مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 15-10-2010, 04:36 AM   #22
قاهر الروس
عـضـو
 
صورة قاهر الروس الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Oct 2004
البلد: عَ ـــابرٌ إِلَى الجَنة
المشاركات: 6,346
أَهْلاً بِكَ أَيُّهَا الكَريمْ
سَأعْرُجُ بِالحَديثِ عَنْ وَجْهِ العُمومِ لَيْسَ بِصِفَةِ مُتَابِعٍ هُنَا أَوْ مَشْغُوفٌ وَمَلهُوفْ ، بَلْ بِصِفَةٍ مُتَسَكِّعٍ لا يُحِبُّ أَنْ يَصُولَ وَيجُولَ ..!

إِنَّ الذينَ يَغِيبُونَ فَتْرَةً أَيَّا كَانَ طُولُها وَعُمقُهَا ثُمَّ يَعُودوَا لَيَتَفَاجَئونَ بِتَرَدٍّ في المُسْتَوى لَمْ يَكُونوا يَتَوقَّعوا حُدوثَ ذَلِكَ بَلْ كَانَتْ عَوْدَتُهم اِسْتِبْشَارَا في الإرْتِقَاءِ والتَّحَسُّنِ ، وَلِكُلِّ فِعْلٍ رَدَّةُ فِعْلْ ، وَلا مَلامَةَ عَليْهِمْ وَإنْ كُنْتُ أَمِيلُ لِعَدمِ التَّصرِيِحِ المُجَرِّحُ لِغَيْرِهِمْ ، وَهيَ الحَقيقَةُ التيْ يَجِبُ تَقَبُّلهَا .

تَسْجِيلُكَ وَ وجُودُكَ المُشَرِّفُ عَلى قُلوبِنَا كَانَ مُنْذُ سَنَةٍ تَقْريبَاً ، وَهُنَاكَ أَيْضَاً مَنْ هُوَ مُنْذُ عِدَّةٍ سَنَواتْ ، وَلَوْ سَألْتَ عَنْ البَوْنِ الشَّاسِعِ بَيْنَ هَذا وَذَاكَ لَحَنَّ أُولئِكَ لِوَقْتِهِمْ ..!
وَليْسَ مَعْنَى ذَلِكَ تَجْريدُ هَذا الزَّمَنِ مِنْ أَهْلِهِ ، وَلا أَنَّ الخَيْرُ كُلُّ فيمَا سَبَقْ ، وَلَكِنْ فِيْ ذَلِكَ الوَقْت - أَعْنيْ مَا كَانَ يُعَدُّ قَديمَا - كَانَ هُنَاكَ مَنْ يَدْخُلُ لِيَتَثَقَّفْ وَيَتَعَلَّمْ أَكْثَرُ مِمَّنْ يَتَسَلَّى حِينمَا كَانَ الوَلوجُ لِعَالَمِ الإنْتَرنِتِّ صَعْبُ المَنَالِ ، وَلَكِنْ في هَذا الوَقْتِ أَصْبَح مَعَ كُلُّ مَنْ هَبَّ وَدَبْ ، وَلَيْسَتِ الثَّقَافَةُ مَحْصُورَةٌ في عُمْرٍ مُعَيَّنْ ، إِنَّمَا الأجْيَالُ كَانَتْ تَتَرَبَّى عَلى شَيءٍ حِسّي وَمَعْنَويٍّ غَيْرَ الآنَ الذيْ نَجِدُ الثَّقَافَةُ هُنَا أَشْبَهَ مَا تَكوُن عَبَثيَّة - وَلا أَعْني مُنتَدى - .

وَخُذْ مِثَالاً حِينمَا يَتَرَبَّعُ كِبَارُ السِّنِ في المَجْلِسِ تَجِدُ مَعَ طَرَافَةٍ حَديثِهِم وَسَلاسَةِ كَلامِهِمْ وَبَسَاطَةِ مَعَيشَتِهم قَدْ مَلَئُوا المَجْلِسَ هَيْبَةً وَقيمَةً ثَمينَة بِتَوَاجُدِهِمْ ، وَحِينمَا يَتَهَافَتوا إِلى مَصيرِهِمْ وَأجَلِهِمْ تُكْرَهـُ المَجَالِسُ مِنْ بَعْدِهِمْ .

إِنَّ الأَقْلامَ التيْ كَانَتْ هُنَا وَإِنْ كَانَتْ قَليلَةٌ آَن ذَاَكَ بَيْنَ الكَمِّ مِنْ الأعْضَاءِ لَكِنَّهَا كَاَنْت مُؤثِّرَةٌ جِدَّاً ، وَلَرُبَّمَا مَلَكَتْ القُولبُ حَوْلَهَا بِثُقُلِهَا وَقُوَّةِ حَرْفِهَا وَالمَعْنَى الذيْ يَقْذِفُ بِالقُلوبِ هَدفٌ أَسْمَى وَأعلا ..!
وَ تُرَاهُمْ بِحَالِ عَوْدِتِهِمْ يُطَلِّقُوا الإرْتِبَاطَ طَلاقَا نِهَائيَّاً لَيْسَ لأَنَّهُم يَروا أَنْفُسَهُم وَأنَّهُم أَحْسَنُ مِنْ غَيْرِهِم - فَحَاشَا أَنْ نَظُنُّ ذَلِكَ بِهِمْ - وَلَكِنْ حَسُّوا بِأنَّ البيئَةَ وَكَأنّهَا قَدْ كُتِبَ عَليْهَا - غَيْرُ صَالحِةٍ للإسْتِعمَالْ - حِينمَا أَصْبَحَتْ عَلى رُوتينٍ مُمِلٍّ إِلى حَدٍّ مَا .

حَديثي هَذا لا أَعْني بِهِ المُنتدَى هَذا أَوْ آخَرُ بِعيَنْهِ ، إِنَّمَا عَنْ سَببِ العُزوفِ حَتَّى عَنْ المَجَالِسِ والدِّيوَانيَّاتُ المَيْدَانيَّة ، فالمُنتَديَاتُ مُلِئَتْ وَ شُبِّعَتْ وزِيَادَةٌ عَلى ذَلِكَ أُهلكَتْ وُاجْبِرَتْ بِمَواضِيَعَ
تَافِهَةٍ لا خَيْرَ يُسْتَسْقى مِنْهَا ولا فَائِدَةْ ، هَمُّ كُتَّابِهَا وَمُتَابِعُوهَا إِكْثَارُ الرّدودِ وَعَدَدُ الصَّفحَاتْ وَ
غَالبِهَا يَدُور بَيْنَ " زَوْج ، زَوْجَة ، يُحبني ، يَكرهُني ، تصويتْ وووو " ..!

يَرْحَمُ اللهُ الحَالْ ويَجْبُرَ الخَاطِرَ وَيَرْحَمُ مَنْ تَوفَّاهُمُ اللهُ مِنْ أَحْبَابنَِا هُنَا وَمَنْ غَادَرُونَا
وَأَنْتم السَّابِقُونَ وَنْحنُ إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُم لا حِقُونْ ..!

شُكْرَاً لَكَ أَيُّهَا الفَاضِلْ
دُمتَ بِحفظِ الرَّحْمنِ وَرِعَايتِهِ
__________________

إِنَّ دَمْعيْ يَحْتَضر ، وَ قَلبيْ يَنْتَظِرْ ، يَا شَاطِئَ العُمرِ اقْتَرِبْ ، فَمَا زِلْتَ بَعيدٌ بَعيدْ
رُفِعتْ الأشْرِعَة ، وَبدتْ الوُجوهـُ شَاحِبَةْ ، وَدَاعَاً لِكُلِّ قَلبٍ أحببنيْ وَأحبَبْتُهُ ..!!

يَقول الله سُبحَانَهُ [اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ]!!
يَا رَب إِنْ ضَاقَتْ بِيَ الأرجَاءُ فـ خُذْ بِيَديْ ..!
قاهر الروس غير متصل