[قاهر الروس]

أَدْخُلُ وَأخْرُج عَلَّ حَرْفًا يُسْعِفُني لأَتَلَحَّفَ بِهِ
بَيْنَ كُلِّ سَطْرٍ وَآخَر، كَأنَّ الحُروفَ تَحْكي عَنْ حَالِنَا جَميعًا ..!

يَا الله .. صُوَرٌ قَدْ كَسَاهَا وُجوهـٌ مُرْعِبَةٌ وَدِمَاءْ
وَمَشَاعِرٌ مُتَحَشْرِجَةٌ بِتَنْهِيتَة وَبُكَاءْ
كَأَنَّهُ مَوْتُ القُلوبِ وَإِنْ بَقِتِ الأرْوَاحُ حَيَّة .!

أَسْئِلَةٌ يَجْرُّ بَعْضَهَا الآخَرْ ، وَأجْوبِةٌ تُلْجِمُ كُلَّ حَرْفٍ بِنَارٍ وَجَمْر
مَا مَوْقِعُنَا مِنْ هَذهِـ السُّطور ، وَ مَا حِمْلُنَا مِنْهَا ؟!

حِينمَا نَتَمَدَّدُ عَلى السَّريرِ كُلُّ شَيءٍ يُعَادُ في مُخَيِّلَتِنَا
ضِحكٌ وَابْتِسَامَة ، وَ وَجْهٌ عَبُوسٌ وَدَمْعَةٌ للنِّدَامَة ..!


يَعْيشُ بَعْضُ النَّاسِ فِي هَذهـِ الدُّنيَا مِنْ أَجْلِ الحَيَاةِ ، وَيَعيشُ آَخرُونَ مِنْ أَجلِ المَمَاتْ ، فَمِنْ أَيِّ الفريقيْنِ نَحْنُ ؟!

قَالَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعالى : [ وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ] الآية
كُلَّمَا مَرَّتْ عَليَّ هَذهِـ الآيَةْ ، وَجَدْتُ أَنَّ مِنْ رِحْمَةِ اللهِ عَليْنَا لَمْ يَجْعَلِ النَّاسَ فَريقيْنِ بَيْنَ صَالِحينَ وَفَاسِدين ، بَلْ قَومٌ آَخرُونَ تَذبْذَبوا في هَذهِـ الحَيَاةِ وَ قَهَرَهُم ضِعْفُ نُفُوسِهِمْ ، فَاللهم ارْحَم ضَعْفَنَا وَاهْدِنَا واغْفِرْ لَنَا وَتَوفَّنَا ..!

الخَليفُة الرَّاشِدُ عُمر ابن الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَخْرُجُ مِنْ المَدينَةِ رَاكِبًا حِمَارَهـُ وَيَعُودُ بِهِ رَاكِبُهُ شَاقًّا بِهِ وَسَطَ المَدينَةِ بَيْنَ النَّاس ، وَيَلْحَقُ بِهِ أَحَدُ أَصْحَابِهِ وَيسْألُهُ مَالَكَ يَا أَميرَ المُؤمنينَ ، يَقُولُ النَّاسُ أَجُنُّ عُمرَ ؟!
فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ :[ لَقَدْ حَدَّثَتني نَفْسي بِحَديثٍ فَأرَدْتُ أَنْ أُؤَدِّبهَا ]

وَهُو الذي حَمَل الطَّحينَ عَلى ظَهْرِهِـ وَلَمَّا طَلَبَ مِنْهُ خَادِمُهُ أَنْ يَحْمِلَهُ عَنْهُ قَالَ لَهُ : [ لَنْ تَحْمِلَ عَنِّي وزري يَومَ القيَامَة ]


يَا الله مَا َأحْقَرَ نُفُوسَنَا أَمَامَ هَؤلاءِ لا حَرَمَنا اللهُ لُقْيَاهُم في الجَنَّة

مَعْذِرَةً على الإطْالَةِ
جَزاكُم اللهُ خَيْرًا وَأَحْسَنَ إليْكُم