[عبدالله الصالح]

الله المستعان ..

إنا لله وإنا إليه راجعون ..

أحسن الله عزائكم وجبر مصابكم وغفر لفقيدة الجميع ...

زميعه !! سبحان الله .. إذا سمعت بإسمها يقدح بالذهن مباشرة الوعظ والإرشاد وتبصير النساء بأمور دينهن وإنكار المنكر .. والله هذا الي يأتي بذهني إذا سمعت ذكرها .. بل لا أبالغ حين أرى أسم أي شخص من عائلتها {الزميع} يكون صورة حياتها وذكرها أمامي ..

عرفتها لأكثر من عشرين سنه .. بكلام أهلي عنها .. واعظة مذكّرة في الأفراح والأتراح .. منكرة للمنكر بحكمة وموعظة حسنة .. صاحبة منهج وتربية مستقيمة .. إحتملت من شبابها مرض زوجها المشلول فأحسنت رعايته وضحّت بصحتها له حتى أدركته منيته قبل سنوات قليلة ..

نعم .. توفيت نورة الزميع .. وحق للمحاجر أن تذرف الدموع .. فإن رحيل الصالحين سبب للبكاء .. إذ بهم يكون الأمل بنزول رحمة الله ومغفرته .. فإنهم أصحاب خلوات ودمعات وصلوات .. لقدر رحلت وهي تجري فحوصات لقلبها .. لكنها رحلت قبل أن يكون هناك أي تدخل جراحي أو تشخيص جازم .. ولله في ذلك حكمة فإنني وعلى كثرة ماتجمعنا مناسبات بهم فلم أذكر يوم واحد رأيت زولها أمامي .. لأنها كانت ستّيرة تدرك معنى الحياء والحشمة .. فأسأل الله بمنه وكرمه الذي أحسن نظرتها في عيوننا وأدام قربها في قلوبنا وأبكى عيوننا بفقدها أن يجعلها عنده خيراً مما تتطلع له آمآلنا ويجمعها بزوجها وذريتها ووالديها وأخوانها بجنات النعيم .

أصدق التعازي والمواساة لأحباب قلبي : أبو صفوان .. ورفيق الدرب سليمان .. ولكريماتها المفجوعين بها ولأحفادها وأخص محمد بن صالح العمر وأخيه أنس ووالدهم ..
ولا نقول إلا مايرضي ربنا : إنا لله وإنا إليه راجعون.