قمة القهر أن ترى مهزلة أمام ناظريك وليس لك حول أو قوة في منعها .
ويزداد القهر ويصل الضغط إلى أعلى درجاته حينما ترى من بيده كبح هذه المهزلة ويولي هاربا كالنعامة .
ذاك مشهد أمام عيني لم أحلم أن أراه
تتلخص المهزلة فيما يلي :
كنت قادما باتجاه الشمال على شارع القناة ومعي عائلتي في الساعة 1.45 بعد منتصف الليل هذا اليوم ليلة الجمعة 6/12/1431هـ , وبعد أن تجاوزت إشارة الوحدة - بجوار مستوصف العجاجي - باتجاه الشمال وإذ أمامي موكب يتكون من أكثر من 15 سيارة تلمحه من بعيد من المسار المقابل , مشعلين الفليشر يتقدمهم جيب شاص وجيب ربع ولاند كروزر جديد وبقية السيارات لم أنتبه لأشكالها .
الجيب الشاص يسير بسرعة جنونية جدا ثم يرمي سيارته بكل اتجاه ثم يمسك بالجلنط بشكل جنوني , وبشكل لا تحتمل أن تراه لفضاعته , والموكب خلفه , بسرعة جنونية .
واصلت سيري باتجاه الشمال وأنا مندهش مما رأيت , وبعد أن تجاوزت دوار الشماس مع شارع القناة وأنظر بالمرآة من الخلف , وإذا الموكب قد رجع باتجاه الشمال - من إشارة ش الوحدة مع ش القناة - , ويسيرون خلفي بسرعة جنونية , وأقسم بالله أني خفت على نفسي وعائلتي , وأردت أن ألزم المسار الأيمن , وإذا الموكب الجنوني يمسك جميع المسارات بسرعة عالية , فلزمت سيري في الوسط , وتجاوزوني من جميع الاتجاهات يتقدمهم الجيب الشاص , وقبل أن يصلوا إلى دوار أسواق الغد بمسافة بعيدة يجن جنون صاحب الشاص ويرمي سيارته بكل اتجاه ثم يمسك جلنط بشكل لا يصدق , وأثناء تجاوز آخر سيارة منهم لسيارتي وقبل مسك الجيب الشاص الجلنط رأيت سرعة لسيارة باترول خلفهم , وأدقق النظر , وإذا هي سيارة المرور , فحمدت الله على ذلك , وقررت أن أفعل معه ما أستطيع - إي وربي -
وأثناء سيرهم باتجاه دوار أسواق الغد والمرور خلفهم زدت سرعتي فأخذوا الدوار ورجعوا جنوبا من حيث أتوا ....
ويا للخيبة
رجل المرور أطلق ساقيه للريح باتجاه الشمال لإشارة كبري مشعل .
تحسرت على هذه المهزلة
وقلت والله إنها أشد من فعل ذاك الشباب الهائج .
ثم واصلت سيري بهدوء وأنا مندهش مما رأيت , وإذا الإشارة حمراء , فتحدثت مع أهلي وقلت سأبحث عن سيارة المرور إن كانت مع السيارات الواقفة عند الإشارة , وسآخذ رقم سيارته , وسأتكلم عن مهزلته التي فاقت ما رأيت منهم .
ووالله إن بحثت عنها من بين السيارات الواقفة فلم أجدها , ويبدو أنه اتجه يمينا مع طريق الملك فهد كالنعامة .
تلك مهزلة تمنيت ألا أراها
ولا أقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل فيمن ضيع الأمانة .