مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 20-10-2010, 07:43 PM   #2
فارس مغوار
عـضـو
 
صورة فارس مغوار الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 389
السلام عليكم ورحمةالله وبركاته
الرجاء الضغط على الرابط
الحسن بن علي رضي الله عنهما
عــــام الـجـمـاعـةربيع الأول 41 هـ
لا نتجاوز الحق ان قلنا ان الحسن رضي الله عنه من الشخصيات المظلومة في التاريخ بل انه سُلِب حتى لقبه الشرعي فهو الخليفة الخامس الذين يدخلون ضمن خلافة النبوة التي قال عنها النبي صلّى الله عليه وسلّم (خلافة النبوة ثلاثون سنة ثم يؤتي الله الملك من يشاء) رواه ابو داوود وبخلافته التي استمرت بضعة أشهرتمت الثلاثون سنةفهو الخليفة الراشد الخامس وليس عمر بن عبد العزيز رحمه الله ولا عجب في ذلك نعم أنه صاحب مشروع اصلاحي عظيم فقد كان سيداً بشهادة جده نبي الأمة صلى الله عليه وسلّم حينما وصفه (ان ابني هذا سيد، ولعل الله ان يصلح به بين فئتين من المسلمين) وقد حقق الله على يد الحسن رضي الله عنه ما بشّر به النبي صلى الله عليه وسلم من أن حفيده الحسن رضي الله عنه سيكون سبباً في
الإصلاح بين طائفتين عظيمتين من المسلمين وحدث ذلك سنة 40 ه عندما بايع المسلمون الحسن رضي الله عنه بعد استشهاد أبيه الإمام علي رضي الله عنه وكان الحسن رضي الله عنه يشعر بالأسى لِما حلّ بالمسلمين من خلاف وما دار بينهم من قتال وكان يأمل بتوحيد كلمتهم ورصّ صفوفهم وإن تطلب الأمر تقديم تضحيات جسيمة كالتنازل عن الخلافة.
وكان ميل الإمام الحسن رضي الله عنه إلى الصلح ظاهراً منذ يوم بيعته إذ كان يقول: تبايعون لي على السمع والطاعة وتحاربون من حاربت, وتسالمون من سالمت.
وقيل إن أوّل من بايعه قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري وكان قيس في حياة الخليفة الإمام علي رضي الله عنه يقود أربعين ألفاً من المقاتلين وكان الحسن رضي الله عنه يعتقد أن قيساً لا يرى
مصالحة معاوية فخشي أن لا يوافقه إن أقدم على الصلح فقدم عليه في قيادة ذلك الجيش عبد الله (عبيد الله) بن العباس وكان ذلك من علامات إرادته للصلح.
لم يكن ميل الحسن رضي الله عنه نحو الصلح وحقن الدماء ناتجاً عن ضعف أو قلة عدد بل لقد قال الحسن رضي الله عنه : كانت جماجم العرب بيدي يسالمون من سالمت ويحاربون من حاربت فتركتها (أي الخلافة) ابتغاء وجه الله وحقن دماء المسلمين
وبعد استشهاد علي رضي الله عنه سار معاوية رضي الله عنه بعساكر الشام حتى نزل مسكن وسار الحسن رضي الله عنه بعساكر العراق حتى نزل المدائن فالتقيا بمنزل من أرض الكوفة وهي النخيلة فلما نظر الحسن رضي الله عنه إلى كثرة ما معه من الجند رغب في حقن دماء المسلمين وبما عند الله تعالى فبادر إلى
طلب الصلح وقد جاء وصف قوة جيش الحسن رضي الله عنه في صحيح البخاري عن الحسن البصري قال (استقبل والله الحسن بن علي معاوية بكتائب أمثال الجبال) وهذا يدحض مزاعم الذين قالوا أن الحسن رضي الله عنه كان ضعيفاً ومكرهاً على الصلح.
وتحقق الصلح بالفعل وتنازل الحسن رضي الله عنه بالخلافة لمعاوية رضي الله عنه سنة 41ه وسمي ذلك العام عام الجماعة إذ توحدت راية المسلمين بعد طول قتال وخلاف وبعد الاتفاق على الصلح صعد الحسن رضي الله عنه المنبر وحمد الله وأثنى عليه وقال: ((فإن أكيس الكيس التقي, وإن أحمق الحمق الفجور, وإن هذا الأمر الذي اختلف فيه أنا ومعاوية, اما كان حقاً لي تركته لمعاوية إرادة صلاح هذه الأمة وحقن دمائهم, أو يكون حقاً كان لامرىء أحق به مني ففعلت ذلك (وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين) رواه البخاري عن الشعبي
إن ما قدم عليه الحسن رضي الله عنه من تنازل للخلافة ابتغاء الإصلاح وحقن الدماء يدل على سمو أخلاق ورحمة بالمؤمنين قلّما توجد في شخص لكنها نبوءة النبي صلى الله عليه وسلم الذي بشّر بأن ابنه الحسن رضي الله عنه يصلح الله على يديه بين طائفتين من المسلمين وكان ذلك بالفعل
قال صلى الله عليه وسلم "الخلافة بعدي ثلاثون سنة" رواه أحمد وأبو داود والترمذي(246)
تأمل أخي الكريم
فخلافة أبي بكر رضي الله عنه سنتان وثلاثة أشهر وتسع ليال من 13 ربيع الأول سنة 11هـ إلى 22 جمادى الآخرة سنة 13هـ.
وخلافة عمر رضي الله عنه عشر سنوات وستة أشهر وثلاثة أيام من 23 جمادى الآخرة سنة 13هـ إلى 26 ذي الحجة سنة 23هـ .
وخلافة عثمان رضي الله عنه أثنتا عشرة سنة إلا اثني عشر يوماً من 1 محرم سنة 24هـ إلى 18 ذي الحجة سنة 35هـ.
وخلافة علي رضي الله عنه أربع سنوات وتسعة أشهر من 19 ذي الحجة سنة 35هـ إلى 19 رمضان سنة 40هـ.
فمجموع خلافة هؤلاء الأربعة تسع وعشرون سنة وستة أشهر وأربعة أيام
بويع الحسن بن علي رضي الله عنهما يوم مات أبوه علي رضي الله عنه وفي ربيع الأول سنة 41هـ سلم الأمر إلى معاوية رضي الله عنه وبذلك ظهرت آية النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: "الخلافة بعدي ثلاثون سنة" وقوله في الحسن رضي الله عنه : "إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين" رواه البخاري(247)

اللهم أرضِ عن الخلفـاء الراشدين الخمس
أبوبكر الصديق رضي الله عنه
عمر بن الخطاب الفاروق رضي الله عنه
عثمان بن عفان ذو النورين رضي الله عنه
علي بن أبي طالب رضي الله عنه
الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما
أركان الأسلام خـمس هم أركان دعـائمه
هم من نقلو لناالقرآن الكريم كاملاً
ثـلاثون جزء
نعم هذا هو السبب في غبن حقه التاريخي وفي عدم اخذ حقه في ذاكرة الأمة فقد حاول أعداء الأمة الروافض كل ما يستطيعون من اجل ان يغطوا على موقفه عندما تنازل عن كرسي الخلافة من اجل حقن دماء المسلمين ومن أجل وحدة صفهم وهذا لا يتناسب مع أهداف أعداء الأمة الروافض فتراهم يسلطون الضوء على الفتن وعلى إراقة المسلمين دماء بعضهم
تأ مُّــ خلافة الحسن رضي الله عنه ـلا ت
كان الحسن رضي الله عنه ذا شخصية مهيبة تتصف بالقيادة العسكرية والسياسية والأخلاقية فعندما تولى الخلافة رضي الله عنه كانت جبهته قوية حتى قال (كانت جماجم العرب بيدي تحارب من حاربت وتسالم من سالمت) وقال ابن تيمية رحمه الله في ذلك (فقد كان بمقدور الحسن رضي الله عنه أن يقاتل معاوية رضي الله عنه بمن كان معه ..... ولكن الحسن رضي الله عنه كان ذا خلق يجنح
إلى السلم) ولهذا نجده كان يخاطب اباه علياً رضي الله عنه: ويقول له (يا أبت، دع هذا فإن فيه سفك دماء المسلمين ووقوع الاختلاف بينهم) فتنازل الحسن رضي الله عنه لم يكن عن ضعف بل عن قوة محفوفة بالحرص على دماء المسلمين ووحدتهم
معـ عام الجماعة41 هـ نـى
بهذا الاسم عُرِف العام الذي تصالح فيه الحسن ومعاوية رضي الله عنهما وأصبحا يداً واحدة وجيشاً وقلباً واحداً
من يقرأ الشرط الذي وضعه الحسن رضي الله عنه لبيعة أهل العراق يجد انه منذ بدء توليه الخلافة وهو جاعل الصلح والسلم نصب عينيه فقد اشترط عليهم (انهم يسالمون من يسالم ويحاربون من يحارب) فلما تبينت لأهل الباطل نية الحسن رضي الله عنه من أنه عازم على الصلح عزموا على اغتياله فقام احدهم بطعنه وهو في الصلاة فأصابته بوركه الاّ ان ذلك لم يمنعه من الاستمرار في مشروعه الإصلاحي
((محاولةاغتياله))
بعد نجاح المفاوضات بين الحسن ومعاوية رضي الله عنهما شرع الحسن رضي الله عنه بتوضيح الأمر لمعسكره وأثناء خطبته لهم هجم عليه بعض معسكره فنجاه الله عز وجل منهم فأخذوا يتهمونه بالضعف والخور وبدؤوا بنزع ما يستطيعون نزعه من متاعه أكثر من ذي قبل بل ان الجراح بن سنان الخارجي ترصد له فلما مر الحسن رضي الله عنه هجم عليه بالمعول فشق فخذه
وهكذا نرى أي معاناة عاناها الحسن رضي الله عنه من اجل وحدة الأمة وحقن دماء الأمة ورأينا كيف كانت اعتراضات معسكره التي وصلت حد اغتياله أكثر من مرة فضحى رضي الله عنه بحياته
وبمنصبه من اجل ان يوحد صف الأمة ومن اجل ان يحقن دماء المسلمين التي هدم الكعبة أهون منها
((شروط الصلح))
امّا شروط الصلح بين الطرفين فكانت:
1. العمل بكتاب الله وسنة نبيه صلّى الله عليه وسلّم وسيرة الخلفاء.
2. ترك الأموال التي صرفت سابقاً.
3. العفو عن الدماء التي أُريقت سابقاً.
4. ان يكون الأمر شورى بعد ذلك اما ما يُروى من انها تكون بعد ذلك للحسن رضي الله عنه فضعيف من أوجه:
أ ـ ورد عن الحسن رضي الله عنه عندما قالوا له ذلك قال:ما أنا بالراغب في ذلك ولو أردت هذا الأمر لم أسلمه.
ب ـ لو كانت ولاية العهد للحسن رضي الله عنه لتولى منصباً قريباً من معاوية رضي الله عنه ليكون مطلعا على أمور الحكم لا ان يعتزل شؤون الحكم تماماً كما فعل رضي الله عنه.
ج ـ عندما تمت بيعة يزيد رحمه الله لم يرد ان احداً اعترض وذكر هذا الشرط حتى الحسين نفسه رضي الله عنه الذي رفض ان يبايع يزيد رحمه الله لم يذكر هذا الشرط.
((فوائد الصلح))
لا يخفى ما للوحدة من أهمية عظيمة بين أي جماعة ومن هنا فإن الصلح بين الحسن ومعاوية رضي الله عنهما كان موقفاً تاريخياً عظيماً لما حققه من فوائد جليلة منها:
1. توحّد الأمة تحت قيادة قوية واحدة.
2. عودة الفتوحات التي توقفت بعد استشهادعثمان رضي الله عنه ووقوع الأمة في فتنة عظيمة.
3. تفرّغ الدولة للقضاء على الخوارج الذين كانوا مرضاً داخلياً ينخر في جسد الأمة.
هذه جولة سريعة في عام الجماعة الذي برزت فيه علامة من علامات النبوة عندما أعلن صلّى الله عليه وسلم عن الحسن رضي الله عنه سيداً فكان بحق سيدا عندما وحّد صفّ الأمة وتنازل عن أعلى منصب في الدولة بل في الأمة ولم يشأ أن يكون سبباً في إراقة دماء المسلمين وفي تمزيق صف الأمة ان ما قام به الحسن رضي الله عنه رسالة بليغة ينبغي على من يدعي محبته واتباعه أن يقرأها جيداً فالحب بالإتباع قالى تعالى (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)ال عمران:31

أخوكم عبدالعزيز عبدالرحمن (بوتركي)


فارس مغوار غير متصل