تمكن المعتدي من ذبحها بابتسامة ومباركة من قادة المسلمين ، واليوم جنين صبرت وتحملت ونُقِلَت الصور منها ، وسمع الناس استغاثات أهلها ، ومع ذلك لم تتحرك الدول العربية ساكناً ؛ بل أدبت وسجنت وأحياناً قتلت كل من قام بالدفاع عنها بالصوت أو الخروج للتظاهر .

· قندوز سويت بالأرض وبقيت علامات ظاهرة فيها ، ولم تنقل لنا إلى هذه الساعة أي صورة من تلك المدينة المنكوبة ، وجنين اليوم تسوى بطريقة همجية بالأرض بل تهدم بيتاً بيتاً وأهلها فيها من خرج قتلوه ومن بقي دفنوه .

· قندوز حارب المجاهدون فيها حتى انتهت ذخيرتهم وفنيت رصاصاتهم ، واليوم جنين تحارب حرب الشجعان حتى لم يبق في يديها ولا طلقة واحدة . واقرءوا كلام الشيخ جمال أبو الهيجا حيث يقول : " ربما تكون هذه المرة الأخيرة التي تتحدثون بها معي .. قولوا للعرب لا عذر لكم أمام الله و شباب مخيم جنين يذبحون .. لا يوجد عندنا طلقة واحدة " و قال أيضاً : " إن المقاتلين الفلسطينيين لم يبق أمامهم سوى الحجارة و السكاكين يدافعون بها عن أنفسهم و شعبهم و كرامة أمتهم " ، و أضاف " الشباب هنا يودعون بعضهم البعض ، و يتواعدون على اللقاء في الجنة مع الشهيد المهندس يحيى عياش " ، و أكد أن مجموعات من مجاهدي الانتفاضة و المقاومة محاصرون في أحد مناطق المخيم و يتراجعون من شارع إلى آخر دون أي أمل بحدوث شيء إلا الأمل في وجه الله تبارك و تعالى .

· قندوز جاهدت جهاد الشجعان فلما اشتد الوغى أطلق المجاهدون فيها شعارهم المشهور وهو " قتال حتى الموت " ، واليوم نرى جنين تُصَدَّر هذا الشعار إلى العالم لتخبر الناس أن أغلى ما يحرص عليه العالم هو أرخص ما يحرص عليه مجاهدو جنين وهو الحياة .

· غدر الأمريكان بالمجاهدين في قندوز ، ووعدوهم إن هم سلموا أنفسهم فإنهم سيكونون في أمان واطمئنان ، وبعد أن تم الاستسلام وقع الغدر الأمريكي بمجزرة سجن القلعة في صورة تبين الحقد الصليبي الأمريكي حيث قتل أكثر من ستمائة مجاهد مسلم شريف ، واليوم إسرائيل تطالب باستسلام المجاهدين وتعدهم خيراً حتى تتمكن من إبادتهم جميعاً وقد ذكر الحاج محمود أن " ثمانية شبان خرجوا عصر يوم الأربعاء يرفعون الرايات البيضاء ، وطلب منهم أحد الجنود التقدم إلى الأمام و خلع ملابسهم ، و بعد أن تأكدوا من عدم حملهم السلاح فتحوا باتجاههم النار و قتلوهم " ، و أضاف الحاج محمود باكيا " إنها مجزرة صبرا و شاتيلا جديدة تحت مرأى و مسمع العالم " ، ولعلنا لا ننسى ما قامت به حكومة قطر ( المحروسة ) بصفتها رئيسة المؤتمر الإسلامي عندما أعطت زوراً المجاهدين في قندوز تطمينات بأنهم لن يمسوا بسوء وهي تعرف أنهم سيتعرضون لإبادة كاملة ، واليوم يتكرر الوضع في جنين فتخرج حاشية عرفات كل فترة مذكرة بأنها ستأخذ ومرة تقول أخذت موثقاً من المنظمات الدولية بسلامة المجاهدين لتعطي لهم التطمينات حتى يقتلوا ويتحقق ملك عرفات مثلما سلم الرئيس إخوتهم الستة قبل أسبوع للعدو الصهيوني من مقره برام الله .

· في مأساة قندوز لم تراعِ أي دولة إسلامية مشاعر شعبها المسلمة تجاه ما يحصل هناك ؛ بل قابلت ذلك بالعصي والهراوات والاعتقالات . واليوم نرى الصورة تتكرر بحذافيرها إلا أنها هنا أشد ، فهذه فلسطين التي لم يبق حاكم مسلم إلا تحدث على أنها هي طعامه وشرابه ونومه بل هي عشقه ومع ذلك تفننوا بتعذيب المتظاهرين وقتل البعض منهم ومنعهم حتى من مجرد الخروج لإبداء الشعور فقط