بِدَايَةً أَيَّتُهَا الأخْتُ الكَريمَةْ الثِّقَةُ لا تُبْطِلُ النِّيَةْ ، فَلَوْ شَّكَ إِنْسَانٌ أَنّ المَالَ سَيُسْرَقْ - وَحَاشَاكِ إِنْ شَاءَ اللهُ ذَلِكَ - فَإنَّ النِّيَةَ بَلَغَتْ مَبْلَغَهَا وَإنْ لَمْ يَصِلْ مُرَادُهَا ..!
أَمَّا عَنْ المَشَارِيعُ الخَيْريَّة فَإِنَّ هَذهـِ أَعْظَمُ شَيءٍ يَجِدُهُـ المَيِّتُ وَيَنْفَعَهُ ، وَهيَ عَلى اَلأحْيَاءِ رَدُّ جَميلٍ وَعُرْبُونُ مَحَبَّةٍ في الدُّنْيَا ، وَوَاللهِ أَنَّ مَا تَمْلِكُهُ أَيْدينَا لَنْ تَكُونَ أَغْلَى وَلا أَثَمْنُ مِنْ أَحْبَابِنَا أَيَّا كَانَتْ صَدَاقَتُهمْ وَفي أَيْن ، وَلَكِنْ أَجِدُ أَنَّ المَسْجِدَ مَثَلاً قَدْ يَكُونُ مُكَلِّفَاً بَعْضُ الشَّيءِ عَلى بَعْضِ النَّاسِ مِمَّنْ يُريدُ الخَيْرَ وَيَدُهـُ قَصيرَةْ ، وَ بِالمُقَابِلِ قَدْ تُمَوَّتُ الفِكْرَةُ بِسَببِ الثَّمَنِ الذيْ لَمْ يُقْدَرُ عَليْهِ ، فَلو اْجتَمَعَ خَمْسَةٌ وَكَفَلوا يَتيمَاً وَخَمْسَةٌ آَخرُونَ أَعَانُوا مُسْكينَا وَفي كُلِّ صُنْدُوقِ خَيْرٍ يَضَعوا لَهُمْ بَصْمَةً لَهَا لَتَوَالَتْ عَليْهَا الأَعْمَالُ الخَيِّرَةُ مِنْ أَهْلِ الخَيْرِ وَشَارَكَ كُلٌّ بِمَا يَسْتَطيعُ وَيَمْلِكْ ..!
فَلَنْ يُبْلَغَ المَسْجِدُ بِبَسَاطَةٍ وَإِنْ كَانَتْ مَحَبَّتُنَا لأَحْبَابنِاَ أَغْلى
لَكِنَّ هُنَاكَ أَعْمَالُ خَيْرٍ بَيْنَ حَفْرِ آِبَارٍ وَكَفَالَةِ يَتِيمٍ وَطِبَاعةِ كُتبٍ وغَيْرُهَا يَسْتَيعُ الإنْسَانُ أَنْ يُشَارِكُ بِهَا لِمَنْ يُحِبُّ وَلا شَيءَ يُكْلِفُه ..!
رَحِمَهَا اللهُ وَأَسْكَنَهَا فَسيحَ جَنَّاتِهِ
كَمْ تَكْلُفَة المَسَجْد إِذا أَمْكَنْ ؟!
شُكْرَاً لَكِ أَيُّتَهَا الخَيَّرَةُ وَنَتَمَنَّى لَو أَنَّ لَهَا في كُلِّ بِقْعَةٍ مَكَاناً يُذْكَرُ فيهِ اسْمُ الله
لَوْ كُنْتُ مُشْرِفَاً لَحَذَفْتُ مُشَارَكَاتِ مَنْ نَفْقِدُهم
دُمْتُم بِحِفْظِ اللهِ وَرِعَايتِهِ
__________________
إِنَّ دَمْعيْ يَحْتَضر ، وَ قَلبيْ يَنْتَظِرْ ، يَا شَاطِئَ العُمرِ اقْتَرِبْ ، فَمَا زِلْتَ بَعيدٌ بَعيدْ
رُفِعتْ الأشْرِعَة ، وَبدتْ الوُجوهـُ شَاحِبَةْ ، وَدَاعَاً لِكُلِّ قَلبٍ أحببنيْ وَأحبَبْتُهُ ..!!
يَقول الله سُبحَانَهُ [اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ]!!
يَا رَب إِنْ ضَاقَتْ بِيَ الأرجَاءُ فـ خُذْ بِيَديْ ..!
|