تابعت المقالة والردود .. هناك طرح جميل جداً
لا يشك عاقل بأن الحماية يجب أولاً أن تكون ذاتية أي نابعة من خوف الفتاة على نفسها, ثم تنظيمية بفرض اللوائح والأنظمة من قبل الجهة المسئولة .
وبناء الحماية الذاتية هو دور المربين (البيت, المدرسة, وسائل الإعلام, الوعاظ والمحاضرين) وهنا يكمن أعظم الخلل لدينا
فالبيوت غالباً تربي البطون, والمدارس تشحن العقول بالحفظ وتنسى التربية التطبيقية, والإعلام يفسد الفطرة ويُشغل الناس بالثانويات, والأصدقاء بحسب حالهم والخير قليل .
بل حتى الوعاظ والمحاضرين صاروا لا يهتمون بالتربية عشر معشار اهتمامهم بالقضايا المثيرة للرأي العام والتي تصدرهم للناس كالاهتمام بالأمور السياسية وما يسمونه (قضايا الأمة) وفقه الواقع, والأمور الأدبية حتى خرج لنا جيلٌ رائده الحماس والتعاطف, ضعيف العلم والحكمة والروية, يعرف عن المنظمة الفلانية أكثر مما يعرفه عن بنته وأخته, ويعرف عن الداعية الفلاني وعن المقاوم الفلاني أكثر مما يعرفه عن ابنه !!
ويعرف أدق تفاصيل الأحداث بينما يجهل أبسط أساليب التربية بل تجده يضطرب مزاجياً عند أول مشكلة تحصل لابنه أو بنته
بل تجد معظم الدعاة ينشغلون بإصلاح غيرهم وبيوتهم تئن من إهمالهم لها !! . وهذا قد نكون نحن واقعون فيه بل نحن فعلاً كذلك .
أتذكر أن أحد مشايخنا قال لي قبل سنوات : كثف من طلب العلم الآن قبل أن يكبر أولادك فتنشغل بهم عن طلب العلم . وأنا لا زلت أراه لا يخرج من بيته إلا مضطراً لصلاة أو لعمل أو لدرس لا يأخذ منه ساعة في يومه, وأحسبه يفعل ذلك رعاية لأهله وتحاشياً لطول مخالطة الناس .
|