السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
سعدنا كثيراً بطرحك الرائع وأسلوبك البديع في هذه المواضيع الكبيرة والمهمة في الوقت نفسه ..
في الحقيقة الأخ فيتامين ضرب على كثير من الأمور التي أحببت أن أعرج عليها ذلك سأختصرها بقدر المستطاع واسال الله التوفيق السداد ..
عندي ثمة نقاط مهمة عن هذا الموضوع وبعضها دخليه على الموضوع ..
أولاً : في حكمنا على بعض الأمور وتقييمنا لها يجب أن نأخذ بالاعتبار تغير الزمن وكذلك قوة الانتفاح الموجود في المجتمع فلا يمكن أن نحكم على الحاضر بنظرة الماضي وهكذا .. فالوقت يتغير ويغير معه اناس وطباع وعادات واساليب .. فكل زمن له متطلباته وقياساته وطرق خاصة للحلول فيه .. كذلك كل زمن له جيله وكل جيل له طباعه ومتطلباته بحسب مايقتضيه حال المجتمع مع تغير الزمن وتقدمه .. فالسنتين الأخيرتين لا يمكن أن نقيس عليها ونماثلها بالسنين الخمس أو الست الماضية ..
لذلك بعض المشاكل طرق حلها في الخمس سنين الماضية ليس كطريقة حلها في هذا الوقت ..
ثانياً : مرحلة المراهقة مرحلة جداً خطيرة .. ولست أنا مؤهل للحديث عن مشاكل هذه المرحلة وطبيعتها وطرق التعامل مع أفرادها فهناك من اجدر وأعلم وأخبر مني بها ..
لكن لعلي من واقع المعايشة أستطيع أن أحدد بعض الأمور التي تخص هذه المرحلة والتي من أهمها عدم الثبات والتقلب والدائم في شخصية الفرد وهذه النقطة يجب ان ندركها إدراكاً عن علم وواقع .. فالشخص في سن المراهقة من السهولة جذبه والتأثير عليه وأيضاً من السهولة إبتعاده عنك وهذا يعود غالباً إلى المؤثرات الخارجية التي تكثر في هذا الوقت بالذات بمن دش إلى بلايستيشن إلى متابعة للكرة والمباريات وغيرها من المؤثرات ..
لذلك في هذه المرحلة تكثر مشاكل المراهق وربما تصدر منه تصرفات تعد غريبة منه أحياناً .. لذلك أتمنى منك ياشيخنا كما يتمنى غيري أن تفرد لنا موضوع ميسراً عن طرق عملية لمعايشة المراهقين ومعرفة مشاكلهم وكذلك آلية حلولها وأرجوا أن تكون مطابقة لوقتنا الحالي .. صحيح هناك كتب تتكلم عن هذا الموضوع لكن في السنين الماضية التي يقل فيها الفتن والإفتتان والإنفتاح القوي على وسائل الإعلام والشبكات وغيرها من الموضات..
ثالثاً : بخصوص ما ذكرتم عن حلول المشاكل وكيفيتها والتثبت والتأكد منها وكيفية التأكد والتثبت، لكن من راي المتواضع أجد أن الامر لا يستحق كل هذا التشدد الكبير من ناحية التأكيد ، صحيح أن التأكد والتثبت مهم في القضية أو المشكلة لكن ياشيخ ماذكرته يعتبر جيد ومهم في الوقت نفسه لكن كأننا نريد أن نجعل المتهم بريئ ويجب الا نلعب على أنفسنا في مثل هذه الأمور فبعض المشاكل واضحة جداً ولا اضنها نحتاج كل هذه المراحل .. فأنا اضنها تهوين للمشكلة وتهدئتها أكثر مما هو تثبت وتأكد .. مجرد وجهت نظر ..
رابعاً : حلق تحفيظ القرآن في وقتنا الحالي هي المحضن والمربي والمصلح الرئيس للناشئة في ظل غياب أو صور دور المدرسة والمسجد في التربية وأيضاً البيت ..
لذلك فحلقة تحفيظ القرآن هي المصب والمغذي للناشئ الصغير ..
ومع أن الحلق كما قلنا أنها الواجهة التربية للفرد إلا أن الاهتمام بها ضعيف وضعيف جداً .. لا من ناحية العلماء والمشائخ وطلبة العلم ولا أيضاً من ناحية اولياء الأمور ..
وللأسف في الأخير عندما يحصل إنحراف لشخص ما ألقيت التهمة على عاتق الحلقة وكـأنها هي التي أفسدته ..
فمثلما أن للدور النسائية والجمعيات الخيرية مشائخ وعلماء يشرفون عليها فأيضاً لماذا لا يكون للحلق مثل هذا ..
نرى الآن نجاح منقطع النظير في حلق مناطق الرياض والشرقية ومدى إنتاجهم في حلقهم وتفوقهم بذلك .. والسبب برأي هو إلتفات المشائخ لهم هناك وكذلك الدعم المنقطع النظير سوى مادي او معنوي .. صحيح أنا لا أنكر جهود المشائخ اليسيرة في هذا الجانب لكنها عن بعد وليست على أرض الحدث .. وموضوعك هذا يا شيخ يعتبر جهداً من الجهود التي تقدم في سبيل الرقي بحلق تحفيظ القرآن ومدرسيها ، فلا حرمكم الله الأجر والمثوبة ..
خامساً : مدرسين الحلق الأكفاء يكادون ينعدمون في هذا الوقت للأسف، فيضطر من له سلطة على الحلقات إلى تعيين مدرسين ليس أهلاً لهذا المكان لسد الفراغ وهذا يعود لعدة اسباب أهمها عدم تفرغ بعض المدرسين الأكفاء للتدريس وكذلك عدم الرغبة في التدريس عند بعضهم وتفضيلهم الإبتعاد عن الحلق وأجواء الحلق مما يتسبب في وضع من لايستحق أن تضع أبناءك في يده ..
هذا ما لدي الآن .. وللحديث بقية ..
العمود