[مدحت شوقي بريده]

2

حرصت على الجلوس أمام الشاشة ..
ولاأخفيكم أني جلست مايقارب الــ12 ساعة ..
أرقب تلك ( الجحوش ) وهي تمضي قدماً الى حرم الحسين المزعوم ..



في هذة اللحظات .. وفي صباح يوم الــ20 من صفر ..
بدأت تلك ( الجحوش ) تتوافد على بوابة حرم الحسين ..
وبدأو بالدخول مع تلك البوابة بمسيرات منتظمة ..
كل فرقة تدخل وتؤدي طقوسها الدينية .. ومن ثم تخرج ..




كانت تلك الطقوس .. هي بداية عودتي الى بصيرتي ..
وكأن هناك من ( يدحجني ) و ( يطحلني ) ويقول .. شف ايه ( الدب الوارم ) ..
ارعي بصرك وأطلق العنان لناظريك وانظر ماذا هم فاعلين ..


فإذا بكل فريق يدخل ويتجه الى ضريح الحسين ..
ثم يقفون لبضع دقائق .. ويمارسون طقوسهم ( الهوجاء ) ..
فيبدؤون بالغناء .. والتراقص والتمايل والطرب ..


تذكرت حينها الفرق الشعبية وهي تشارك في أفتتاح ( مهرجان الجنادرية ) ..


وماهي الا لحظات .. حتى تشتد الحالة بهم سوءً ..
فيقومون ( بلحط ) اجسادهم بمقامع من حديد ..
وضرب صدورهم ولطم خدودهم .. ويشتد الغناء والتراقص والتمايل ..


فتعجبت منهم .. لأني أول مرة اشوف واحد يزو ميت في قبره .. ويقعد يغني لوه ..

حتى أني توقعت أنهم يزورون أحد كبار ( الموسيقيين العرب ) ..
أو احد المطربين الذين ماتوا ودفنوا في هذا المكان ..


وبعد أن يؤدو وصلاتهم ( الغنائية ) وظاهرهم فيها النياح والبكاء والعويل ..
وباطنهم الوناسة والطرب وطق الاصبع ..


يخرجون الى من ( بهو و ساحة ) الحرم المزعوم ..
ليكملوا الطرب خارج الحرم ..
حتى يفسحوا المجال للفرق الأخرى لتشاركهم الأجر والثواب ..


وأنا مازلت اتابعهم .. فتابعوني ..

يتبع ..