[الـصـمـصـام]

أهلا بك أخي الكريم ، و روح الغيرة و الحرص على أعراض المسلمات شيء مستقر في نفوس كثير من الفضلاء ..
أخي الكريم أريد أن أشير إلى وقفات بعد قراءة هذا الموضوع و بعض الردود فيه :

أولا : مبدأ الرقابة و تقنين الأمور شيء لا يختلف عليه اثنان في كل شؤون الحياة ، إذ لا يمكن أن تسير الحياة في مجاريها إلا إذا عمل كل شخص ما أنيط بعاتقه ، و ابتعد عن الحدود و الممنوعات التي يترتب عليها مفاسد كثيرة ، و لهذا كان لا بد من الرقابة في كل شيء بما فيه وضع الأهل داخل المنزل ..

ثانيا : الرقابة و اللجوء إلى التفتيش لا يكون هكذا دون قرائن ، و لكن هو كالكي علاج يُلجأ إليه عند مناسبته ، و بقدر الحاجة .

ثالثا : إن ملء قلوب الفتيات ( و الفتية كذلك ) بأمور منهجية و على الطرق الشريعة تجعلنا نأمن عليهم و نثق فيهم من دون رقابة و لا تفتيش قد يُشعرهم بحب الخيانة و الاختلاسات الخفية ، و معلوم أنه من أسباب الانحراف هو ذلك الخناق العاطفي الذي يمنع عنه الأخوات و البنات ، ثم يصرف إلى الأحباب و الأصدقاء و من لا حق له . هذا سبب قوي و إن كان لا يُبرر ما تقع فيه البنت ، و لكنه سبب ..

رابعًا : شرعنا الحنيف جاء في أمور كثير بعدم بناء نتائج على مجرد ظنون محتملة ، و نحن حينما نقوم بتفتيش صارم كل حين ، و سحب جميع وسائل الترفيه بطريقة استخباراتية تحقيقية ، فإن هذا بناء على ظنون ، و من شأنه أن يشحن النفوس و يزيد من فجوة تكون شؤمًا على الأسرة برُمّتها ..

خامسًا : الصراحة في التويجيه ، مع الملاطفة هو الحل الأمثل للتوعية و الاحتراز من الوقوع في هذه المآخذ ، و للأسف كثير من الناس حينما تقول له هذا الكلام ، يقول ( أنا لم أتعود أن ألاطف أهلي ، أو أنهم لا يتقبلون مني ، أو أنني لا أمتلك الأساليب التي يتم من خلالها ملاطفة الأهل .. ) فنقول لهؤلاء : إذا كنتم تعرفون أنكم لا تمتلكون تلك الأساليب ، و تؤمنون بأهمية الأثر المترتب عليها أو المترتب على تعاملكم ، فأنتم غير جادين في طلب صلاح الأسرة ، لأن المسؤولية واجبة ، و ما لم يتم الواجب إلا به فهو واجب كما قرر ذلك الفقهاء رحمهم الله تعالى ..

أشكرك على غيرتك ، و أنا مع الرقابة و عدم إفلات الأمور ، لكنني ضد بني النتائج و الممارسات على أشياء ظنية لم يتأكد منها الشخص ، و الشريعة الإسلامية تتشوف إلى الستر مع عدم الإهمال ، و الأمور تقدر بقدرها .. أشكرك حبيبي الغالي ، و أشكر المداخلين من الأخوة و الأخوات .