مؤسسة النقد والتعامل المنشود
بقلم د.خالد الغيث
أيها القارئ الكريم تأمل معي هذه المواقف التي حصلت لبعض المواطنين :
عبد الرحمن : ذهب إلى شركة الصيانة عصر الأربعاء لاستلام سيارته بعد الصيانة الدورية ، و استلم الفواتير وتوجه إلى الصندوق لدفع أجرة الصيانة ، ثم أخرج بطاقة الصراف لدفع التكلفة ، ولكن العملية رفضت ، ثم حاول مرةً ثانية ولكن النتيجة واحدة .!
اتصل عبد الرحمن بالهاتف المصرفي لمعرفة سبب المشكلة ، فسمع هذه الرسالة الصوتية : بناءً على تعليمات مؤسسة النقد فإن عدم تحديثك لمعلوماتك قد أدى إلى تجميد حسابك .!
تساءل عبد الرحمن كم مرة في السنة ينبغي علي تجديد المعلومات ، لأني سبق أن جددتها قبل فترة وجيزة .!
شهرزاد : كانت في زيارتها الدورية لعيادة الأسنان من أجل متابعة تقويم أسنانها ، وعندما انتهت توجهت للاستقبال لدفع التكلفة ، وهناك أخرجت بطاقتها للدفع ، لكن العملية رفضت ، فأعادت شهرزاد المحاولة مرة أخرى ، ولكن النتيجة واحدة !
وهنا انفجرت شهرزاد ، وتركت الكلام المباح ، وملأت المكان بالصياح !
غسان : كان في غاية السرور ، وهو في طريقه إلى المستشفى ، لأن والده سوف يخرج من المستشفى هذا اليوم ، وعندما وصل غسان إلى المستشفى توجه مباشرةً إلى الحسابات لإتمام ترتيبات خروج والده ، ثم أخرج بطاقته لدفع تكلفة علاج والدة ، ولكن العملية رفضت ، فحاول مرةً أخرى ولكن النتيجة واحدة !
عمر : كان في زيارة للصين لعقد بعض الصفقات التجارية ، فتكرر معه ما تكرر مع غيره من تجميد الحساب !
نعود إلى عبد الرحمن مرةً أخرى ، حيث توجه إلى البنك الذي يتعامل معه ، وعرض هذه القضية على موظف البنك ، فقال له الموظف إن رئيس فرع البنك قد مر بنفس هذه المشكلة !
ثم توجه عبد الرحمن إلى فرع آخر للبنك ، لوجود مشكلة فنية في الفرع الأول ، وقام بتجديد معلوماته ، فأخبره الموظف بأن حسابه – أي الموظف - قد جمد أيضاً ، مع أنه سبق له أن جدد حسابه !
فكيف يجدد المجدد يا مؤسسة النقد ؟!
إن هذا التجميد المفاجئ لحسابات بعض المواطنين الذين سبق لهم تجديد معلومات حساباتهم ، له عدة آثار سلبية منها :
أولاً : اتجاه الناس لحفظ جزء من أموالهم في بيوتهم تحسباً لمفاجآت مؤسسة النقد .
ثانياً : هز الثقة في بطاقة الصراف الآلي .
ثالثاً : هز الثقة في العمليات المالية الإلكترونية .
رابعاً : توجه الناس للتعامل نقداً في البيع والشراء .
خامساً : ارتفاع نسبة المحاذير الأمنية ، عطفاً على ما سبق .
على أية حال فإن مؤسسة النقد تستطيع الحصول على ما تريد ، بطريقة حضارية راقية ، وبعيداً عن لغة المشعاب ، وذلك بالتنسيق مع البنوك من خلال رسائل نصية يتم إرسالها لأصحاب العلاقة بالتنسيق مع البنوك ، مثل : ( يرجى التكرم بإعادة تجديد معلومات حسابك تفادياً لتجميده ) وغير ذلك من الرسائل الحضارية الراقية .
كذلك فإني أناشد مؤسسة النقد في هذا المقام أن تؤكد على البنوك في حالة وافق يوم صرف الرواتب يوم جمعة أن لا تسمح لهم بتأخير صرف الرواتب إلى يوم السبت ، لما في ذلك من إضرار بالمواطن وإحراجه ، بل أن يكون الصرف في يومه ، أو في اليوم الذي قبله ، ولعل هذه الخطوة تجبر ضعف الدور الاجتماعي للبنوك تجاه الوطن والمواطن !
هذا والله تعالى أعلم ...