مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 05-12-2010, 04:35 PM   #9
محبة هيئه الامر
عـضـو
 
صورة محبة هيئه الامر الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
البلد: بلاد هيئه الامر والنهي عن المنكر
المشاركات: 1,301
تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز

الأمير جلوي بن عبد العزيز بن مساعد يفتتح الاجتماع الخامس لمديري عموم الفروع والإدارات العامة بالرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المنطقة الشرقية

الخبر – محمد اللحام/عاصم الحضيف

تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية افتتح صاحب السمو الأمير جلوي بن عبد العزيز بن مساعد نائب أمير المنطقة الشرقية اليوم السبت (28-12) فعاليات الاجتماع الخامس لمديري عموم الفروع والإدارات العامة بالرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المنطقة الشرقية وذلك بفندق موفانبيك الخبر.



ولقد بدأ حفل الافتتاح الذي أقيم بهذه المناسبة بآي من الذكر الحكيم تلاه كلمة لفضيلة مدير عام فرع الرئاسة بالمنطقة الشرقية قال فيها إنها لأوقات مباركة ولحظات سعيدة التي تجمعنا بكم جميعاً في هذا المكان الطيب ، ولأجل هذا الاجتماع المبارك – بإذن الله تعالى – الذي يعقد لأجل مناقشة (( تعزيز الأمن الفكري – الوسائل )) من خلال ثلاث محاور.

المحور الأول : الأمن الفكري وعلاقته بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

المحور الثاني : منطلقات الرئاسة في تعزيز الأمن الفكري .

أما المحور الثالث فهو : إستراتجية الرئاسة لتعزيز الأمن الفكري.

وبين فضيلته إن هذا الاجتماع منتظم في سلسلة أعمال الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في محاربة الأفكار الضالة أيا كانت ، والوقوف ضدها بكل حزم وإيضاح الحق الذي قال الله عنه ( فماذا بعد الحق إلا الضلال ) مشيراً إلى أن هذه البلاد تعيش نعمة أمن واستقرار في ظل حكومتنا الرشيدة وقادتها الموفقين الذين لا يألون جهداً في تطبيق شرع الله تعالى حيث قال عز وجل { الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون }

وأردف فضيلته إن أكبر دلالة على أهمية الأمن ما جاء في كتاب الله سبحانه وتعالى { فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف }. ونتيجة لذلك فإن الأمن هو مواجهة الخوف ، وهو ما يهدد المجتمع اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وفكريا ، وبشكل عام فإن مفهوم الأمن هو الوصول إلى أعلى درجات الاطمئنان والشعور بالسلام . ولما كان الأمن الوطني في مفهومه الشامل يعني تأمين الدولة والمجتمع والحفاظ على مصادر القوة السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية ، وإيجاد الاستراتيجيات والخطط الشاملة التي تكفل تحقيق ذلك ، فإنه يبرز هنا البعد الفكري والمعنوي للأمن الوطني الذي يهدف إلى حفظ العقيدة الصحيحة والفكر السليم والقيم الأصيلة.

وقال إن هذا البعد يمثل عنصراً مهماً للأمن الوطني لأنه مرتبط بهوية الأمه واستقرار قيمها التي تدعو إلى أمن الأفراد وأمن الوطن والترابط والتواصل الاجتماعي ، ومواجهة كل ما يهدد تلك الهوية وتبني أفكار هدامة تنعكس سلبياً على جميع مناحي الحياة لأن الهوية تمثل ثوابت الأمة من قيم ومعتقدات ، وهذا ما يحرص الأعداء على مهاجمته لتحقيق أهدافهم والترويج لأفكارهم الهدامة وخاصة بين شريحة الشباب والتشويش على أفكاره ودعوته للتطرف .

وبين فضيلته أن الأمن الفكري يتعدى ذلك ليكون من الضروريات الأمنية لحماية المكتسبات والوقوف بحزم ضد كل من يؤدي إلى الإخلال بالأمن والذي ينعكس على الجوانب الأمنية الأخرى خاصة الجنائية والاقتصادية مشيراً إلى أن مسئولية الأمن في هذا البلد الكريم مسئولية مشتركة بين الجميع وقال أن الحاكم والمحكوم ، الكبير والصغير ، الذكر والأنثى ، والمواطن هو صمام الأمان الأول ورجل الأمن هو العين الساهرة لحماية هذا البلد والدور مشترك بين الجميع.

وأضاف ولذا فقد وجب أن نستشعر هذا الموضوع وأن نحافظ جميعا على هذه النعم الكثيرة في هذا البلد المبارك. وقدم فضيلته في نهاية كلمته الشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية ولسموه الكريم على رعاية هذا الملتقى وما يلقاه فرع الهيئة بالمنطقة الشرقية من حسن دعم ومؤازرة وقال كما أن الشكر موصول لصحاب المعالي الرئيس العام على حسن التوجيه وحسن الرعاية والخطوات التطويرية الرائعة.

عقب ذلك اطلع المجتمعون على العرض المرئي المعد لهذه المناسبة.

ثم ألقى الشيخ عبد العزيز الشهري مساعد مدير إدارة المتابعة في فرع الرئاسة العامة بالمنطقة الشرقية قصيدة شعرية بهذه المناسبة.




بعد ذلك ألقى معالي الرئيس العام كلمة بهذه المناسبة قال فيها يسعدني ويشرفني في بداية هذا اللقاء الطيب أن أرفع الشكر إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على دعمه المتواصل للرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعنايته الخاصة بها وأتم عليه نعمة الصحة والعافية، وأعاده إلى أبناء شعبه سليما معافى إنه ولي ذلك والقادر عليه .


وأضاف معاليه والشكر موصول لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية –حفظهما الله- على ما يقدمانه من دعم وعناية كريمة لهذا الجهاز ولشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وما يبذلانه لحفظ الأمن والاستقرار في بلادنا، وما يوليانه من عناية برجال الأمن وحماته.


كما أنتهز هذه الفرصة لأتقدم بالشكر الجزيل لكم يا صاحب السمو ولسمو أمير المنطقة على دعمكم وتوجيهاتكم الرشيدة وعنايتكم الفائقة بفرع الرئاسة في هذه المنطقة الغالية من بلادنا، وهذا ما عهد عن سموكم الكريم، فقد عرفتم بحرصكم حفظكم الله على تقديم أرقى الخدمات لهذه المنطقة، ومتابعتكما الشخصية لكل ما يلامس احتياجات المواطنين ومشكلاتهم، فلكم منا كل الشكر والتقدير والدعاء بمزيد من التوفيق والسداد لتحقيق ما تصبوا إليه قيادتنا الحكيمة وخدمة أبناء مجتمعنا.


وأردف معاليه ثم إنه لمن دواعي سرورنا وسعادتنا تشريفكم حفلنا في هذه اليوم لافتتاح الاجتماع الخامس لمديري عموم الفروع والإدارات العامة بالرئاسة، تحت عنوان: (الأمن الفكري – المنطلقات والوسائل) ضمن اجتماعاتنا الدورية التي تستهدف التشاور والتحاور حول أهدافنا ومهامنا وسبل تحقيقها عملا بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه) فلله الحمد والمنة أن يسر لنا هذا اللقاء وأكرمنا بحضوركم يا صاحب السمو أنتم وهذا الجمع الطيب المبارك، والحمد لله الذي وفق قيادتنا الرشيدة للقيام بالشعيرة العظيمة (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر).


وقال معاليه لقد علمنا ديننا الحنيف أن الأمن كلٌ لا يتجزأ، ومنظومة متناغمة متكاملة، إذا حدث خلل لا سمح الله في إحداها تداعى له سائرها بالحمى، قال تعالى: (الذين أمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم ومهتدون)، والحاجة إلى الأمن بكافة صوره وأشكاله من أهم الحاجات الفطرية للإنسان السوي، فلا حياة ولا سرور ولا قرار ولا استقرار للقلب والنفس والروح إلاّ بالأمن. وقد جعله الله هبة ومنّة منه سبحانه وتعالى لعباده الذين يعبدونه ويحمون دينه، قال تعالى: (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئاً)


وأضاف ولقد حرصت الشريعة الإسلامية على تحصيل المصالح وتكميلها، وتعطيل المفاسد وتقليلها، فما أمرت الشريعة بشيء أو أباحته إلاّ وفيه مصلحة محققة أو راجحة على مفسدة مرجوحة، ولا نهت عن شيء أو منعته إلاّ وفيه مفسدة محققة أو راجحة على مصلحة مرجوحة. لذا كان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وسيلة لتحقيق الترابط في حياة الأمة الإسلامية بين الفكر والسلوك، وهو في الوقت نفسه ثمرة من ثمار الأمن العقدي والفكري، والأمن الفكري قائم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فكلاهما مكملاً للأخر ومصدر من مصادر استقراره وقيامه على الوجه المطلوب.


وشدد معاليه على أن الأمن الفكري هو الذي يحمي المجتمعات ويحفظها من الوقوع في الفوضى، وإتباع الشهوات أو الانسلاخ الأخلاقي المنافي للفطر السوية وللشرع الحكيم. فجميع أنواع الأمن مرهونة بالأمن الفكري، حيث يعيش الإنسان سامي الخواطر، رفيع الاهتمامات، طاهر الرغبات، عزيز الإرادات، مأمون الجانب، نافعا لدينه، فيكون رحمة وأمناً وسلاماً على نفسه ومجتمعه وأمته.


وأشار معاليه إلى إن الرئاسة العامة وهي تتوج جهودها في هذا المضمار بهذا الملتقي العلمي؛ تتطلع إلى إبراز هوية هذه البلاد المباركة المستمدة من الكتاب والسنة المطهرة ، وبيان مكانتها في حماية العقيدة السمحة من أن يصيبها التشويه أو التشويش أو التعتيم. وهما السببان الأكبر –بعد توفيق الله- في تحقيق الأمن الفكري للفرد والمجتمع في مملكة التوحيد والعقيدة الصافية، حتى عاش الناس فيها طمأنينة منقطعة النظير على ثقافتهم ومعتقداتهم وأعرافهم والمنظومة الفكرية لمجتمعهم.


وقال معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إننا نؤمن جميعا أن على الرجال المخلصين في هذه البلاد الطيبة أن يتعاونوا لإرساء قواعد الإيمان الصحيح في مجتمعا، الذي يقوم على سلامة الاعتقاد وسلامة القول والعمل، ومحل ذلك القلب السليم، المستسلم لله عز وجل في الفكر والإرادات والمشاعر، قال تعالى: (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم) وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا وأن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب).


وأكد معاليه أن على كل مواطن مخلص في هذا البلد المبارك أن يقف تقديرا وإجلالا لما يبذل من جهود في تثبيت مجتمعنا على دينه وقيمه ومبادئه، وحمايته من الشبهات والكفريات والثقافات والبدع والضلالات، ليكون كل فرد من أفراد المجتمع شامخاً في وجه الفتن والمنكرات، ونحن في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نقف يدا بيد مع قيادتنا وعلمائنا ورجال أمننا ومع كل مخلص غيور على بلادنا المقدسة الطاهرة، مدركين أن كل مؤمن بالله يتذكر دائما ما سطره القرآن الكريم على لسان الخليل إبراهيم عليه السلام، قال تعالى: (وإذا قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمناً) وشاكرين نعمة الله علينا التي إمتنّها سبحانه وتعالى في قوله: (أو لم نمكن لهم حرماً آمناً يجبى إليه ثمرات كل شيء).


وقال معاليه إن بلادنا مؤهلة بفضل الله ثم بفضل ما تبذله قيادتنا الرشيدة لتحقيق أعلى مستويات الأمن الفكري لامتلاكها سبل بلوغ القمة في هذا المجال، فوحدة الفكر قائمة على وحدة الدين والعقيدة ووحدة القيادة ووحدة المرجعية العلمية ووحدة التاريخ والأرض ووحدة الهم والطموح، فليس لأحد عذر في التقاعس عن العمل أو عن القيام بالمسؤولية والواجب ليتحقق لبلادنا سعادتها وفلاحها وعزها وكرامتها، ولنحمي شبابنا ونصونهم عن الشبهات والأفكار الضالة المنحرفة.


ختاماً يا صاحب السمو لا يسعني إلا أن أقدم شكري الجزيل لأمير المنطقة ولسموكم الكريم على رعايتكم هذا الحفل الكريم، ودعمكم وعنايتكم المستمرة بإخوانكم وأبنائكم في هيئات ومراكز فرع المنطقة الشرقية.

إثر ذلك القي سمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد كلمة حمد الله فيها على نجاح العملية الجراحية التي أجريت لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- يوم أمس ، داعيا الله أن يمن عليه بالصحة والعافية وان يعود قريبا للمملكة قائدا لمسيرة الخير والتنمية .

ونقل سموه للحضور تحيات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية وتمنياته ان يحقق هذا الاجتماع التوفيق بمشيئة الله .

وأشاد سموه بالانجاز الأمني الذي تحقق أخيرا بالجهود المباركة من الأجهزة الأمنية التي أجادت في التصدي لمساعي الفكر الضال الذي مافتئ يكرر محاولاته للتغرير بشبابنا وغيرهم مدعوما من جهات معادية وفئات منحرفة وان من تمام نعمة الله على هذا البلد الكريم بعد نجاح موسم الحج وما حققه سواعد رجال الأمن الأبطال الذين نجحوا في دحض مآرب الفئة الضالة وكان رجال أمننا ومسئولونا لهم بالمرصاد ويردون كيدهم عن بلادنا الغالية بتوفيق من الله وعونه .

وقال سموه : إن وجود الأمن نعمة عظيمة يمن الله على يشاء من عباده وقد دعا الخليل سيدنا ابراهيم ربه لهذا البلد بالأمن فقال " رب اجعل هذا بلدا أمنا وارزق أهله من الثمرات من امن منهم بالله واليوم الأخر ) ، واصفا سموه الأمن بأنه أنواع وأصناف متعددة يعضد بعضها بعضا وأهمها الأمن الفكري وأمن الإنسان على عقيدته لأهميتها وخطورة الخلل فيها والعبث بها ولذا فان الأمة ان لم تعنى بأمنها الفكري سيغزو الأعداء عقول أبنائها ويقع الخلل والتشكيك في أعز ما نملك وهو العقيدة .

وأوضح سموه إن الأمن الفكري لايتحقق إلا بالسير على منهج كتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبالعقيد الصحيحة ولايتحقق إلا بتطبيق شرع الله تعالى في الأرض وهو مسألة مهمة للمجتمع والدول مؤكدا سموه أن المملكة ولله الحمد بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي العهد الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله استطاعت أن تحارب ظاهرة الإرهاب فكريا وأمنيا وأصبحت محل إشادة الأمم والهيئات الإقليمية والدولية .

وأكد سمو نائب أمير المنطقة الشرقية أن الأعمال الإرهابية تستدعي الوقوف بحزم أمام مرتكبيها لان الأمن والاستقرار مسؤولية مشتركة بين كافة شرائح المجتمع ، واستشهد سموه بمقولة سمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية حفظه الله حينما قال ( إن المواطن هو رجل الأمن الأول ) وهو المسئول الأول عن مكافحة وباء الإرهاب الذي يشغل دول العالم قاطبة ويعكس فكرا متطرفا ويشكل عائقا أمام قضايا الاستقرار والتنمية .

ونوه سموه بنشاط الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقال : بكل سرور وفخر نتابع النقلة النوعية والتطور الملحوظ التي تعيشه الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ويتوجب على الجميع وكل منصف أن يقف مع الجهود المباركة للهيئة ، مستشهدا بقول سمو النائب الثاني ( إن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تأسست بأمر من الله سبحانه وتعالى ويجب علينا أن نهتم بما أمرنا الله ولانخالف كتابه وسنة نبيه عليه أفضل الصلوات والتسليم ).

ومضى سموه يقول : إن بلادكم الغالية تسير بخطى ثابتة نحو التقدم والازدهار حاملة على عاتقها إعلاء دين الله تعالى ونشر العقيدة الصحيحة ورفع مكانته بين الناس كافة في جميع أنحاء العالم ، ويكفينا فخرا وعزا أن يكون منهجا وشريعة الإسلام فهي محكمة لكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم معلية شأن العلم وأهله .

وشكر سمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد في ختام كلمته معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن حمين الحمين عقد هذا اللقاء المبارك وتخصيصه لهذا الموضوع المهم "الأمن الفكري" كما شكر مدير عام هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمنطقة الشرقية فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن مرشود المرشود وزملائه على ما يبذلونه من جهود جديرة بالتقدير والاحترام .

عقب ذلك قدم معالي الرئيس العام هدية تذكارية لسموه الكريم بهذه المناسبة.

وكانت الجلسة الإفتتاحية قد بدأت في وقت سابق اليوم وترأس أعمالها معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ عبد العزيز بن حميّن الحميّن الذي استهل الجلسة بكلمة رفع في مطلعها باسم الرئاسة شكره وتقديره لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على دعمه المتواصل للرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وعنايته الخاصة بها.

وقال معاليه والشكر موصول لصحاب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد وزير الدفاع والطيران والفتش العام، وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية – حفظهما الله – على ما يقدمانه من دعم وعناية كريمة لهذا الجهاز ولشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وأردف قائلاً " إنه من دواعي سرورنا وسعادتنا أن نلتقي بهذا الوجه المباركة ، في اجتماعنا الخامس ، ضمن اجتماعاتنا الدورية التي تستهدف التشاور حول أهدافنا ومهامنا وسبل تحقيقها عملا بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه، فلله الحمد والمنه أن يسر لنا هذا اللقاء وأكرمنا بهذا الجمع الطيب المبارك ممن وفقهم الله للقيام بالشعيرة العظيمة ( الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ).

وأشار إلى أن اختيار الرئاسة موضوع (الأمن الفكري - المنطلقات والوسائل-) يأتي لتزايد الحاجة إلى تكامل مؤسسات الدولة مع بعضها للوقوف صفا واحدا مع قيادتنا وعلمائنا ورجال أمننا ومع كل مخلص غيور على بلادنا المقدسة الطاهرة، مدركين أن كل مؤمن بالله يتذكر دائما ما سطره القرآن الكريم على لسان الخليل إبراهيم عليه السلام في قوله تعالى : ( وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا ) وشاكرين بنعمة الله علينا التي إمتنها سبحانه وتعالى في قوله : ( أو لم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء).

وبين معاليه أن الرئاسة سعت لإشراك بعض الخبراء في مجال ( الأمن الفكري ) في الاجتماع ضمن برامج وفعاليات الجلسات العلمية بهدف تقييم إستراتجية الرئاسة لتعزيز الأمن الفكري ، ووضع طموحاتها وتطلعاتها لكي تصوغ جميع المنطلقات.

وأضاف معاليه وإن هذا الاجتماع فرصة للقاءات مباشرة بين المسئولين في الرئاسة ونخبة من الخبراء في بلادنا لنتبادل الخبرات والتحاور في القضايا الشائكة ، وتحقيق التكامل والتنسيق واستثمار التجارب الناجحة مشيراً معاليه أن تخطيط الرئاسة الاستراتجي للإسهام في تعزيز الأمن الفكري هدفه المشاركة في معالجة المشكلات التي يعاني منها مجتمعنا بطريقة علمية مدروسة ، مع المساهمة في زيادة مستوى الوقاية والمشكلات، وتوسيع مدارك الإبداع لدى المعنيين بهذه القضايا، والسرعة والإحاطة بكل جوانب الحلول والمشكلات، وهو جزء مما تتطلع إليه الرئاسة في تحقيق الوقاية الفكرية ضمن رؤانا الإستراتيجية، بالشكل الذي يؤهل لتحقيق بذلك ثقتنا بالله سبحانه وتعالى الذي شرع شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر رحمة بعباده، ثم الدعم الكريم في قيادتنا وحرصهم على حماية هويتنا وقيمنا ، وما تمتلكه الرئاسة من رجال مخلصين لربهم ثم لقيادتهم ومجتمعهم .

وأكد الشيخ الحمين أن الرئاسة تعمل على استثمار الكراسي البحثية الخمسة والشراكة مع الجامعات لتقديم بعض الدراسات العلمية المتخصصة التي تعزز الأمن الفكري وتركز على الوقاية الفكرية من خلال تحليل الواقع ووصف الظواهر الفكرية وتحليل الوقائع البارزة فيه، والعوامل المؤثرة فيها مع وضع البدائل والحلول للتعامل معها ، وفتح مجالات واسعة للتواصل مع أبناء مجتمعنا لترسيخ قواعد الإيمان في نفوسهم وفق المنهج الشرعي السليم من كل شائبة، مشيراً إن الأمن الفكري هو الذي يحمي المجتمعات ويحفظها من الوقوع في الفوضى، وإتباع الشهوات، أو الانسلاخ الأخلاقي المنافي للفطر السوية وللشرع الحكيم. فجميع أنواع الأمن مرهونة بالأمن الفكري ، حيث يعيش الإنسان سامي الخواطر ، رفيع الاهتمامات ، طاهر الرغبات ، عزيز الإرادات ، مأمون الجانب، نافعا لدينه، فيكون رحمة وأمنا وسلاما على نفسه ومجتمعه وأمته، وهو ثمرة تُلازم إقامة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وبين معاليه إن الرئاسة العامة وهي تتوج جهودها في هذا المضمار بهذا الملتقى العلمي؛ تتطلع إلى إبراز هوية هذه البلاد المباركة المستمدة من الكتاب والسنة ، وبيان مكانتها في حماية العقيدة السمحة من أن يصيبها التشويه أو التشويش أو التعميم . وهما السببان الأكبر – بعد توفيق الله – في تحقيق الأمن الفكري للفرد والمجتمع في مملكة التوحيد والعقيدة الصافية ، حتى عاش الناس فيها طمأنينة منقطعة النظير على ثقافتهم ومعتقداتهم وأعرافهم والمنظومة الفكرية لمجتمعهم ، مضيفاً إننا نؤمن جميعا أن على الرجال المخلصين في هذه البلاد الطبية أن يتعاونوا لإرساء قواعد الإيمان الصحيح في مجتمعا ، الذي يقوم على سلامة الاعتقاد وسلامة القول والعمل .

بعد ذلك ترأس معالي معالي الأستاذ الدكتور خالد بن صالح السلطان مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن الجلسة الأولى لمحور ( الأمن الفكري وعلاقته بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) والذي ناقش المحور الأول وهو تحت عنوان (الأمن الفكري وعلاقته بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)



وبدأت الجلسة بالورقة الأولى في هذا المحور بعنوان الأمن الفكري : مفهومه , وضرورته, ومجالاته وقدمها د.إبراهيم بن عبد الله الزهراني عضو هيئة التدريس بكلية الملك فهد الأمنية. والذي قسم ورقته إلى ثلاثة مباحث وهي : المبحث الأول مفهوم الأمن الفكري ، المبحث الثاني ضرورة الأمن الفكري ، المبحث الثالث مجالات الأمن الفكري.حيث تناول في مبحثه الأول الأمن الفكري من منظور الشارع, ثم تطرق في مبحثه الثاني إلى ضرورة الأمن الفكري وأنه أحد مكونات الأمن بصفة عامة بل هو أهمها وأسماها وأساس وجودها واستمرارها . وترتبط ضرورة الأمن الفكري بالمحافظة على الدين ، الذي هو أحد الضرورات الخمس التي جاءت الشريعة الإسلامية بحمايتها والمحافظة عليها .

ثم عرج د. إبراهيم بن عبد الله الزهراني في مبحثه الثالث إلى الفكرة العملية الذهنية من مسرحها العقل.

وبعد ذلك بدأ د. سعد بن مطر العتيبي عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء في الورقة الثانية والتي كانت بعنوان علاقة (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالأمن الفكري) حيث استعرض " النشاط والتدابير المشتركة بين الدولة والمجتمع لتجنيب الأفراد والجماعات شوائب عقدية أو فكرية أو نفسية تكون سبباً في انحراف السلوك والأفكار والأخلاق عن جادة الصواب أو سبباً للإيقاع في المهالك.

وفي محور آخر عنونه بـتأصيل علاقة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كشعيرة بالأمن عموما وبالأمن الفكري على وجه الخصوص بين العلاقة بين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، في كون الأمر بالأمن الفكري صورة من صور الأمر بالمعروف ، وفي كون إنكار الفكر المنحرف صورة من صور النهي عن المنكر . ثم بين في المحور التالي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ضمان الفكر من الانحراف إفراطاً وتفريطا . وفي المحور الخامس تناول إقامة الدولة السعودية لهذه الشعيرة من خلال جهاز الرئاسة والذي يسقط به الطلب وتبرأ به الذمة من جهة ، ويدفع شبهات الغلاة عن هذه الدولة من جهة أخرى .

وختم د.ابراهيم الزهراني ورقته بقوله : فإنَّ مما لا شك فيه أنَّ دعم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، يعدّ دعماً لتحقيق الأمن الفكري ، ومساهمة قوية في تحقيقه وحمايته ، وفي الوقاية من الانحراف الفكري وحسم بوادره , مع ما في ذلك من تحقيق لركن من أركان الحكم الإسلامي ، المحقق لوظيفة الفرد المسلم حاكماً ومحكوما ، في تحقيق عبودية الله تعالى ، والقيام على حدوده وشرعه .

وقد تلى ذلك تعقيبات على الورقتين من قبل د.عبد الله بن عبد العزيز الزايدي عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية . ود.طارق بن سليمان البهلال مدير عام الشؤون الميدانية المساعد. وأ.د سليمان بن صالح الغصن المستشار بالرئاسة وعضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية . ود. محمد بن عبد العزيز الشايع المستشار بالرئاسة وعضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

وبعد ذلك توالت التعليقات من جميع الحضور.
محبة هيئه الامر غير متصل