>> هل سنكون كــ/تونس .. ؟!
أَعْجَبَ أَشَدَّ الْعَجَبِ عِنْدَمَا أَنْظُرُ إِلَىَ أُوْلَئِكَ الَّذِيْنَ يُرِيْدُوْنَ أَمْرَكَةُ الْعَالَمِ الْإِسْلَامِيِّ أَوْ بِمَعْنَىً أَصَحُّ الْمَمْلَكَةَ الْعَرَبِيَّةِ الْسُّعُوْدِيَّةِ .. !!
إِنَّ عَجَبِيْ لَمْ يَقِفْ عَلَىَ وُجُوْدِهِمْ , فَهُمْ ابْتِلَاءً مِنَ الْلَّهِ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ لِيَنْظُرَ إِلَىَ قِيْمَةِ تُمْسِكُهَا بِدِيْنِهَا أَوْ الإِنْجِرَافَ نَحْوَ هَذَا الْمُسْتَنْقَعِ .. !!
لَكِنْ عَجَبِيْ كُلِّهِ هُوَ أَنَّهُمْ يُنَادَوْنَ بِنِدَاءٍ سَبَقَنَا لَهُ الْكَثِيْرِ وَتَرَاجَعُوَا عَنْهُ , وَتَنَادَوْا لَجَمَعَهُمْ عَبْرَ مُنْتَدِّيَّاتِهُمْ وَإِعْلَامِهِمْ الْمَسْمُومِ فِيْ مَوَاقِفِ مَرَّتْ بِنَا وَلَا زَالَتِ تَدُوْرُ حَوْلَ رَحَاهَا .. !!
إِنَّهُمْ وَبِنِدَاءَهُمْ الْنَتِنِ يَظُنُّوْنَ أَنَّ حُرِّيَّتِهِمَ أَمَلَا يُنَادِيْ بِهِ الْشَّعْبَ , وَصَوْتَا قَامُوْا بِهِ بَدَلا عَنْ الْمَرْأَةِ فِيْ طَلَبِ حُرِّيَّتُهَا , وَمَا ظَنُّوْا بِأَنْ نِدَاءَهُمْ ذَلِكَ إِلَا نَشَازَا آَذَوْا بِهِ مِنْ قَدَّمُوْا الْصَّوْتِ مِنْ أَجْلِهِ فَضْلَا عَنْ غَيْرِهِ .. !!
إِنَّهُمْ يَظُنُّوْنَ أَنَّ هَذِهِ بُغْيَةً الْشُّعُوْبِ وَأَقْصَى أَمَانِيَّ الْأُمَمِ , وَمَا هَذِهِ الْحَادِثَهْ - أَعِنِّيْ حَادِثَةٌ تُوْنِس - إِلَا سُلْطَانٍ وَاضِحٌ وَدَلِيْلُ فَاضِحٍ عَلَيْهِمْ لِتُمْسِكَ الْأُمَّةِ وَالْشُّعُوْبِ بَقِيَمِهَا وَدِيْنِهَا - حَتَّىَ وَإِنْ حَصَلَ مِنْهُمْ تُراجعُ - .. !!
يَا سَادَةُ .. إِنَّ أَمْرَكَةُ الْعَالَمِ الْإِسْلَامِيِّ - بِإِذْنِ الْلَّهِ - أَمْرٌ مُحَالَ وَأُمْنِيَّةُ خَبَالً , وَلَنْ أَقْفَ حَوْلَ هَذَا الْجَانِبِ , بَلْ مَا أُرِيْدُ قُوْلَهْ وَالْوُصُوْلِ إِلَيْهِ أَنَّهُ عَارٌ أَيُّمَا عَارِ أَنْ تَتَأَثَّرَ الْشُّعُوْبِ بِنِدَاءاتٍ أُوْلَئِكَ حَوْلَ زَيّ مُغَلَّفٌ يَزْعُمُوْنَ فِيْهِ الْحُرِّيَّةُ .. !!
إِذَا كَانُوْا بِحَقِّ يُرِيْدُوْا الْحُرِّيَّةِ فَلَمْ لَا يُتْرَكُوَا الْمُجْتَمَعِ يَقُوْمُ وَيَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ؟ وَلَمْ نَرَىْ حُرِّيَّتِهِمَ مَحْدُوْدَةٌ عَلَىَ تُرَّهَاتِ يُنَادَوْنَ بِهَا مِنْ سَالِفِ الْأَزْمَانِ , وَمَنْ يُرِيْدُوْنَ لَهُ الْنِّدَاءَ يَأْبَوْنَ مَا يَرْمُوْنَ إِلَيْهِ أَشَدَّ الْإِبَاءِ .. !!
عَجَبِيْ لَهُمْ .. يُرِيْدُوْنَ أَنْ نَكُوْنَ أَحْرَارِا , وَهُمْ لِظَهْرِ الْحُرِّيَّةِ قاصِمُونَ , وَلِهَذَا الْمَبْدَأِ ظَالِمُوْنَ , فَأَيُّ حُرِّيَّةِ يُرِيْدُوْنَ ؟
مَهْلَا يَا سَادَةُ .. أَتُرِيْدُوْنَ لَنَا الْحُرِّيَّةِ وَالْسَّعَادَةِ .. إِذَا قِفُوْا وَاعْلَمُوا أَنَّ سَعَادَتَنَا لَيْسَتْ بِالْإِتِّبَاعِ وَالإِبْتِدَّاعٍ .. !!
إِنَّ سَعَادَتُنَا تَكْمُنُ أَنَّ لَا نَكُوْنَ عِظَةٌ لِلْأُمَمِ إِذَا أَنَّنَا نَحْنُ أُمَّةُ الْعِزَّةُ وَالْإِبَاءِ .. !!
سَعَادَتُنَا لَا تَكُوْنُ فِيْ زَيْفٍ نِدَاءَاتِكُمْ الَّتِيْ يَرُدُّ بَعْضُهَا بَعْضُهَا .. فَمَهْلَا ثُمَّ مَهْلَا .. !!
مَهْلَا يَا مَنْ يُرِيْدُوْنَ أَمْرَكَةُ الْعَالَمِ الْإِسْلَامِيِّ , فَإِنَّكُمْ لَمَّا تُرِيْدُوْنَ تَحْلُمُونَ , وَلَمَّا تَبْغُوْنَ فَاشِلُوْنَ .. !!
وَخُوذُوا مِنْ مَوَاقِفِ الْشُّعُوْبِ - بَعْدَ الْشَّرِيِعَةِ - أَرْوَعَ الْأَمْثِلَةِ وَأَقْصَى مَا يُسْتَفَادُ مِنْهُ .. !!
* لا يسمح بنقله إلا مع ذكر المصدر
* التشكيل غير مرتب
وكتبه محبكم المعتز بدينه في تمام الساعة 5:31 من مساء يوم الثلاثاء 21/2/1432هـ .. !!
__________________

اقتباس من توقيع أبو رازان
|