أشكر لكم تعليقكم وتعقيبكم جميعًا
أما عن حكْمي فأنا -في الحقيقة- لم أحكم على جميع فتياتنا ، وإلا لما كان للموضوع فائدة تُرتجى ، أو غنيمة تُكتسب ، فيكون نقاش عقيم في أمر محسوم !.
وأما المشكلات –بحد ذاتها- فليست علة موضوعي وسببه ، فإنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو أكمل البشر قبل أبو بكر وعمر -رضي الله عنهما- لم يخل بيته من مشكلات ، وإنما ذكرتها لتبيان ما وراءها ، من انقلاب بعضهن إلى أسود زائرة ، فيذهب حياءها ، ويقل أدبها ، ويقسو قلبها ، بل ربما تحولت إلى أمور عظيمة أنتم أدرى بها ، فتُبدي لك من طباعها ما كانت تُخفيه عنك ، فالحليم ينضح عند دواعي الغضب ، وإلا فإن الناس كلهم أدعياء التحلُّم ، وكذلك الحنان والحب والحياء لها مواضع تنضح فيها وتبين دون تكلُّف من الشخص أو تصنُّع ، وهذا الذي شكوته لكم !.
بالله عليكم .. ألم تروا من قبل فتاة لطيفة رائقة مهذبة عند الناس ، لا تسمع منها لهجة حادة ، أو كلمة نابية ، ولا تكاد تفارقها الابتسامة العذبة ، فإذا حلت مشكلة ، محت عنها ما كنت ترى منها ، فترى أشد العبوس والتقطيب كأن وجهها وجه عجوز أكلت ليمونة بقشرها ، وألسنة حِداد ، فإن لم يكفها ألحقتك حذاءها ! ، حتى تُكذب عينك عينك مما ترى !
أنا أستطيع أكون أرق من جميع النساء ، لكن لا يكون ذلك طبعاً لي لأني تكلَّفته وتصنَّعته ، فالزمن كفيل بفضحي وكشف حقيقة ما أنا عليه من طباع ، فقلب تلك الأنثى ، وإن بدا بمظهر الرقة واللطف ، فسرعان ما تُظهره فلتات لسانها ، أو صفحات وجهها.
يذكر لي صاحبي –وهو طالب في الجامعة- أن زوجته تُعينه على دراسته ، فتُذاكر له دروسه ، وتُشاركه في همومه ، وإذا أحزنه أهله واسته ، وإذا ضاقت به الدنيا فرجت عنه ، وإذا احتار في أمر أشركته حيرته ، فطباعه طباعها ، وهدفه هدفها ، وفكرته فكرتها ، ولا سبيل لها إلا إليه كما أنه لا سبيل له إلا إليها.
ويذكر لي أحد أرحامي-وهو ليس بشيخ كبير الآن- أنه أخذ زوجته معدوماً ، لا يجد قوت يومه ، ولا يُحسن التصرُّف ، حتى في الإفضاء إليها ، حيث كانا صغيرين ، فدرسا جميعًا من البداية ، ورسما هدفاً بيد واحدة من أصبعيهما ، فأصبح الآن رئيس هيئة الأمر بالمعروف في إحدى المناطق ! ، ويقول: لا أذكر أنها عدّت ذلك تفضّلاً منها عليّ ، مع أني كثيرًا ما أذكّرها به.
وغير هذا كثير.
فأنا –وكل مبتغ للنجاح في حياته الزوجية- أهرب من قدر الله الذي كُتب فيه الشقاء ، إلى قدر الله الذي كُتب لي فيه السعادة والنجاح ، كما أهرب من تلك القوارير التي شابها الوسخ وفساد الطبع إلى قوارير صافية طيبة ترى وراءها من أمامها من شدة نقائها وصفائها.
سأعود بإذن الله للتعقيب ، وأرجو أن نكون راقين بما نطرح.
لكم بالغ شكري وتقديري.
__________________
آخر من قام بالتعديل ظل الغمام; بتاريخ 22-11-2010 الساعة 06:20 PM.
|