أُخْتُكُمْ العَابِرَة.. إِلَى رَبِّهَا رَاحِلَةْ ..!
قَال عَزَّ وَجَلْ :
(
وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ *
أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ )
وقَالَ اللهُ تَعالى : [ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ ]
وقَالَ النَّبي صَلى اللهُ عَليْهِ وَسَلَّمَ : [ مَنْ أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ فَلْيَتَذَكَّرْ مُصِيبَتُه بِيْ فَإنّهَا مِنْ أَعْظَمِ المَصَائِبْ ] ***
هُنَا ..!
الدُّنْيَا بُسُكَّانِهَا عَامِرَةْ
وَبُيوتٌ سَرَتْ أَنْوَارُهَا خَافِتَةْ
وَأيّامٌ تَائِهَةٌ ، سَتَكُونُ فِيْ المَاضِيَ خَاليَةْ ..!
الحَيَاةُ مَمَرُّ عُبورٍ وَامْتِحَانٍ للآخِرَةْ
وَ كُلُّ نُورٍ بَيْنَ جُدْرَانِهَا
سَيَعْقُبُهُ خُفوتٌ وَظَلامٌ في القُبورِ
وَيَا عَابِرٌ سَتَنْزِلُ لأَوَّلِ مَنَازِلِ الآخِرَةْ ..!
كَانَتْ هُنَا عَابِرَةْ
وَحُروفُهَا بِالخَيْرِ لَهَا شَاهِدَةْ
خَيْرٌ سَنا مِنْهُ نُورٌ الهُدَى والطَّهَارَةْ
وَ ذَِكْرٌ حَسَنٌ مَلَئَ الأَرْجَاءَ وَضَاءَةْ ..!
عَابِرَةْ ..
كَأنَّهَا مَعَ سِرْبِ طُيورٍ عَلى الأَغْصَانِ مُنتَظِرَةْ
تَنْظُرُ ، وَتَسْتَريحُ ، وَتَأخُذُ قُوتَهَا
ثُمَّ تُكْمِلُ سَيْرَهَا إِلىَ اللهِ مُتَشَوِّقَة ..!
عَابِرَة ..
خَبَرُ الرَّحيلِ زَلْزَلَ قُلوبَاً يَمْلئُهَا البَرَاءَةْ
فَتَسَاقَطَتْ كَالزُّهورِ إذَا ذَوَتْ وبَدَتْ أَغْصَانُهَا بَاليَةْ ..!
يَا أَيَّتُهَا الرَّاحِلَة ..
كُنْتِ شَهْدَاً للخَيْرِ نَاشِرَةْ
وَ قُلوبُنَا بَاتَتْ بِفِرَاقُكِ فَارِغَةْ ..!
هِيَ عَابِرَةْ ..
يَا رَبِّ جَاءَتْكَ وَبابْتِلائِكَ صَابِرَةْ
وَعَيْشُهَا سَفَرٌ وَلِرَحْمَتكِ رَاجيَةْ
واليَوْمَ يُحَلِّقُ طَيْرُنَا ..
إِليْكَ يَا رَبَّاهـُ سَائِرَةْ ..!
فَطَيِّب إِلهيْ قُرْبَهَا
وَبِرَحْمَتكِ اجْعَلْ مَنَازِلُهَا وَاسِعَة ..!
يَارَبِّ أَنْتَ الكَريمُ وَعَابِرَةٌ
لِجَنَّاتِكَ بَاغِيَةْ ..!
فَيَا رَبِّ ارْفعْ شَأنْهَا
وَاجْعَلْ رُوحَهَا بِجَنانِ الخُلْدِ طَائِرَةْ ..!
***
أَسألُ اللهَ العَظيمْ الذِّي وَسَعَتْ رَحْمَتُهُ كُلَّ شَيءٍ ، رَبُّ السَّمَاوتِ السَّبعِ وَالأرَاضِينَ السَّبْعِ وَمَنْ فيهِنَّ ، مَنْ هُوَ أَرْحَمُ مِنْ الوَالِدَةِ بِوَلَدِهِاَ أَنْ يَغْفِرْ لَهَا وَيَرْحَمَهَا وَيُوسِّعَ مَنَازِلِهَا وَيُنَوِّرَ عَليْهَا في قَبْرِهَا وَيَجْعَلُهُ رَوْضَةً مِنْ رِيَاضِ الجَنَّةِ ، وَيُثَبِّتهَا عِنْدَ سُؤَالِهَا وَيؤنِسَ وَحْشَتَهَا ، وَيَقُر عَيْنَهَا يَوْمَ الحَشْرِ والحِسَابِ بِالقَوْلِ لَهَا مَعَ مَنْ يُقَالُ لَهْم ادْخُلوا مَغْفُورَاً لَكْم .
إِنَّ القَلْبَ لَيَحْزَنَ وَإِنَّ العَيْنَ لَتَدَمْعُ وَلا نَقُولُ إِلا مَا يُرضي رَبَّنَا وَخَالِقَنَا إِنَّا للهِ وَإنَّا إِليْهِ رَاجِعُون
أَنْتُم السَّابِقُونَ وَنَحْنُ اللَّاحِقُونْ
* شُكْرَاً للأخْت الفَاضِلَةُ صَاحِبَةُ هَذا الطَّلبْ ، وَ ادْعُوا لأُخْتِكُمْ بِالثَّبَاتِ والمَغْفِرَة
أخيرَاً فَمَا كَانَ مِنْ صَوابٍ فَمِنْ اللهِ وَمَا كَانَ مِنْ خَطا فَمِنْ نَفسيْ والشَّيطَان
عُذرَاً عَلى الإطَالَةِ ورَكَاكة الأسلوب
دُمتم بِحفظِ الرَّحمنِ وَرِعَايَتهِ