يَقُوْل الْلَّه تَعَالَى فِي كِتَابِه الْكَرِيْم [ وَاللَّه أَخْرَجَكُم مِن بُطُوْن أُمَّهَاتِكُم لَا تَعْلَمُوْن شَيْئا وَجَعَل لَكُم الْسَّمْع وَالْأَبْصَار وَالْأَفْئِدَة لَعَلَّكُم تَشْكُرُوْن ]
وَيَقُوْل جَل وَعَلَّا [ وَهُو الَّذِي أَنْشَأ لَكُم الْسَّمْع وَالْأَبْصَار وَالْأَفْئِدَة قَلِيْلا مَّا تَشْكُرُوْن ]
أَوَّلَا وَقَبْل كُل شَيْء أَتَسْأَل هَل نَحْن شُكْرَنَا الَلّه عَلَى هَذِهـ الْنِّعَم الْلَّتِي انْعَمَهَا الْلَّه عَلَيْنَا ..!
وَهَل نَحْن أَسْتِحَيْنا مِن وَاهِب هَذِهـ الْنِّعْمَة ..! وَنَظَرْنَا فِيْهَا فَقَط الْحَلَال ..! وَنَحْن نَعْلَم أَنَّنَا غَدَا سَنَقِف امَام يَدَيْه وَسَنُسْأَل عَن هَذِه الْنِّعْمَة وَهَل اسْتَعْمِلْنْهَا لِمَرْضَاتِه ام دُوْن ذَالِك ..!
يَقُوْل الْلَّه عَزَّوَجَل [ قُل لِلْمُؤْمِنِيْن يَغُضُّوْا مِن أَبْصَارِهِم ] مَع انَّه جَل وَعَلَا وَهَب لَنَا الْنِّعْمَة الْعَظِيمَة الْلَّتِي لَايَحُس بِهَا إِلَا فَاقِدُهَا إِلَا أَنَّه امْرِنَا ان نَغْض مِن ابْصَارَنَا وَان لَانَجْعَل نِعْمَتَه عَلَيْنَا نِقْمَة لَنَا وَنَرَى فِيْهَا كُل شَي حَلَال وَحَرَام ,, بَل أَمْرِنَا ان نَرَى فِيْهَا مَايَسَّرْنا يَوْم ان نِلْقَاهـ ..
وَهْنَا يَجِب ان نَقِف عِنْد نُقْطُتين مُهِمَّتَيْن فِي غَض الْبَصَر .. قَال فِيْهِمَا شَيْخ الْاسْلَام ابْن تَيَّمَه رَحِمَه الْلَّه
قَد أَمَر الْلَّه فِي كِتَابِه بِغَض الْبَصَر، وَهُو نَوْعَان: غَض الْبَصَر عَن الْعَوْرَة، وَغَضُّه عَن مَحَل الْشَّهْوَة. فَالْأَوَّل مِنْهُمَا كَغَض الْرَّجُل بَصَرَه عَن عَوْرَة غَيْرِه، كَمَا قَال الْنَّبِي صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم: ((لَا يَنْظُر الْرَّجُل إِلَى عَوْرَة الْرَّجُل، وَلَا الْمَرْأَة إِلَى عَوْرَة الْمَرْأَة )) ، وَيَجِب عَلَى الْإِنْسَان أَن يَسْتُر عَوْرَتَه .... وَأَمَّا الْنَّوْع الْثَّانِي: فَهُو غَض الْبَصَر عَن الْزِّيْنَة الْبَاطِنَة مِن الْمَرْأَة الْأَجْنَبِيَّة، وَهُو أَشَد مِن الْأَوَّل )
يَقُوْل الْرَسُوْل فِي الْحَدِيْث الْصَّحِيْح [ الْعَيْن تَزْنِي وَزِنَاهَا الْنَّظَر ]
فَهَل نَحْن ايُّهَا الاحِبَّة اطَعْنَا الْلَّه فِيْمَا امْرِنَا وَجَعَل لِبَصَرِنا حُدُوْد
ام ان عُيُوْنَنَا جَعَلْنَهَا سَائِبَه تَرَى كُل شَيْء اكَان حَلَال ام حَرَام
اكَان يُرْضِي الْلَّه ام يُغْضِبُه
ايُّهَا الاحِبَّة هَل أَسْتَشْعَرَرْنا هَذِهـ الْآَيَه :
[ فَلْيَحْذَر الَّذِيْن يُخَالِفُوْن عَن أَمْرِه أَن تُصِيْبَهُم فِتْنَة أَو يُصِيْبَهُم عَذَاب أَلِيْم ٍ]
فَمَن مِنَّا عِبَاد الْلَّه يُحِب أَن يَكُوْن مِن الْكَافِرِيْن بِأَمْر الْلَّه وَنَوَاهِيَه ؟! .
وَمَن مِنَّا فِي غِنَى عَن رَحْمَة الْلَّه وَلُطْفِه حَتَّى يَعْصِيَه ؟! .
وَمَن مِنَّا يَسْعَى بِيَدِه لِخَرَاب بَيْت أَعْمَالِه الْصَّالِحَات بِمِعْوَل الْمَعَاصِي وَالْذُّنُوْب ؟! .
وَمَن مِنَّا يَتَحَمَّل الْفِتْنَة – وَهِي الْإِشْرَاك بِالْلَّه – أَو يَتَحَمَّل الْعَذَاب الْأَلِيم بَعْد أَن هَدَاه لِلْتَّوْحِيْد وَالْإِسْلَام مُقَلِّب الْقُلُوْب ؟! .
قَال الْشَّاعِر :
كُل الْحَوَادِث مَبْدَاهـا مِن الْنُظـر ******* وَمُعْظَم الْنَّار مِن مُسْتَصْغَر الْشَّرَر
كـم نَظْرَة بَلَغَت مِن قَلْب صَاحِبِهَا ******* كَمُبَلِّغ الْسَّهْم بـلَا قَوْس وَلَا وَتَر
وَالْعَبـد مَا دَام ذَا طـرَف يُقَلِّبـه ******* فِي أَعْيُن الْغِيْد مَوْقُوْف عَلَى الْخَطَر
يَسـر مُقْلَتَه مـا ضـر مُهْجَتـَه ****** لَا مَرْحَبا بَسـرُوْر عَاد بِالْضَّرَر
خِتَامَا ايُّهَا الاحِبَّة الْشُّكْر لـ صَاحِبَة الْعُنْوَان : الَتَنـاقْض يـــرَى فِي غَض الَبَصـــر .. ! ولحُرُوفُهَا الْذَّهَبِيَّة الْرَّائِعَة وَكَلِمَتَهَا الْمُمَّيَّزَهـ وَأَسْأَل الْلَّه ان يَجْعَلَنَا وَأِيَّاكُم مِن سُكَّان الْدَار الْآَخِرَهـ وَمَنْمَن يَظَلُّوْن تَحْت عَرْش الْرَحْمَن إِنَّه وَلِي ذَالِك وَالْقَادِر عَلَيْه
__________________
كذب المرجف انا ماتقاعسنا وهُنّى || فـ أسال الإيام عنى بـ إسمنا الإقدام غنى
ياليل الظالمين ياهوان العابثين || ياضياع في السنين قد اتى الوعد المبين
بشر الناس بصبح مشرق بالبينات || وبه الفتح تجلى في بطون الظلمات
بجموع وفراد يملؤ الدنيا وداد || يملك اليوم القيادهـ رغم أنف الحاقدين
عدد زوار مواضيعي من تاريخ 1 / 1 / 1432