أحسست بالجوع . .
لم أتمالك نفسي
فذهبت بها لأحد المطاعم
المطعم مزدحم و رواده كُثر
وقفت أنتظر ..
أسلي نفسي بالنظر لأنواع البشر
أمامي شاب صغير وصديقه
شدني ذلك الشخص الهادئ ورفيقه !
يأكل بصمت،
لا يلتفت إذا تكلم، ونادرا ما يتكلم ،
تركت متابعتهم ، جاء الطعام ، وبدأت ..
لحظات وانتهى ذلك الشاب من الأكل ..
قام من مكانه ولم يتحرك !
استمر واقفا حتى قام رفيقه
جاء إليه ثم أمسك بيده !
تعجبت ، وقلت في نفسي ألهذا الحد تصل الصداقة
بحيث أنهم لا يسيرون إلا متماسكين الأيادي !
لكن الأمر مغاير لما تصورت
اتضحت لي الحقيقة ..
بعد ما تحركوا عدة خطوات ذاهبين لغسل أيديهم !
إن صديقنا أعمى !!
نعم أعمى ..
دهشت !
تركت الأكل ..
شخصت النظر فيه
تزاحمت في داخلي أفكار
وتدافعت عند لسان كلمات
سبحان الله ،
الحمد لله ،
لا حول ولا قوة إلا بالله !
بكت عيناي لعيناه
حينما رأته يقاد مع يداه
رن هاتفه !
أخرجه ،
قربه إلى إذنه ليتأكد أنه هو الذي يرن !
حينها :
الدمع . . تسارعت خطواته
والقلب . . زاد أنينه وآهاته
يئن لأنه رأى أن الله أنعمه
ولم يبتليه بل أكرمه !
الحمد لله الذي فضلنا على عباده تفضيلا
ذهب هذا الشاب ..
وركب سيارته التي لم يراها
ومع صديقه الذي قد يكون لم يراه !
ذهب..
ومازالت صورته عالقة في ذهني ،
وحتى هذه اللحظة !
إن من أسباب السعادة أن ينظر العبد إلى نعم الله عليه
فسوف يرى انه يفوق بها أمما من الناس لا تحصى
حينها يستشعر العبد فضل الله عليه. {السعدي}
أبو يوسف
.
.