قال تعالى في سورة فصلت (حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {20})
هل هناك عذاب في القبر بعد الموت ؟؟ وماذا يعني موت الإنسان ؟؟ ماهو الموت ؟ ولماذا نعذب في قبورنا قبل الحساب ؟؟الم يقل لنا الله تبارك وتعالى أن الحساب يوم الحساب والجزاء أو العقوبة ستكونان في ذلك اليوم الذي توفى فيه كل نفس ما كسبت ؟؟ كيف نوفق بين كل هذا ؟؟
حسنا ... لن نجد ما يسعفنا في هذا الموضوع سوى مصدرين أحدهما كتاب الله الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه والآخر ( الصحاح ؟؟؟؟ ) ............... وللعلم ..... نحن لدينا تسعة صحاح معتمدة أصحها البخاري ومسلم وسنقصر البحث في الموضوع عليهما .
ماذا يقول الحديث عن عذاب القبر ؟؟
الحديث رقم 1367 في صحيح البخاري ( عن أنس بن مالك قال : مروا بجنازة فأثنوا عليها خيرا فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( وجبت ) ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شرا فقال ( وجبت ) فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ما وجبت ؟ قال الرسول ( هذا أثنيتم عليه خيرا فوجبت له الجنة وهذا أثنيتم عليه شرا فوجبت له النار , أنتم شهداء الله في الأرض ) .
الحديث رقم 1377 في صحيح البخاري :
عن أبي هريرة قال كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو : ( اللهم اني أعوذ بك من عذاب القبر ومن عذاب النار ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال ) .
الحديث رقم 1370من صحيح البخاري :
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : أطلع النبي صلى الله عليه وسلم على أهل القليب فقال : ( وجدتم ماوعدكم ربكم حقا ؟ فقيل له : أتدعو أمواتا ؟ فقال ما أنتم بأسمع منهم ولكن لا يجيبون ) .
الحديث رقم 916 من صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري :
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لقنوا موتاكم : لا اله الا الله .
))يا أهل العقول .. أخبرونا بالله عليكم .. مافائدة تلقين الميت ؟؟ والله يقول لنا بأنا لن نًسمِع الموتى ؟؟ ثم كيف سينفعه التلقين وقد إنقطع العمل ؟؟ ((
الحديث رقم (1374 ) في صحيح البخاري عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( ان العبد اذا وضع في القبر وتولى عنه أصحابه _ وانه ليسمع طرق نعالهم _ أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان ( أنكر ونكير ) : ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ لمحمد (ص ) فأما المؤمن فيقول أشهد أنه عبدالله ورسوله فيقال له أنظر الى مقعدك من النار , قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة فيراهما جميعا ) قال قتاده : ( وذكر لنا أنه يفسح في قبره ) ثم رجع الى حديث أنس قال :
( وأما المنافق والكافر فبقال له : ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول ( لا أدري كنت أقول كما يقول الناس فيقال : لا دريت ولا تليت ويضرب بمطارق من حديد فيصيح صيحة يسمعها من يليه غير الثقلين ) .
الحديث رقم 927 في صحيح مسلم :
عن ابن عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( الميت يعذب في قبره بما نيح عليه ) .
( بينما الله سبحانه يخبرنا بأنه لاتزر وازرة وزر أخرى )
وفي الرواية 19( ان الميت ليعذب ببكاء الحي ) ,
حسنا .... ماذا نستنتج مما سبق سرده من أحاديث ؟؟ ..... نستنتج التالي :
1 – ان عذاب القبر أمر لاشك فيه ، وأن الرسول ( ص ) هو من أخبرنا بذلك .
2 – أن الموتى يسمعون .
3 – ان الحساب والعقاب يبداءان حال دخول الميت قبره .
4- ان الموتى يعاقبون بذنوب الأحياء .
والآن ........ لننظر ماذا يقول لنا الله سبحانه وتعالى في رسالته الينا والتي أتى بها سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ، وأول مانصدم بالآيتين الكريمتين التاليتين ، واللتان تتعارضان مع ما صححه اونقله البخاري ، والآيتان هما :
( قالوا ياويلنا من بعثنا من مرقدنا ) لقد فوجئوا بالبعث الذي ايقظهم من سباتهم الطويل ، وحالما أستيقظوا ماذا أستنتجوا ؟؟
لقد عرفوا أن وعد الله حق في تلك اللحظة ، ما الدليل على ذلك ؟؟ إن بقية الآية تؤكد ذلك ولو أن هؤلاء وجدوا عذابا أثناء موتهم لما قالوا ذلك ولعرفوا أن وعد الله حق حال الفراغ من دفنهم في قبورهم ( هذا ماوعد الرحمن وصدق المرسلون ) وهذا يعني بوضوح تام أنه لامطارق ولا شجاع أقرع ولامنكر ولانكير قبل يوم الحساب .
والآية الثانية هي :
( ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون مالبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون ) كيف يقسمون أنهم مالبثوا الا ساعة وهم في عذاب وتنكيل ؟؟
ايضا الله سبحانه وتعالى يخبرنا في القرآن الكريم ان الموتى لايسمعون
( إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله ثم إليه يرجعون )
( وما أنت بمسمع من في القبور )
الله يخبرنا ايضا أن الموتى لايشعرون بالعذاب ، بدليل انه يمنع الموت عمن يعذبون في النار ( ثم لايموت فيها ولايحي ) لماذا لايموت ؟؟؟ لأنه لومات لن يشعر بالعذاب ، ونحن سنكون امواتا الى يوم البعث ، فكيف سنشعر بالعذاب ؟ كما ان الله يخبرنا بأن الحساب والعقاب والثواب في يوم القيامة كما تخبرنا الآية التالية بوضوح شديد :
( كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور )
والآية التالية :
( واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون )
ثم الآية التالية :
( يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون )
الآن أخبرونا ... نصدق من ... كتاب الله أم صحيح البخاري ؟؟
|