بسم الله الرحمن الرحيم

ارقص و اطرب و مارس ظواهر مراهقة من تضليل و تزيين للسيارة و اربط الأعلام على العنق و الخصر ، لتكون وطنيًا تفرح لبلدك و تسعد ليوم أو عيد وطنك ، و هكذا تتغير ملامح المواطنة ، لتتغير ملامح الوطن ككل ، و تمارس كل المخالفات اللاحضارية و غير الأخلاقية ، باسم الوطن و رفعة الوطن . و هذا المفهوم مفهوم تكرسه كثير من الجهات الرسمية ، سواء كان ذلك بمحض علمها أو لا ، و يُمارسها الإعلام الذي اتخذ من النفاق و التزلف سُلمًا يخترق به سقف الدين ، و يعتلي بعدها سماءه و أنى له .
إن المواطنة الحقة تُعد من السمات شبه الغائبة في يوم الوطن و ذكراه السعيدة ، إنه ليس من المواطنة أن نفرح و نطرب على حساب الأرامل و المساكين و المحتاجين ، الذين حُرموا من خيرات الوطن و التي هي أبسط حقوقهم ، إننا نبدو أنانيين و أغبياء حينما نفرح فرحة ظاهرية ، و نحن لم نساهم في أي رقي بالوطن ، و لم نتحمل بعد مسؤولية ذاتية في بناء أوطاننا في كل المجالات و الميادين ، وطننا وطنن متخلف في كثير من الأمور ، يحتاج منها أن نثبت صدقنا معه و مع ولاتنا في التعاون و التوجيه و المشاركة و التفاعل ، و طننا يحتاج إلى أن نتثقف و نُثقف ، و نتعلم و نعلم ، و نشارك و نعطي ، و نساهم ..
أبناء و طننا لهم من المطالب و الضروريات مما لا تصفو الحياة إلا بها ، و لكن حالت إمكانياتهم المحدودة و صوتهم الضعيف من الحصول على ( حقوقهم ) ، غاب صوتهم ، لطغيان صوت النفاق و التزلف ابتغاء المصالح الشخصية ، و الرغبات المحدودةِ الذاتية ..
أيها الشباب ، أيتها الفتيات ..و
طننا مُخترق عقائديًا و أمنيًا و فكريًا ، وهو بحاجة إلى عقولنا و جهودنا و مساهماتنا ، إخواننا بحاجة إلى صوت عالٍ يساند أصواتهم ، و كلمة مسموعة تطغى على طنين النفاق الذي صك مسامعنا في كل وسائل الإعلام ..
هنا سنحتفل بوطن حضاري راقٍ بإذن الله ، و تكون فرحتنا لا لأن وطننا أصبح راقيًا فحسب ، بل الفرحة الحقيقية هي حينما نكون نحن أصحاب السهام المؤثرة في هذا الإنجاز الذي أوصل وطننا الغالي إلى هذه النقطة .. قل عسى أن يكون ذلك قريبًا ..
و لكن التغيير له أساليب شرعية و وسائل مرعية ، فينبغي أن تكون الوسائل نبيلة كنبل المقاصد .
و إنا لنروجو الله حتى كأنما *** نرى بجميل الظن مالله صانعُ
اللهم احفظ هذا الوطن عزيزاً شامخًا ، و أصلح قادته لمافيه صلاح البلاد و العباد ..
أخوكم / عبدالله