[المقصل]

ساهر لما كانت الأنظمة السابقة لم تؤتي ثمار و العقوبات لم تكن رادعه طبعاً لأسباب من أبرزها ( الواسطات ) و كذلك الإستثناءات صدر هذا النظام .
المرور يعاتَب على إحصائيات الحوادث و غيرها وهو يريد التخلص من هذه الضغوط التي تأتيه فليقي بها على كاهل المواطن بكل الطبقات سواء كان فقيراً أو غنياً مع أن الفقراء أكثر تضرراً من غيرهم , فمن يرى هذا النظام يجد فيه سوء التخطيط و الدراسة حتى في تجربته .
حتى لم طبق النظام في الرياض أول النتائج التي استبشروا بها و أظهروها للناس هي تراجع نسبة الحوادث و الأموات بينما في الجهة الأخرى هناك أناس تسحب رواتبهم بسبب هذا النظام و نظام ( تدبيل ) المخالفات و ربما ماتوا جوعاً أو تأخرت مصالحهم أو سد باب رزقهم كأصحاب سيارات الأجرة أو العاملين في الشركات , لأن كل شركة الآن أصبحت تحمّل السائق قيمة المخالفة و تجبره على دفعها .
لا أقول أني لم أسعد بتراجع نسبة الحوادث أبداً , معاذ الله بل إني سعدت جداً و فرحت لذلك و لكن بدراسة جدية و تخطيط متقن لإدخال هذا النظام للمجتمع سيؤتي الهدفين كلاهما بإذن الله , و بتفادي الأخطاء في الأنظة السابقة بما فيها الواسطات و الإستثناءات , فمن أكبر مسؤول إلى أقلهم و حتى المشايخ و القضاة يجب أن يشملهم كلهم بدون أي استثناء .
أحياناً ينتابني شعور بأن مرض الفساد الذي أصاب أمانة و بلدية جدة و الرياض و غيرهم قد أصاب المرور فأصبح كل مسؤول يعطي صوراً مزيفة للواقع , و للأسف ..!
و كل هذه المسائل يدفع تبعتها المواطن و هو المتضرر الأول في هذا , فإذا رأينا كمثال جدة فالذين غرقوا كانوا مواطنين فقراء وأيضاً الذي غرقت بيوتهم في الرياض كانوا كذلك و هلم جرا , أتساءل أين الوطنية التي ينادى بها بعض كتاب الصحف و لماذا لا توجه لمثل هؤلاء .

أسأل الله أن يصلح الأحوال و يكشف فساد المفسدين و يفضحهم على الأشهاد و يكشف الزيف لكل مسؤول يريد للوطن خيراً .

و لكن هناك شعاع من التفاؤل يلوح في الأفق لأن الشباب أصبحوا على بينة حيال هذا الأمر و غيره وهذه الوزارات و الإدارات قد هرم أصحابها وآن أوان تركها لهذا الجيل وهم بإذن الله سيكونون هم المصلحين الذي يخلصون هذا البلد مما يحاك في داخله .

بارك الله فيك أيها الفارس