مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 05-10-2010, 10:37 AM   #3
عربي أنا
عـضـو
 
صورة عربي أنا الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
البلد: ديار الأحلام
المشاركات: 58

وكل ما في الأمر: أن الإمام القس ربما كان قد نوى الاجتماع بسلامة تلك عن طريق السبل المشروعة من نكاح وغيره، فلعله أسرَّ بذلك إلى رجل مريض القلب والدين !

وكان هذا الرجل قد علم من القس شدة تقشفه وبالغ زهده وورعه، وعزوفه عن شهوات النفس ورغباتها، مع جميل تعففه عن النظر لما في أيدي الناس حتى لقبوه بـ ( القس ).
فرأى هذا الرجل المفتون- بمساعدة غيره له- نفْسَه تميل إلى نسج أساطير وأباطيل - لموافقة هذا لطريقته في الزيغ والانحراف - حول سيرة هذا الإمام الطاهر، فراح يذيع بين الناس والدهماء من أهل مكة وما حولها تلك الأكذوبات المسبوكة حول عشق القس بـ ( سلامة ) مع ورعه وزهده وعبادته !

فسمع تلك الأخبار جماعة ممن في قلوبهم مرض ؟!

فجعلوا يتزيَّدون على ما سمعوه كتزيُّد الشياطين في الأخبار على من يسترقون السمع لأجلهم لكي يسقطونهم بها في شباك مصائدهم !

بل ذهب بعضهم إلى توليد الأشعار المختلقة على ألسنة العاشقين ونسبتها إلى الإمام القس ! ومن ذلك قوله - زعموا - لمَّا عاتبه بعضهم في شغفه بسلامة:



قالوا أحب القسُّ سلامة *** وهو التقي الورع الطاهر !
كأنما لم يدر طعم الهوى *** والحب إلا الفاسق الفاجر !
يا قوم لي كبد تهفو كأكبادكم *** وفؤاد مثلكم شاعر !


والناس يعجبهم الباطل من الأخبار في حق الأطهار !

فجعلوا يتناقلون هذا بينهم حتى تقبَّله منهم بعض الفضلاء - أمثال الزبير بن بكار وخلاد بن يزيد وشيوخهما في تلك الحكايات - فوقعوا في أُحْبُولة تخليد تلك الأكاذيب مع مشاركة العامة في التشنيع بها - قصدوا أولم يقصدوا - على هذا الإمام الفاضل القدوة النبيل. وحسبنا الله ونعم الوكيل.

وقد صار عرض هذا الإمام الطاهر العابد ملعبة في أيدي السفهاء وقليلي الحياء ممن ذهبت خشية الله من قلوبهم في كل زمان!


فهذا عبيد الله بن قيس بن شريح الأموي المشهور بـ ( قيس الرُّقِيَّات ) ذلك الشاعر الماجن المتغزِّل في الحرائر !

كان ممن شارك على نشر تلك القبائح في حق الإمام القس بأشعاره التي طار بها المغرضون كل مطار !


فذكر غير واحد أن قيس الرقيات هذا اجتمع يومًا بـ( سلامة ) وأختها ( ريَّا ) فقال لهما: ( إني أريد أن أمدحكما بأبيات وأصدق فيها ولا أكذب!

فإن أنتما غَنَّيْتُماني بذلك وإلا هجوتكما ولا أقربكما!

فقالتا له: فما قلتَ ؟ فقال:


لقد فَتَنَتْ رَيَّا وسَلاَّمةُ القَسّا *** فلم تتركا للقَسِّ عقلاً ولا نَفْسَا !
أُختانِ إحداهما كالشمس طالعةً ... في يوم دَجْنٍ وأُخرى تُشْبِه القَمَرا !
تَكُنَّانِ أبْشاراً رِقاقًا وأوجُهًا... عِتَاقًا وأطرافًا مُخَضَّبةً مُلْسا!



وكذا لم يكتف بخدش عرض الإمام القس بفتنته بسلامة وحدها ! فضمَّ إليها أختها ( رَيَّا ) ! وكانت ريَّا نحو أختها في الشهرة بالأغاني والألحان !

وكأنه كان قد لقيَ بعض الجفاء والصدود من معشوقته ( كَثِيَرة الخزرجية ) ! التي كان يُشَبِّبُ بها في شعره دون حياء ! فلم يحتمل مكابدة الشوق في استعمال التغزل حتى جعل يلوك به لسانه في حق الإمام القس مع سلامة وأختها معًا !

كأنه ما كفاه فضيحته نفسه بتشبيبه في ثلاث نسوة كلهن يُسمَّى :بـ ( رُقَيَّة ) حتى لقَّبوه بـ ( الرُّقيَّات ) لأجل تغزُّله فيهن ! حتى عمد إلى اتهام الأبرياء بدائه نفسه !

وهكذا يفضح الله الوالغين في أعراض الناس دون تَهَيُّبٍ لذلك اليوم الرهيب: يوم يقوم الناس لرب العالمين.

ثم تدور عجلة الأزمان، وتمضي دوائر الأيام، فيظهر طراز آخر من الكَتَبة الذين ضل مسعاهم إلا في الاهتداء إلى ثلْبِ الأطهار والتقوُّل على ألسنتهم من الكذب وكلمات الهيام والغرام ما يقفون لأجله يوم الحساب ترتجف قلوبهم حتى تكاد تطير من هول ما يأخذ الله به الآثمين والكَذَبَة !

ففي ليلة ركَدتْ ريحها، وأرِقَتْ نجومها : تسلَّلتْ خطرات الشيطان إلى آذان الكاتب الكبير ( علي أحمد باكثير ) ! لتُلْقي في مسامعه معالم رواية جديدة من قائمة سلسلة رواياته في ( الحب العذري الطاهر ) ؟!

ولم تتركه تلك الخطرات يتعثر من الحيرة في اختيار أبطال قصته الجديدة ! بل جاءتْه بالبطل والبطلة هذه المرة متمثِّلين في ( سلامة والقَسِّ ) !

فلم يُكَذِّب خطرات الشيطان ! ولا استعاذ منه بالرحمن ! بل عمد إلى تصديق الوساوس، ونهض إلى تجسيد الهواجس !

ووضع روايته الآثمة لأول مرة: ( سلامة القس ) التي جعل يتزيَّدُ فيها من البهتان على لسان العاشِقَيْن - على عادة كُتَّاب القصة والرواية - ما يعلم هو أنه من هواجس الشيطان وسماديره !

فأساء إلى نفسه قبل يُسيء إلى الإمام عبد الرحمن القَسِّ ومَنْ افترى على شفاههم ما لم يقولوه !

وكانت رءوس أصحاب المصالح السياسية: التي تتخذ من أمثال ( هيكل ) ورفاقه = أقلامًا مسنونة للفتك بمن يناهضها في المشرب والمسلك ! بعد إيعاد هذا وذاك بشيء من حُطام الدنيا ! ولعذاب الآخرة أشد وأبقى !

وكان أوجه الشَّبَه بينهم وبين ( باكثير ) في الترويج لأنفسهم على حساب تلطيخ الجباه الطاهرة = من الوضوح بمكان لا يخفى على من لا يزال يرى بإنسان عينيه !

وإذا كان عزاؤنا في ( هيكل ) ( وعلي باكثير ) وغيرهما ممن كان يتأطَّم ويتكذَّب على الأبرياء في القصص والكتابات = هو ما نعرفه من نزعات هؤلاء وهويِّتهم في عصر فُقْدان الهوية !

فماذا يكون عزاؤنا في الكاتب الإسلامي الفذ ( مصطفى صادق الرافعي ) الذي أبَى - هو الآخر - إلا أن يجعل من قلمه ريشةً ظل يعبث بها في وجوه محاسن سُمْعة الإمام ( عبد الرحمن القس ) في كتابه الماتع ( وحي القلم ) ؟!


وشأن الرافعي في هذا الخطب: شأنُ سائر الكُتَّاب الذين ربما حملهم الشبق الأدبي على أن يصنعوا من الحبَّة قُبَّة ! ومن الذرَّة هضبة ! دون مراعاة الإساءة إلى الذوات الطاهرة فيما يكتبون ! وانتخاب أصل الموضوع الذي عليه يَبْنون !
بل ربما كان أكثرهم في ذلك حاطبَ ليل ! أو جارفَ سَيْل !

فكأنه أساء من حيث يريد الإحسان، وجَنَف من حيث يبغي العدل والميزان !

فنعدُّ هفوته بشأن ( عبد الرحمن القس ) كهفوته بتحميله ( الشيخ محمد عبده ) من الألقاب الطائرة والأوصاف الضخمة في كتابه ( السحاب الأحمر ) ما لا يكاد يُحْتَمَل ولا يجيء عند من عرف ( الشيخ محمد عبده ) حق المعرفة!

وقلَّ أن ترى أديبا بلغ الذروة في فخامة الأسلوب العربي= يراعي التخيُّر والتحقيق في كتاباته بما لا يصيب دينه وعقيدته فيما ربما يضر به نفسه ! وربما أصابه في مقتل !




وأخيرا

نقلت لكم هذا المقال بتصرف خشية الإطالة عليكم أحبتي ..

>> لا تلوموني فعلت ما بوسعي لكن الكلام يجر بعضه ولم أرد بتر المعلومات

ولمن أراد الإستزادة فليخبرني فأدله على مقال الكاتب الأصلي وفقه الله لأن نظام المنتدى لا يسمح لي بوضع رابط ..


.
.
.

أتمنى أن أكون زدت في علمكم .. وذدت عن عرض الإمام الناسك بقدر استطاعتي

تحيتي لكم


__________________
.
.
.


لَسْنَا أولَ حـبِـْيـبَـيْـنِ فَرَقَنَا القَدَرُ ..!

.
.
.
عربي أنا غير متصل