،
الإشكال هو أنّ عدم وضوح الهدف /المسار يولِّد ضعفًا وتشتتا . بخلاف وضوح الهدف الذي يولّد انهماكًا فيه ومحاولة وصول له .
لذلك ترى أكثر من لا يعرف أين يسير يصير بالنهاية رجلاً عاديًّا ! بينما آماله في بداية الطريق تناطح السحاب .
لماذا ؟
لأنه كلما بدأ بطريق عنّّ له طريق آخر ، وإذا بدأ بالثاني أنّبته نفسُه على تفريطه بالأول . فلا هو بدأ وانتهى بأحدٍ منهما .
هذا التردد ، والضبابية في الرؤية يولِّد ضعفًا في الهمة ، والإرادة ، ويولد كذلك اهتزازًا في الشخصيّة ، وعدم ثقة في النفس ، فيصير المرء محطّمًا من عشرات المحاولات للإصلاح الذاتي الذي يعقبه الفشل السريع !
كل هذا يورث محاولةً للخروج من الجوّ الجادّ ، والحياة الهادفة إلى كثرة الخلطة والزيارات والرحلات البرية والسفريات ... الخ لأجل قتل الوقت ، وتجنّب تأنيب الضمير .
والعلاج صعب جدا ..
لأن المُصاب بهذا كل مرّة يعتقد أنه أصاب المسار الذي سيفرغ له حياته ، فليس الدواء في إقناعه بوضوح الهدف وحُسنِه إنما العلاج :
أن يبغِّض إلى نفسه الأهداف الأخرى المتنافسة ، ويكرهها إلى نفسه ، ويجعل الخوض فيها من المستحيلات ، أو كما يعبِّر ابن القيم ( يقطع محبتها في نفسه بسكين اليأس منها ) ..
ثم يرجع إلى هدفه ومساره الذي اختاره فيجيّش له كل الطاقات الممكنة ويقطع عنه كل العلائق المعيقة ..
هنا سينجح - بإذن الله -
وأما تعدد المسارات فإنه لا يُفلِح صاحب الشُّغلين ؛ وهذا من وساوس النفس ليتأرجح المرء بينهما فلا يحصّل شيئًا ..
أبو العباس
__________________
هل تريد أن تكون كاتبًا متميزا ؟ هل تريد مكانًا تتعلم فيه الكتابة ، تكتب فيصحح لك متخصصون في اللغة والأدب ؟ هل تجهل طرق تعلم الكتابة ؟
www.ahlalloghah.com
|