مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 19-10-2010, 03:10 PM   #4
الـصـمـصـام
عبدالله
 
تاريخ التسجيل: Jun 2004
البلد: .
المشاركات: 9,705
هذه مقالة كتبتها و نشرت في شبكة نور الإسلام قبل ثلاث سنوات


دور الألعاب الإلكترونية في دمار الدين و الأخلاق
عبد الله بن عبد العزيز العزاز



لا يمكن لجتمع من المجتمعات أن يعيش دون أن يوفر وسائل الترفيه و التسلية ، لأن الترفيه ضرورة ملحّة لا يمكن للإنسان مهما كان أن يبتعد عنها ، و لو بلغ من الجدية ما بلغ ، و الذي يتأمل في البيوت اليوم يجدها لا تكاد تخلوا من هذه الوسائل ، و على رأسها وسائل الترفيه الإلتكرونية بأنواعها و أصنافها ، و التي لا يكاد يخلوا منها بيت ، حتى في القرى و الهجر النائية ..

::: تأثر الطفل بما يحيط به :::
لما خلق الله جل و علا الإنسان جعل له عمراً معيناً يكون فيه تهيئة تامة لغرس ما يناسبه من المبادئ و الأسس و الأخلاق ، و هذا في مرحلة الطفولة ، حيت الاستعداد التام لصياغة الشخصية ، و هنا يتأتى دور الأبوين في صناعة الطفل و بنائه بناءً تكاملياً ، و لهذا قال - صلى الله عليه و سلم - : ( مروا أولادكم بالصلاة لسبع و اضربوهم عليها لعشر و فرقوا بينهم في المضاجع ) ، و في هذا الحديث إرشادٌ إلى مبدأ التدريب و غرس السلوك و المفاهيم في الأطفال قبل سن التكليف حيث يصعب التغيير بعد انتهاء وقت الطفولة .


::: الألعاب الألكترونية و التأصيل الشرعي :::
إن كل أمر سكت عنه الشارع من أمور الدنيا فلا يحق لأحد أن يُقال بحرمته دون دليل ، و لكن قد يحف بالمباح قرائن تنقله من أصله إلى الحرمة ، فاستخدام السلاح مثلاً قد يدور حكمه على الإباحة ، الحرمة ، الوجوب ، و أما موضوعنا وهو الألعاب الألكترونية فإنها مباحة في الأصل ، و لكن قد تنتنقل من أصلها إلى الحرمة أو إلى غير ذلك بحسب ما يكون فيها من محرم أو حتى شرك .


::: الألعاب الألكترونية و الترفيه :::
لما خرجت هذه الألعاب كان أصلها قائم على هدف الترفيه ، و مع انفتاح العالم على بعضه ، استغلت هذه الألعاب استغلالات أخرى ، دينة و سياسية و أخلاقية ، و من آخرها أنه تم اكتشاف عدد من هذه الألعاب تحوي مشاهد إباحية، وأخرى مسيئة للإسلام وتصور الإسلام على أنه دين إرهاب. كما أن بعضها الآخر يطالب اللاعب بتحطيم أكبر عدد من المساجد وتمزيق المصحف للحصول على عدد أكبر من النقاط .و لا زلت أذكر تلك اللعبة التي برزت فيها شخصية الجندي الأمريكي التي يتقمصها اللاعب ليقتل و يسفك و يدخل على البيوت و يخربها على أهلها ، و كأنه يحكي واقع العراق اليوم ،
و من الألعاب ما يكون الفوز فيها هو الحصول على (الصليب) فأين من ينادي زوراً بالحرب على الإرهاب و هل هذا هو الترفيه الذي نُريد ؟

::: من مفاسد الألعاب الألكترونية على سلوك الأطفال :::
نشرت العديد من مواقع الإنترنت دراسة بريطانية عن مجلة "ذي لا نسيت" أن مشاهد العنف على شاشة التلفزيون أو في ألعاب "الفيديو" تزيد مخاطر السلوك العدواني والخوف لدى الأطفال الصغار ومثل هذه المشاهد يمكن أن توازي "إساءة معاملة الأطفال عاطفيا". وقالت الدراسة إن الأطفال الصغار هم الأكثر تأثرا بهذه المشاهد .

و يقول الأخ أحمد الحازمي في جريدة الحياة عدد 12417 أن البلاي ستيشن قد يصيب الطفل أو المراهق بالأنطوائية والوحدة بمفرده حيث إن مستخدميه يصيبهم عليه إدمان فلا يستطيع مفارقته دائماً فالطالب الذي يمارس تلك الألعاب مباشرةً أثناء عودته من المدرسة يجلس خلف ذلك الجهاز حتى أذان العصر وقد يستمر أو يرتاح ثم يعاود اللعب عليه بعد صلاة المغرب وحتى ساعات متأخرة من الليل مما يصده عن مراجعة دروسه وكتابة واجباته وبذلك فقد أضاع الشيء المفيد وقد يخفق في امتحانات آخر العام الدراسي .

و هذه الألعاب توقع في نفس الطفل ميولاً إلى شخصيات يقوم باللعب في أدورها ، و يبدأ بمحاكاتها على حساب دينه و أخلاقه ، ومن يشاهد أبناء المسلمين اليوم يرى ذلك جلياً فمنهم من يلبس السلاسل والقلائد في العنق ومن النساء من تتشبه بالرجال في ملابسها ومشيتها وكلامها وقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ ) رواه أبو داود في سننه

و جاء في دراسة أن الأطفال الذين يمارسون لعبة البلاي ستيشن بكثرة يقل لديهم التفكير والإدراك لأنهم يعطلون عقولهم ويطبقون ما يشاهدون في هذه الألعاب.

و إذا كثر العكوف عند هذه الألعاب من قبل الأطفال و دون تنبيه الوالدين ، فإن هذا مؤذنٍ بذوبان شخصية الطفل الإسلامية ، و التنكر لهويته نتيجة ولعه بهذه الألعاب التي سلبت عقله .

إن هذه الألعاب تُهيء جواً مناسباً للخصومات بين الأخوة ، و تؤجج الكراهية بينهم ، و هي أيضاً جوً خصب لتبادل الشتائم بين الأطفال إذا خلت من رقيب . و معينة على تضييع الصلوات و عقوق الولدين .

و فيها ما فيها من مشاهد العري كما في ألعاب المصارعين والمحاربين العارية التي لا يسترها سوى "مايوه" يظهر عورة الرجل ويحددها كما أن في بعض هذه الألعاب صوراً حية لنساء كاسيات عاريات ..

إضافة إلى المفاسد الصحية و المالية الناجمة عنها.

::: وصية و مطالبات :::
أوصي كل من استرعاه الله رعية أن يتقي ربه في رعيته ، و أن يوفر لهم ما يُفيدهم و يُرفههم بما لا يتعارض مع شريعة الله ، و لا يخدش حياءهم و أخلاقهم ، و يميع شخصيتهم . فقد قال رسول الله - صلى الله عليه و سلم - ( ما من راعٍ استرعاه الله رعية فمات يوم يموت وهو غاشٌ لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة )

"يطالب الكثير من الأباء وأولياء الأمور بأن يكون هناك رقابة على محلات بيع تلك الألعاب من قبل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لمحاربة كل شريط ماجن حتى لا يقع أبناء هذا الوطن من الأطفال والشباب في فخ تلك الأفلام ، كما يطالبون بمنع أشرطة المغامرات والمطاردات مع رجال الأمن والتي يرتكب من خلالها المخالفات المرورية حتى لا يتأثر بها الأطفال والمراهقون وأن يحل بدلاً منها أشرطة تعليمية وترفيهية أو أي ألعاب لا يكون بها عنف أو مخلفات وتعود بالنفع على الطفل أو الشاب " * توصية في ختام تقريرٍ في جريدة الحياة .
و أوصي ولاة الأمر - أيدهم الله - بتكثيف الرقابة على من يجلب هذه إلى بلادنا ، فكم أخرجت لنا هذه الألعاب أعضاء فاسدين ساهموا في خراب المجتمع ، و إيذاء أهله .
__________________




ياربي ..افتح على قلبي ..
و طمئنه بالإيمان و الثبات و السلوة بقربك ..
[عبدالله]

من مواضيعي :
آية الحجاب من سورة الأحزاب ( أحكام و إشراقات )
::: كيف نقاوم التشويه ضد الإسلام و ضد بلادنا:::(مداخلتي في ساعة حوار مكتوبة و مشاهدة)


آخر من قام بالتعديل الـصـمـصـام; بتاريخ 19-10-2010 الساعة 03:18 PM.
الـصـمـصـام غير متصل