مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 16-09-2010, 02:44 AM   #14
ناصر الحقيقة
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
البلد: البلد
المشاركات: 11
الأخ أبا رقية ، أشكر لك هذا الكتابة التحليلية رغم أني اختلف معها ، ولكن أنْ أجد شخصاً يتناول الموضوع الذي يتناوله بشيء من اللغة الفصيحة والأسلوب الواضح وإن اختلفت رؤيته عمّا أراه ، أقول حين أجد شخصاً على هذا الوصف يشجعني حقيقة أن أكتب وأحاور ، ويغريني على البقاء هنا لأني أجد من يُكَمِّلني وأُكَمِّله ، والمثاقفة تنضج العقول ..



تقول يـا أبا رقية :

و بعد سنوات الانقطاع ، عاد سلمان العودة و قد هدأت أنفاسه الثائرة ، بنبرة الكهولة التي قلدته حكمة الشيوخ ، و أطل على مجتمعه و عالَمِه بوجهٍ بدت فيه تغيرات الكِبَر و الحكمة ، و كانت نعم المكمل لشخصيته الرائعة ، و أصبح الخطاب الصحوي متعدد اللهجات لكنه يصب في النهاية في مصب واحد ، إلا أن لسلمان العودة القدح المعلى في ضخ إنتاج جديد بلون هادئ يُخاطب الكل بعد أن كان يُخاطب النخب ، لم يتمالك سامعوه من كافة الشرائح إلا تسجيل الإعجاب ، على الرغم من الانتقادات الحادة التي كانت تسير على نمط النسخة القديمة من شخصية سلمان العودة .


وتقول :

سلمان العودة أحد الوجوه المشرقة في الخطاب الإسلامي الجديد ، تتعامل برسوخ المبادئ مع متغيرات العصر و مستجدات الواقع ، لقد استطاع سلمان العودة الداهية المخضرم من صناعة قوالب جذابة معاصرة تحوي التراث الأصيل من غير تبديل ولا تزييف ، جعل منه رمزاً دينيا عظيما له حضوره القوي في المؤسسات و المجامع و الدول .


أخي أبـا رقية :

كأني بك تقول بأن الذين كانوا على ما عليه الصحوة في ( العهد القديم! ) سيؤول بهم الحال إلى ما آل إليه حال سلمان العودة ، وذلك بالتحول الذي من معالمه مد اليد إلى التيار الليبرالي ، والتقعيد على قاعدة التيسير لا على مبدأ الدليل ، إلى غير ذلك من المعالم الذي ليس هذا موطن ذكرها ..

وأود أن أقول لك :
بأن أبا معاذ بعد سنوات الانقطاع لم يعد هو أبو معاذ الذي يحمل همّ الإصلاح والتغيير ..
بل ظهر بشخصية ( المثقف الفلسفي ) الذي يحمل الثقافة لذات الثقافة والفلسفة ومن سمات هذا النوع أنه يتكلم في الشيء ونقيضه دون أن يكون له موقف واضح من الشيئين !! ..
وليس يخفى أنّ هذا ليس هو الهدي الذين أُمِرنا باتباعه ..

وأنا أوافقك القول بأنه كان ذا نفس ثائر في عهده القديم ، وكانت له أطروحات فكرية ودعوية كان ثمة من ينقده عليها من رفاق دربه ، وكانوا يعارضونه عليها بشدة غير أنّه كان مصراَ عليها ، ولكنه بعد ذلك خرج ليس كما تقول : بنبرة الكهولة التي قلدته حكمة الشيوخ ..
فهو لم يخرج بحكمة كما تذكر ، بل خرج من النقيض إلى النقيض ، خرج من الثورة إلى الثورة المضادة ولكنها على كل ما هو ( سلفي ) ، ولم يسلم منه أحد كما لم يسلم منه سابقاً أحد وهذه لا تدل على حكمة بل تدل على ردات فعلٍ يعيشها في ( عهده القديم ، وفي عهده الجديد ) .
فالإنتاج الجديد الذي يضخه الآن لم يقبله إلا طائفتين من الناس :
الطائفة الليبرالية على شتى درجاتها والمتأثرين بها .
والطائفة الأخرى الدهماء من الناس الذين كانوا صغاراً إبّان عهده القديم ، ويسحرهم بخطابه .
وثمة طوائف أخرى تقف موقف الرفض من إنتاجه الجديد وهي تختلف في مبررات رفضها لما يطرحه .


لاحظ مثلاً ممن كانوا يرفضون المنهج الجديد لأبي معاذ ، أنا أذكرهم بأشخاصهم مع اختلاف مبرراتهم لهذا الرفض ، وكل شخصية من هؤلاء لها مبرراتها الخاصة بها وهي تمثل منهجاً يوافقها عليه غيرها في الساحة :
عبد الرحمن البراك .
حمود العقلاء .
سعيد بن زعير .
سليمان العلوان .
عبد الله السعد .
عبد الله الحامد .
علي الخضير .
ناصر العمر .
سليمان الخراشي .
ابراهيم السكران .
وشخصيات أخرى لا أحب ذكرها لأنها لم تعلن هذا الرفض كما أعلنه هؤلاء على الملأ إمّا في مجالس عامة أو في مجالس خاصة .

وثمة شخصيات أخرى توافق على هذا التحول ، ولكنها تخالفه في مسائل متعددة في هذا التحول الجديد .

سلمان العودة ، مضطرب البوصلة في مرحلته الجديدة ، متناقض المنهج ، ولكن اطلاعه الثقافي الواسع ولغته الرقية غطت هذا الإضطراب المنهجي فبات وكأنه متماسك البنية وهو ليس كذلك ..


أمــا قولك :
سلمان العودة أحد الوجوه المشرقة في الخطاب الإسلامي الجديد ، تتعامل برسوخ المبادئ مع متغيرات العصر و مستجدات الواقع ..
فلا أظنك مسدداً في هذا ، هو نعم تعامل مع متغيرات العصر ومستجدات الواقع لكنه ليس برسوخ المبادئ كما تذكر ، فليس يخفاك أن المبادئ التي بين الإسلاميين والليبراليين مختلفة ، وبينهم وبين الرافضة مختلفة ، وبينهم وبين طوائف أخرى يطول تعدداها مختلفة ، رأيناه هدم مبادئ عديدة لأجل متغيرات المرحلة ، بل إنه هدم قواعد في الإيمان ، وأسس على نقيضها قواعد الوطنية ! ، وصار يضفي عليها نصوص محبة الوطن الفطرية التي ليست هي المصطلح الحادث والذي يحمل دلالات تختلف عن الذي عناه المصطفى صلى الله عليه وسلم حين خاطب مكة أو ما ورد عن بعض الصحابة وبعض السلف إذ إن هذا مركوز في فطرة بني آدم محبتهم البلاد التي ولدوا ونشأوا فيها ..
ولكن أبا معاذ يقرر شيئاً آخر ويستدل له بهذا النصوص المأثورة !! ..


سلمان بات يخالف قواعد العقل السليم ، ويقرر ما يكذبه الواقع لكنّ بيانَه وفذلكته البلاغية وكارزيماه غطت الخلل على المنبهرين به والذين يحتاجون إلى زلزلة فكرية تريهم ماذا يصنع بعقولهم !! .

لاحظ مثلاً ما كتبه عن تونس في رحلته إليها ، وتأمل رد الأستاذ خالد حسن ترى مدى التخبط الذي يعيشه أبو معاذ .

الذي أقوله من خالص قلبي أسأل الله تعالى لي وله ولجميع المسلمين الهداية ، ونعوذ بالله من الحور بعد الكور ،، آمـــــــين ..

أخي : private.ID .

تعليق مركز ، وفقك الله ..
ناصر الحقيقة غير متصل