سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(6) مناقشة ما يرد عليه مناقشة من الأدلة
المراد بها :
إيراد الاعتراضات على الاستدلال بالدليل المستدل به .
و يختلف الباحثون في مكان إيراد المناقشة :
1- بعضهم يجعلها بعد كل دليل مباشرة لقربه وحضوره في الذهن .
2- بعضهم يجعل مناقشة أدلة كل قول أو مذهب بعد عرضها كلها .
3- بعضهم يجعل مناقشة الأدلة لكل المذاهب بعد عرض أدلة المذهب كلها .
ولا شك أن الأخير أقرب للناحية المنهجية للبحث وما يستلزمه من حياد الباحث وطلبه الحق حيث كان وعدم إبداء وجهة نظره حتى يستكمل الأدلة .
وقد رتب علماء أدب المناظرة والبحث مناقشة الدليل في التالي :
1- ينظر السائل ( أي المعترض ) في مفردات الدليل التي تألف منها .
هل يجد كل لفظ منها واضح الدلالة على معناه وهل يجد نفسه عالماً بمدلول كل لفظ فإن وجد الأمر على هذا الحال فلينتقل إلى الخطوة الثانية أو يستفسر عما غمض عليه ويسمى ذلك ( استفساراً ) .
2- إذا انتهى من هذه الخطوة نظر بعدها إلى الدليل في ثلاثة طرق :
( أ ) منع الدليل : وذلك أن يطلب الدليل على مقدمة من مقدمات الدليل .
( ب) المعارضة : وهي أن يبطل الدليل بنقيضه ويقيم على ذلك دليل .
( ج) النقض : أي أن يثبت أن هذا الدليل يجري في مدعى أخر مع تخلف حكم الدليل عن هذا المدعى الأخر .
(7)الإجابة عما يمكن الإجابة عنه من المناقشات
وتكمن أهمية هذه الفقرة من أهمية الفقرة السابقة ، إذ الماد منها إعطاء المستدل فرصة الدفاع عن الدليل الذي إستدل به.
ولهذه الخطوة أصول وأسس فلتراجع في مظانها من كتب الجدل والمناظرة وغيرها وسيأتي في نهاية الموضوع ذكر لبعض المراجع المفيده في ذلك
وأختلف الباحثون في مكان إيراد الإجابة عما يمكن الإجابة عنه من المناقشات على النحو التالي:
1- بعد كل دليل مباشرة .
2- بعد المناقشات كلها للمذهب الواحد .
3- بعد المناقشات كلها للأقوال جميعها .
(8) منشأ الخلاف في المسألة
ولمعرفة ذلك أهمية كبرى لأنه يعين الباحث على الترجيح بين الأقوال وكذلك يعينه على معرفة نوع الخلاف هل هو حقيقي أم لفظي .
ومنشأ الخلاف في المسألة يعود إلى أسباب من أهمها:
1- الخلاف في الدليل وحجيته
2- الخلاف في نسخ الدليل
3- الخلاف في دلالة النص من عموم وخصوص وتقييد وإطلاق...إلخ
4- الخلاف في تعارض الأدلة وعدم إمكانية الجمع بينها أو ترجيح أحدها على الأخر
5- الخلاف في مناط الحكم
6- الخلاف في تحيق مناط الحكم بعد الإتفاق على مناط الحكم
(9) نوع الخلاف
الخلاف إما خلاف حقيقي يترتب عليه ثمرة، وهذه الثمرة قد تكون فروعاًفقهية أو آداباً شرعية أو ما هي عون على ذلك.
أوأن يكون خلاف لفظي لا حقيقة له ولا ثمرة.
وقد يكون الخلاف حقيقياً ولكنه لا يترتب عليه ثمرة مثل الخلاف في مسألة هل كان الرسول صلى الله عليه وسلم متعبداً بشرع قبل بعثته.
.
[line]
وإلى لقاء قريب
حبي وتقديري
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
__________________
إهداء من الغالي المبدع باسل عبد العزيز حفظه الله
|