مَنْ رَأى حَيَاةِ بَعْضِ الفَتَيَاتِ ، يَجِدُ أَنَّهَا بِغَيَابٍ تَامٍ عَنْ المَعْنَى الحَقيقي للحَيَاةِ ، وَ المَقْصَدُ الدِّينيُّ للُوجُودِ فِيْ هَذهـِ الحَيَاة ، وَهَذا الأمْرُ يَجْتَمعُِ فِي كُلِّ فِئَاتِ المُجْتَمَعِ صَغِيرُهَا وَكَبيرُهَا وَمَهْمَا اخْتَلَفَ جِنْسُهَا ، وَ لَكِن بِمَا أَنَّنَا نَتَحَدَّثُ عَنْ شَقَائِقِ الرِّجَالْ ، نَجِدُ أَنَّ الحَال لَيْسَ مُبَشَّرًا عَلى الوَجْهِ المَطْلُوب ، فَلَمَّا كَاَنت الفَتَاةُ تَعيشُ مِنْ أَجْلِ دِينَهَا وَمَنْهَجِهَا وَثَبَاتِهَا ، نَجِدُهَا اليَوْمَ تَائِهَةٌ ضَائِعَة خَلْفَ تَتَبُّع المَوْضَةِ مِنْ حَولِهَا وَاللهُ المُسْتَعَان .
كَتَبت إحْدَى الفَتَيَات كَلامًا فيمَا مَعْنَاهـُ " إِنْ كَانَ زَوْجُكِ لَيْسَ مِمَّن يَهْتَمُّونَ في السَّفَرِ للخَارِج فَـ - الله يعينك - واقْرأي عَليهْ السَّلام " !
كُنْتُ أَتَرَدَّد عَلى هَذا الكَلامِ رِآئِفًا عَلى هَذهـِ الفَتَاةِ التيْ نَسَفَتْ الأصْلَ المَرْجوا مِنْ هَذا الزَّوَاج ، وَتَشَبَّثَت بِالكَمَالي فِيهِ بَلْ الشَّيءَ الذي يُتََّخَذُ مِنْ أَجلِ كَلامِ النَّاسِ أَنَّهَا ذَهبَتْ وَأتَت ، كَيْفَ سَيَكُونَ حَالُهَا مَعَ زَوْجِهَا وَإنّي لأجْزِمُ أَنّهَا سَتَهْدِمُ بَيْتَ زَوْجِهَا إذا تَزَوَّجَت يَومًا وَلَم يَكُن زَوْجهُاَ مِسكينٌ يُلْعَبُ عَليْهِ مِنْ أَجْلِ أَنْ تَخْرُجَ خَارِجَ بِلادِهَا ، وَلَو كَذَبَ عَليْهَا بِأنَّهَا في خَارِجِ البلادِ لَصَدَّقت بِذلِكَ ، مَعَ أَنَّ مِثْلَ هَذهـِ العَيِّنَاتُ لا تَجِد مِنْهَا الحرصُ في أُمورِ الدِّينِ كَصَلاةِ زَوْجِهَا ، وَ حُقُوقِهَا عَليهِ وَحُقُوقه عَليْهَا ، لأنَّهَا لَمْ تَعْلَم أَنَّ الزَّواجَ حَيَاةٌ عَمَليَّة أَكْثَرُ مِن كَوْنِها سِيَاحيَّة .
__________________
إِنَّ دَمْعيْ يَحْتَضر ، وَ قَلبيْ يَنْتَظِرْ ، يَا شَاطِئَ العُمرِ اقْتَرِبْ ، فَمَا زِلْتَ بَعيدٌ بَعيدْ
رُفِعتْ الأشْرِعَة ، وَبدتْ الوُجوهـُ شَاحِبَةْ ، وَدَاعَاً لِكُلِّ قَلبٍ أحببنيْ وَأحبَبْتُهُ ..!!
يَقول الله سُبحَانَهُ [اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ]!!
يَا رَب إِنْ ضَاقَتْ بِيَ الأرجَاءُ فـ خُذْ بِيَديْ ..!
|