ما يُسمى بالصحوة هي تجربة مرت علينا جميعاً اغتررنا بها وسقطنا في خداعاتها عندما كُنا صغاراً .. صغاراً في أيام الطلب فحدنا عنه إلى الاشتغال بما ليس في أيدينا فعل شيء تجاهه (هموم الأمة) .. فلا نحن أفدنا الأمة ولا أفدنا أنفسنا بطلب العلم, فذهبت أيامنا الذهبية ونحن نشتكي وننوح وننتقد ونُسقط بل كدنا نُكفر, وكنا نردد وننقل قال فلان وتكلم علان .. !!
ومضت السنين ونحن في نفس المكان لم نتقدم خطوة واحدة إن لم نكن تقهقرنا إلى الخلف !!
لقد مر بمعضمنا وقت كانوا يعتقدون جازمين بأن التدين الحق والهدى الصحيح هو كُره الدولة !! وما قيل لهم أن الخطأ يمكن أن يُصحح بل استقنا من المحاضرات الثورية أن الحل هو أن يستلم هؤلاء النفر سدة الحكم .
والحمد لله أن هذا لم يحدث وإلا لكان ذلك التغير الجذري الذي طرأ عليهم اليوم واقعاً لحالنا والعياذ بالله.. فلله الحمد وسعنا برحمته وفضله .
والآن لما كُبرنا عقلنا وعرفنا بل أدركنا أن الحق والحكمة كانت مع العلماء الربانيين ابن باز والعثيمين واخوتهم لا مع من كانوا شباباً ثائريين ثم أصبح بعضهم من المميعين, وضل بعضهم الآخر على ما كان عليه, دينه الثورة, وعبادته تأجيج المشاعر, وسنته تقصي ما يقوله الليبراليون, وكتابه الجريدة والأخبار السياسية, شبَّ على شيء وشاب عليه, يسلي نفسه بـما يسميه (فقه الواقع) اي الانشغال بالأخبار السياسية وما يكتبه السياسيون وما تفعله الدول .. نسأل الله لنا ولهم الهداية وحسن الخاتمة .
|