الموضوع: ::: [ عبدالله ] :::
مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 06-12-2010, 02:10 PM   #2
مخاوي الصمت
قد ثلمت من الإســلام ثلمة
 
صورة مخاوي الصمت الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2001
البلد: اللهم ........................... إغفر لي ما لا يعلمون............. واجعلني خيراً مما يظنون......... ولا تؤاخذني بما يقولون..............
المشاركات: 3,708
كلما ارتقى الإنسان في سلم العبودية لله إرتقى في سلم الإنسانية ..
فالعبودية لغير الله إهدار وتضييع لكرامة الإنسان وتقليد وتشبه بالأنعام ..
بل قد تكون إحدى صور الشرك الذي حرمه الله جل جلاله وجعله ظلماً عظيما ..

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
( فإنّ أسر القلب أعظم من أسر البدن واستعباد القلب أعظم من استعباد البدن فإن من استعبد بدنه واسترقّ وأسر لا يبالي إذا كان قلبه مستريحا من ذلك مطمئنا بل يمكنه الاحتيال في الخلاص وأما إذا كان القلب رقيقا مستعبدا متيّما لغير الله فهذا هو الذلّ والأسر المحض والعبودية الذليلة لما استعبد القلب.
وعبودية القلب وأسره هي التي يترتب عليها الثواب والعقاب فإن المسلم لو أسره كافر أو استرقّه فاجر بغير حق لم يضرّه ذلك إذا كان قائما بما يقدر عليه من الواجبات ومن استعبد بحق إذا أدّى حقّ الله وحقّ مواليه فله أجران و لو أكره على التكلّم بالكفر وقلبه مطمئن بالإيمان لم يضرّه ذلك.
وأما من استعبد قلبه فصار عبدا لغير الله فهذا يضره ذلك ولو كان في الظاهر ملك الناس فالحرية حرية القلب والعبودية عبودية القلب كما أن الغنى غنى النفس.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس الغنى عن كثرة العرض وإنما الغنى غنى القلب ).
إنتهى كلام شيخ الإسلام

وقال أيضاً : ( من أراد السعادة الأبدية فليلزم عتبة العبودية ).

وقال كذلك : ( وإذا كان العبد مخلصا لله اجتباه ربه فأحيا قلبه واجتذبه إليه فينصرف عنه السوء والفحشاء ويخاف من ضد ذلك بخلاف القلب الذي لم يخلص لله فإن فيه طلبا وإرادة وحبا مطلقا فيهوى كلّ ما يسنح له ويتشبث بما يهواه كالغصن أيّ نسيم مرّ به عطفه وأماله فتارة تجتذبه الصور المحرمة فيبقى أسيرا عبدا لمن لو اتخذه هو عبدا لكان ذلك عيبا ونقصا وذما .
وتارة يجتذبه الشرف والرئاسة فترضيه الكلمة وتغضبه الكلمة ويستعبده من يثني عليه ولو بالباطل ويعادي من يذمه ولو بالحق .
وتارة يستعبده الدرهم والديناروأمثال ذلك من الأمور التي تستعبد القلوب والقلوب تهواها فيتخذ إلهه هواه ويتبعه بغير هدى من الله .
ومن لم يكن خالصا لله عبدا له قد صار قلبه معبّدا لربه وحده لا شريك له بحيث يكون هو أحبّ إليه مما سواه ويكون ذليلا له خاضعا وإلا استعبدته الكائنات واستولت على قلبه الشياطين وصار فيه من السوء والفحشاء ما لا يعلمه إلا الله وهذا أمر ضروريّ لا حيلة فيه ).
إنتهى كلامه رحمه الله
.
.
.
عبدالله جزاك المولى خيراً ..
فقد قربت بعيداً وأبعدتَ قريباً وجمعت متفرقاً وفرقت مجتمعاً
ولا حرمك الله الأجر
__________________
" والله يا إخوة بقدر ما تعطي أي قضية من وقتك بقدر ما تكون هناك نتائج
إذا تعطي أي قضية فضلة الوقت أيضا أنت تأخذ فضلة من النتائج
أما أن تعطيها كل وقتك وتعيشها تعطيك كل شي "

القائد الشهيد خطاب تقبله الله في الشهداء
مخاوي الصمت غير متصل