. الدش: وهذا يدخل أو قد يدخل في أحد الأسباب المتقدمة، وهو التقليد لما يسمع ويشهد، ولكن أخصه وأفرده بالذكر؛ لأن تأثيره سريع وعجيب، ومدمر في نفس الوقت، وهذا مما عمت به البلوى في هذا الزمان والله المستعان، ومن كيد الشيطان وحيله أن يدخل على صاحب الدش حيلا وأعذارا مرة من أجل لأخبار، ومرة من أجل متابعة الرياضة. أعذار أوهن من بيت العنكبوت، ولسنا بصدد الرد عليها، ولكن أقول نسي المسكين أنه قضى على دينه وأخلاق أولاده، فالدش جامع لأخلاق وعادات الكفر، فوا لله يا إخوة إنها مصيبة، وكم من جريمة وقعت، جرها الدش، وكم من جريمة قتل، علمها الدش، ولعلنا نذكر بعض هذه الأبيات لأحد الأخوة عن الدش، حينما صور أن الأب استدعته الشرطة إلى المخفر ووجد ابنته واقفة بعد أن قبضوا عليها مع أحد الشباب وقف الأب أمام ابنته وقد تمنى الموت قبل أن يراها في ذلك الموقف. صرخ في مجمع من رجال الأمن دعوني أقتلها، لقد شوهت سمعتي، لقد دمرت شرفي، لقد سودت وجهي أمام الناس، رفعت البنت رأسها وواجهت أباها بهذه الكلمات تقول :
النتائج والآثار :
كان لهذا الأمر انعكاساته الضارة على الشباب خصوصاً والمجتمع عموماً ومن ذلك الظواهر والآثار التالية :
1. تقصير الشباب في التحصيل العلمي نتيجة لإضاعة الوقت في العبث بجهاز الهاتف.
2. حدوث العديد من الاضطرابات النفسية لدى الشباب المعاكس تفقده هدوءه واتزانه بل قد تدفع به إلى ارتكاب الفاحشة والعياذ بالله.
3. وقوع كثير من الفتيات في الشَّرَك الذي ينصبه لهن الشباب المعاكس وبالتالي قد تقع في ما يفقدها شرفها وكرامتها والواقع يشهد على ذلك .
1. دمار وشتات للأسر.
2. مضيعة للوقت وإهداره دون فائدة.
3. يجر إلى المحرم وهذا يؤدي إلى النار.
4. ربما يجني صاحبه عقوبته في الدنيا قبل الآخرة بحد أو سجن.
5. ربما يجني من المعاكسة السفاح والعياذ بالله.
6. إزعاج للمسلمين ومصدر قلق لهم.
7. التعرض لدعوة من أحد المسلمين.
8. تشويه لسمعة الشخص وسمعة أهله.
9. التعود على الجبن والخوف وعدم المواجهة.
10. الكذب وهذا يؤدي إلى النار.
11. الانعزالية والاكتئاب والشعور بالوحدة، لأنه يعتقد أن من يشاركه الهم والمحبة هو حبيبه فلذا ينعزل عن أسرته ومجتمعه.
12. تبذير المال والإنفاق دون شعور ولأجل حبيبه صرف المال في وجه غير شرعي.
13. الفضولية في جميع الأمور فهو عود نفسه على الفضول والتطفل في أموره كلها، فانعدم الأدب عنده فهو دنيء النفس يسقط عند كل كلمة وعند كل حركة.
14. إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا وقد توعد الله هؤلاء بالعقوبة. قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} (19) سورة النــور
15. اختلاط الأنساب والأحساب وربما ضاعت الأنساب واختلطت بسبب هذا الشيء.
16. عدم الواقعية فهو يعيش في عالم وخيال واسع أحيانا، وكما يسمونه ((يعيش في الرومانسية)).
17. الابتلاء والعقوبة لمثل عمله. قال تعالى:{جزاء وفاقا} [النبأ: 26].
18. انعدام وفقدان المروءة والشهامة والرجولة.
19. الإصابة بالأمراض الحسية والمعنوية. قال كعب: ((إذا رأيتم الوباء قد فشا فاعلموا أن الزنا قد فشا)).
20. الفساد الأخلاقي.
21. الشك والوسواس حتى بعد الزواج.
العلاج :
أولاً : ــ الآباء والأمهات
(أ) احفظ الله يحفظك
(ب) المراقبـــة
الثاني : ــ اتقان التحكم في الأبناء
(ج) الحكمة في التوجيه والمراقبة الحسنة
ثانياً : ــ النصح والتوجيه العام
ثالثاً : ــ الصــلاة (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر)
1. الخوف من الله ومراقبته في السر والعلانية: قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } (18) سورة الحشر. قال تعالى: {ولمن خاف مقام ربه جنتان }[الرحمن: 146]. قال الفضيل: ((من خاف من الله دله الخوف على كل خير)).
2. إشغال الوقت بما يفيد: وتوفير ولي الأمر الشيء الذي يشغل الأبناء في الوقت بالفائدة. ويقول الشاعر أحمد شوقي: دقات قلب المرء قائلة له إن الحياة دقائق وثوان قال عمر بن عبد العزيز: ((إن الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما)).
3. التربية الصالحة: ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: ((إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: وذكر أو ولد صالح يدعو له )). [رواه مسلم] قال حكيم: ((من أدب ولده صغيرا سر به كبيرا)).
4. الرفقة الصالحة، ومعرفة من يكونون: فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: ((لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي )). [رواه أبو داود والترمذي].
وقال عمر بن الخطاب: ((وحدة المرء خير من جليس السوء)).
وقال الشاعر:
إذا لم أجد خلا تقيا فوحدتي ألذ وأشهى من غوي أعاشره
وأجلس وحدي للعبادة آمنا أقر لعيني من جليس أحاذره
5. المعاملة بالحسنى واللطف:كما قال تعالى:{ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن}[النحل

5].وقال عمر بن الخطاب: ((خالطوا الناس بالأخلاق وزايدوهم بالعمل )).
6. قطع دابر الجريمة من دابرها بإخراج أسبابها: يقول الله عز وجل:{يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكي من يشاء والله سميع عليم}[النور

1].قال عمر بن الخطاب: ((لا تجالس امرأة وحدها، ولو كنت تدرسها القرآن )).
7. العناية بالاستغفار والأذكار: لذلك يقول الله عز وجل:{والذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب} [الرعد: 28].عن ابن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قال: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفرت ذنوبه وإن كان قد فر من الزحف.. الحديث )). [رواه أبو داود والترمذي]. قال بعض العلماء: ((العبد بين ذنب ونعمة لا يصلحها إلا الحمد والاستغفار)).
8. ذكر القصص الواقعية للعظة والاعتبار وتبيين خطورة هذا الأمر: قال تعالى:{نحن نقص عليك أحسن القصص } [يوسف: 3]، وقال تعالى آمرا عباده بالعظة والاعتبار:{وقل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين } [الأنعام: 11]. وفي الأثر: ((لا تشمت بأخيك فيعافيه الله ويبتليك )). يقول أحد السلف: ((إنما القصص جند من جنود الله )).
9. الإقناع بالدليل الشرعي والعقلي: وهذا أيها الأخوة يتمثل في قصة الشاب الذي جاء النبي صلى الله عليه وسلم، فقال(أذن لي بالزنى يا رسول الله، فثار الجالسون حول النبي صلى الله عليه وسلم، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بالهدوء، ثم دعا الشاب إليه فجلس، وقال عليه الصلاة والسلام: ((يا فتى أ فترضاه لأمك؟ قال: لا يا رسول الله، جعلني الله فداك، ثم قال: أ فترضاه لأختك؟ أ فترضاه لعمتك؟ أ فترضاه لخالتك؟ وفي كل مرة يقول الشاب: لا يا رسول الله، ثم قال الشاب: ((ادع لي يا رسول الله، فوضع يده صلى الله عليه وسلم على قلب الشاب وقال: اللهم حصن فرجه، وطهر قلبه، واغفر ذنبه)) [رواه أحمد في مسند أبي أمامه)).
10. متابعة الهاتف وعدم تركه دون متابعة: وهذا يتمثل أيها الأخوة بمسؤولية ولي الأمر، وكما في الحديث الصحيح: ((كلكم راع ومسئول عن رعيته... )) متفق عليه.
11. الزواج المبكر وهذا آية من آيات الله: كما قال تعالى:{ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون}[الروم

1]، يقول ابن عباس: ((لا يتم نسك الناسك حتى يتزوج )).
12. عدم السهر: والله عز وجل يقول: {وجعلنا الليل لباساً وجعلنا النهار معاشا} [النبأ: 11]، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها.
13. غض البصر: ولذلك يقول الله عز وجل آمرا المؤمنين والمؤمنات: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون } [النور: 30]، ومن أتبع بصره هواه هوى به في الحضيض.
14. المحافظة على لباس الحشمة والطهارة: ولذلك أمر الله عز وجل بعدم إبداء الزينة، قال:{ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} [النور: 31]، وحديث عائشة: ((أنه في الحج- تقول: كان إذا حاذانا الرجال أسدل النساء على وجوههن الخمار)).
15. ترك فضول الكلام في الهاتف مع أي شخص.
16. الاهتمام والانتباه لسلوك الشاب أو الشابة والسؤال عن سبب ذلك في أول الأمر وأخذ حلوله وأخذ جولة يتفقد منها أولاده في أوقات متفاوتة وغير مرتبة.
17. عدم الخوض وطرق القصص الغرامية والمشاهد الحساسة، أو الأشياء الخاصة للمتزوج عند العزاب خاصة "المراهقين " لضرر ذلك عليهم.
18. إخراج آلات اللهو سواء المشاهد أو المقروء وأخص بالذات الدشوش، قبل وقوع البلاء.
19. إنفاق المال دون إسراف أو تقتير، وهذا مما يجعل أنه يمنع من وقوع الجريمة.
تعويد الفتيات على عدم الرد على الهاتف إلا بعد معرفة الأم شخصية المتصل .
- وضع جهاز الهاتف في مكان مكشوف ومسموع ليصعب استغلاله في المعاكسة .
- عدم السماح للأبناء بأخذ جهاز الهاتف في إحدى الغرف بحجة الرغبة في سماع المتحدث أو البعد عن الإزعاج .
- عدم تمكين الفتيات من الذهاب لوحدهن إلى الأسواق والأماكن المختلطة لأنها سبب التعارف وتبادل الأرقام .
- منع الفتيات وتحذيرهن من قبل ولي الأمر من التبرج وإظهار المحاسن عند الخروج من المنزل .
- نشر الشريط والكتيب الإسلامي الذي يعالج هذا الانحراف ومرافقتهم إلى المحاضرات والندوات الدينية .
- ملاحظة وقت الكلام وخاصة إذا كان الكلام همسا أو وقت الصلاة أو آخر الليل أو في مكان بعيد عن الأنظار.
- عدم ترك البنات وحدهن في المنزل لأي سبب من الأسباب فقد ثبت أن بعضهن تتعذر لغرض المعاكسة .
- الحرص على سرعة تزويج الفتاة والفتى ففي الزواج الطهارة والعفة والسكن والمودة .
أرقــــام..
تقول الإحصاءات الصادرة عن مديرية الأمن العام الأردنية: إن هناك جريمة مخلة بالأخلاق والآداب العامة ترتكب كل ثلاث ساعات و(14) دقيقة و(46) ثانية.
وحسب التقرير الإحصائي الأخير والصادر عن مديرية الأمن عام 1998.. أبلغ عن وقوع (2580) جريمة مخلة بالأخلاق والآداب العامة وسجلت ما نسبته (4.64%) من مجموع الجرائم الكلي، مقابل (1815) جريمة خلال عام 1997 بزيادة مقدارها (765) جريمة، وشكلت ما نسبته (42.15%) عن العام السابق.
وسجلت جرائم التعرض للآداب والأخلاق العامة أعلى نسبة؛ حيث بلغت (37.775)، تلتها جرائم هتك العرض بنسبة (22.95%)، تلتها جرائم الفعل المنافي للحياء العام بنسبة (20.54%). وسجلت جرائم الإجهاض أقل نسبة حيث بلغت (0.16%).
وبلغ مجموع الجرائم المخلة بالأخلاق والآداب العامة والتي استخدم فيه العنف الجنسي (707) جريمة شكلت ما نسبته (27.40%) من مجموع الجرائم المخلة بالأخلاق والآداب العامة. وسجلت مديرية شرطة محافظة العاصمة أعلى نسبة في الجرائم المخلة بالأخلاق والآداب العامة؛ حيث بلغت (54.65%)، تلتها مديرية شرطة محافظة الزرقاء بنسبة (14.22%)، ثم مديرية شرطة محافظة إربد بنسبة (13.10%)، وسجلت مديرية شرطة محافظة الطفيلة أقل نسبة حيث بلغت (0.23%).
وبلغ مجموع الجناة المقبوض عليهم في هذه الجرائم (3989) شخصًا، كان منهم (418) أنثى بنسبة (10.48%) من مجموع الجناة و(632) شخصًا من جنسيات عربية وأجنبية بنسبة (15.74%) من مجموع الجناة.
وكانت أكثر الفئات ارتكابًا لهذه الجرائم هي الفئة العمرية (18-27) عامًا، وبلغت النسبة (50.54%) من مجموع الجناة.
ولوحظ أن أكثر فئة ارتكابًا لهذه الجرائم هي فئة العاطلين عن العمل بنسبة (65.50%)، وكانت أقل الفئات ارتكابًا لهذه الجرائم هي فئة العسكريين بنسبة (0.98%).
الخاتمة : خلاصة الكلام
وخلاصة كل ما تقدم أقول أن أسباب الوهن الذي وقعنا فيه والداء الذي غرقنا فيه هو الابتعاد عن منهج الحق سبحانه القائل : ( إن هذا القرآنَ يهدي للتي هي أقومُ ويُبشرُ الذين يعملون الصالحاتِ أن لهم أجراً كبيرا ) إن الطريق الأقوم الذي لاعوج فيه هو طريق القرآن وطريقة القران في القضية هي العفاف قال تعالى : ( قل للمؤمنينَ يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فرُوجَهم .. الآية ) وقال : ( قل للمؤمنات يغضضنَ من أبصارهنَّ ويحفظنَ فرُجَهن .. الآية ) وقال عليه الصلاة والسلام : ( يا أمة محمد ما أحد أغير من الله أن يزني عبده أو أمته تزني يا أمة محمد لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا وبكيتم كثيرا ) وعن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من ستر عورة أخيه المسلم ستر الله عورته يوم القيامة ومن كشف عورة أخيه كشف الله عورته حتى يفضحه بها ) وأخيراً اقرءوا قول الله تعالى : ( إن الذين يحبونَ أن تشيعَ الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذابُُ أليمُُ في الدنيا والآخرةِ والله يعلمُ وأنتم لا تعلمون )
وأخيرا وقبل الوداع لابد من خاتمة
وبعد ، وبعدما عرجنا على هذه الظاهرة الخطيرة ظاهرة المعاكسات في البلاد الإسلامية وبعدما وضعنا اليد على الجرح وتحسسنا مكان الالم وعرفنا الداء والدواء نقول متى سنفيق متى ندرك ما يراد لنا .
أرجو الله أن ينفع بهذا الموضوع كل من قرءه أو سمع عنه وأن يجعله في ميزان حسناتنا يوم القيامة إنه سميع مجيب وصلى الله على محمد وآله وسلم .
أخوكم أبو عبدالله
30/1/1426هــ