قصيـدة عن موتهـ..رحمة الله
[BACKGROUND="70 #663300"]
حل المشيب بنـا والغـم والسهـر
شل القلوب أسـى والبيـن مثلمـة
والأرض مظلمـة يجتاحهـا قتـر
يمضي الزمـان علـى هـم أقلبـه
لو صب في جبل لصـدع الحجـر
تجري السنـون ولا شهـر نسائلـه
مضى محرمهـا وقـد بـدا صفـر
أيامهـا دهــر وليلـهـا سـنـة
لم يحيني طـرب فيهـا ولا سمـر
عفـا الإمـام ولـم تخبـو مآثـره
عبد العزيز وهل يخفى لنا القمـر؟!
شيخ العلوم أبـو الأشيـاخ مجتهـد
فـذّ أريـب نجيـب وصفـه درر
قطب الحديث وطود يـا أخـا ثقـة
طب القلـوب لـه قـدر ومعتبـر
نـدُّ الزمـان ولا ميـن يكذبـنـي
في الحاضرين ولا ما ادعي هـذر
لم يثنـه ملـل عـن كـل مكرمـة
يدعو بهـا وكـذا لـم يثنـه كبـر
من كان فيه هوى يشنـا بـه علمـا
فهو الصفيـق وفـي إيمانـه نظـر
إني لفي كمد ، إنـي لفـي وجـل
الشوق مضطرم والحـزن يستعـر
هل من دليـل إلـى شيـخ يشاكلـه
أو من قريب له يبدو لنـا الخبـر؟
رباه يا أملـي قـد هدّنـي حـزن
وضمني قلق واشتـد بـي ضجـر
جسمي لمرتعـش والنفـس مكلمـة
والقلب منه دمي يرغـي ويعتصـر
البـال منكسـف والحـال منهكـة
والدمـع منحـدر والنفـس تنفطـر
إني لفي عجـب مـن حبـه ثمـل
لو بحت عنه هنا لاستنكـر البشـر
واهـا لطلعتـه واهــا لبسمـتـه
فبحـره غـدق ووجـهـه قـمـر
أوقاتـه سنـد يدليـه فـي ثـقـة
يروي الحديث ولا يعلـو ويفتخـر
إن جئت مشتكيا أرضاك في عجـل
أو جئـت ملتمسـا عونـا فمقتـدر
شجـاع أمتنـا وصـدقـه عـلـم
النصح مذهبه لا الجبـن والخـور
أما النحيب إذا خـاف الإلـه فـذا
لزيـم هيئتـه وهـكـذا سـبـروا
كم قالها حكمـا كـم قالهـا عبـرا
كم قالها ووعى ذا الفـرد والأسـر
ما عاب ملتزما ما اغتـاب منحرفـا
تبـرى سريرتـه ومـا بـه وحـر
كم كان مطلعه والقلب فـي فـرح
قد غاب مشرقه في الجنـة النظـر
من للبخاري إذا طل الصباح ومـن
يفري الصحيح إذا شيخ الورى قبروا
مـن للبلـوغ وللأوطـار منـفـرد
لله مـا ذهـبـت أيامـهـا هــدر
من للفتاوى إذا مـا غـاب عالمهـا
من للقرآن إذا مـا أشكـل السـور
من للغيـور إذا تمضـي متارسـه
مـن للدعـاة كـذا للحـق ينتصـر
يا طائرا فرحا في الجـو مفترشـا
بلغ مقالة مـن بالخطـب يحتضـر
بلـغ مقالـة مـن بالفـال مكتنـف
جفـت مدامعـه أو كـاد ينفـجـر
لا بد مـن أمـل فـي الله مرتقـب
فعهـده بـلـج ووعــده سـحـر
إني علـى ثقـة أن ينجلـي خلـف
إنـي لمرتقـب للصبـح ينتـشـر
لله كم تـرح يمضـي وكـم فـرح
يأتـي وكـم سعـد يتلوهمـا كـدر
إن العزاء لنا إيمـان مـن علمـوا
أن الإلـه قضـى والنافـذ القـدر
إن الحيـاة لنـا مـمـر معـتـرك
فساقـط بـشـر وسـالـم نـفـر
كم عالـم سلبـت نفسـا لـه غيـر
كم هالك كمدا بالحزن قـد غبـروا
رب العبـاد ألا فاجعـل منـازلـه
علو الجنان لـه قصـر بـه نهـر
واجعـل مقاعـده تـروي مراقـده
ومد ملحـده فيمـا حـوى البصـر
إن العزاء لبيـت البـاز فـي علـم
عوضتموا خلفـا والله فاصطبـروا
وفي الختام خذوا من حرقتي مثـلا
يمضي الكتاب فلا يبقـى ولا يـذر
لو كان من أحد ينجو علـى حـذر
من موتها لنجـا عدنـان أو مضـر
لكنـه أجــل لا بــد مكتـمـل
يصـلاه مختـرم خبـاب أو عمـر
لا تركنن إلـى الأسبـاب معتمـدا
فالاعتماد علـى الأسبـاب محتقـر
تأتي المنون علـى أرواحنـا غيـر
والنفس ذائقـة للمـوت يـا بشـر
ثيابهـا كـفـن وطيبـهـا حـنـط
وضوءهـا غسـق وبيتهـا حـفـر
إما إلى سعـة فـي القبـر باديـة
أو في ثرى حفـر ميعادهـا سقـر
لله كـم ملـك بالسـؤل مؤتـمـر
لله كـم ملـك أعمالـنـا خـبـروا
من منكر ونكيـر مـا لنـا هـرب
عمـا يـراد لنـا كــلا ولا وزر
للنـار مؤتمـن فمالـك حــرس
وللجنـان يـرى رضـوان يأتمـر
ربـاه إن لنـا فـي عفوكـم أمـلا
ما خاب ملتمـس والذنـب يغتفـر
أنت الملاذ لنـا مـن كـل حادثـة
أنت العياذ لنا من كل مـن حقـروا
ثم الصلاة علـى المختـار سيدنـا
ما طـاف معتمـر أو حـج مفتقـر
الـــى هنآ نكتــفي..
وأعـــذروني على القـــصور..
لكــم البقـــية.. [/BACKGROUND]
|