مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 15-10-2010, 11:31 PM   #9
*سـكـر خـشـن*
عـضـو
 
صورة *سـكـر خـشـن* الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2007
البلد: Buraydah
المشاركات: 1,981
آرفق بنفـسك



رواحل أضناها المسير وطريق يبكي ألم المسافات.. وقلوب تئن من
ظلم القريب.. وغربة تفتش عن هوية.. وبين هذا وذاك يبقى الأمل
هو المحفز الأكبر لحضور الفرح في حياتنا ..



كثُر الحديث في هذه الأيام عن فنون وطرق حل المشكلآت حيث الكتب المتنوعة
والدورات النتخصصة وجُلهآ يستحث الناس نحو المثابرة على مصادمة العقبات
ويوصي بمجالدة الأزمات وإيجآد الحلول والصبر عليهآ مهمآ طال الزمن وهو أمر
مطلوب لآشك..


وقد غفل عن أمر مهم وهو أن التعامل مع المشكلآت ومباشرة حلولهآ يأتي على أوجه هي :

آلأول :
مايملك فيه الأنسان الحل وأدوات التغيير المباشر وهو مايكون ضمن دائرة
( التحكم المباشر ) مثل ( سرعة الغضب - والإسراف - ومجاملة الآخرين ) فالشخص
بيده أن يغير نفسه لو أراد دون الحاجة للآخرين.


الثآني :
وهو مانملك معه أي حل كانهيار سوق أو أحوال جوية سيئة أو
وفاة أو مرض وليس أمامنا معه سوى التسليم بأمر الله وحمده على
قضائه وهذا يدخل في دائرة ( عدم التحكم - أو التحكم الخارجي ) وهو
ما لآ نملك دفعه أو تغييره.



الثآلث :
وهو ذلك النوع من المشكلآت الذي يدخل ضمن دائرة ( التحكم غير المباشر ) وهي
غالبآ مآ تتعلق بآلآخرين والغالب أن ثمة علآقة تصلنا بهم فهنآ يجب أن تخلص النوايآ
ويبذل الوقت.


تذكر أنه

ليس هنآك أي ضمانة لنجاح الجهود ببذل الوقت وإخلآص النوايآ فلربمآ بذلنآ للحل
فيهآ وأنفقنآ لكي نغير الحآل وقتآ وجهدآ ومع هذا لم تحل! ولم يتغير في الأمر
شيء!


قد يكون زوج يعاني خرسآ زوجيآ داخل المنزل وقد بذلت الزوجة
مافي وسعهآ في سبيل تغييره! وقد حاولت إصلآح الأمر ولم تفلح
حيث وجدته جسرآ لآ يعبر ونبعآ لآ يورد منه وعقبة لآ ترتقى
ولقد بذلت من الوسع أشده ومن الأهتمآم أعظمه ولـكـن الجهود لم تثمر
والحلول لم تجد!.




وقد تكون زوجة ثرثآرة استفرغ الزوج السبب واستنفذ الجهد لكبح جماحهآ
ومع هذا حآرت معه الأسباب وتقطعت في إصلآحهآ الآمآل وقد شق عليه الحال
وقاسى نصبآ فآمتنع عليه الأمر!.


؟ فكيف نتعآطى مع هذآ النوع من المشكلآت؟!


يقول وليم جيمس - عالم النفس الشهير - في معرض نصيحته لبعض طلآبه ( كونوا مستعدين لتقبل
الوآقع فالقبول بالوآقع هو الخطوة الأهم لتجآوز أثر كل أزمة! )

لذا فمن بآب الحكمة التسليم بالوضع والتكيف معه وعدم مقآومته والتوقف عن
المحآولة فهذه المحآولآت تستنفد من سعآدتك ووقتك وجهدك واحتمآلآت النجآح فيهآ
محدودة ..

( وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾

ثم ركز على مآ حسن في الحيآة وجمل وسلم أن هذه الدنيآ بين
إقبآل وإدبآر ..

فيوم علينآ ويوم لنآ . . . ويوم نُسآء ويوم نُسر

وتوجيه الجهد إلى مآ فيه ضمآنة أن يعود عليك بآلنفع أولى وأجدر

إذآ لم تستطع أمرآ فدعه . . . وجآوزه إلى مآ تستطيع


ومضة قلم :

لن تستطيع أن تمنع طيور الهم أن تحلق فوق رأسك ولـكـنـك تستطيع أن تمنعهآ من
التعشيش فيه.
__________________





*سـكـر خـشـن* غير متصل