السعـــــــــــــــــــاده ~~~~~~~~~~~
السعادة بالنسبة للإنسان هي ما لا يملكه
--------------------------------------------------------------------------------
السعادة ..
هذه الكلمة اللغز والحاملة لتفاسير كثيرة ..
أحد المعدمين قيل له ما السعادة قال : رغيف .
ولو سألنا يتيم عنها ، لقال : أبي .. أمي ..
كل شعراء فلسطين كانوا يبحثون في شعرهم عن الوطن ، ألا يعني هذا أن السعادة بالنسبة لهم وطن ؟
كان غاندي حين يذهب لأي قرية يقوم بمساعدة وخدمة سكان القرية في كل ما يحتاجونه .
سأله صديق له عن دوافعه في خدمة أهل القرية وهل هي إنسانية محضة ؟
أجاب غاندي : (أنا هنا لأخدم نفسي فقط ، لتحقيق سعادتي عبر خدمة الآخرين) .. أو هكذا قال .
قلت لنفسي : غاندي أعلى مرتبة من البشر ، إنه كالأنبياء والقديسين ، لهذا لهم سعادتهم الخاصة ، ولكن ماذا عن الإنسان ؟
أحد الصعاليك الذين لعبوا الكرة ، يقول : إن السعادة أشبه بكرة الجميع يطاردها ، ولكن حين نصل لها نركلها بعيدا ، لنعاود مطاردتها من جديد .
ضحكت على هذا الصعلوك ، وقلت : الحكمة ملقاة حتى في الملاعب ، فقط نحتاج لتأملها ، هل يعني هذا أن لدينا السعادة لكننا نركلها بعيدا عنا ؟
أذكر وأنا أبحث عن ماهية هذه السعادة ، سمعت حوارا لملياردير ، سألته المذيعة : هل أنت مثل الآخرين تتألم ، ما الذي يؤلمك ؟
أكد لها أن ما يؤلمه هو أن كل شيء يريده يجده ، وهو لا يشعر مثل البقية بالحرمان .
فقلت لنفسي إذن السعادة بالنسبة للإنسان هي ما لا يملكه .
عملت إحدى الدراسات في جامعة نيويورك بـ (بافلو) ، طلب من المشتركين في الاختبار إكمال الجملة التالية (أنا سعيد لأنني لست .......) ، بعد تكرار الاختبار زاد شعور المشتركين بالرضى عن حياتهم .
ثم طلب من المجموعة الثانية من المشاركين أن يكملوا الجملة التالية : (أود لو أنني كنت .......) ، أدى هذا الاختبار إلى زيادة شعور المشتركين بعدم الرضى عن حياتهم .
يقول الطبيب (كرسو) : (لا يمكن تسجيل المقتنيات والإنجازات إلا في خانة عملية الجمع ، أما السعادة فيجري قياسها عن طريق عملية الطرح ، حب الله يعني إفراغ المنزل حتى يتمكن الضياء من التسلل إليه ).
هذا يعني أنه علينا تقليص رغبة التملك وحب السلطة لدينا لنقترب أكثر من السعادة ، أو لنستطيع تحقيق السعادة .
خلاصة القول السعادة ليست أشياء خارجية لو جاءت لحققت لنا السعادة ، لأن طلب هذه الأشياء مرتبط بحب السلطة والتملك ، أي ما يدفعنا لطلب هذه الأمور غرائزنا ، لاعتقادنا أنها ستحقق السعادة ، ومع كل تملك نكتشف أننا لم نحقق السعادة ، فنطلب أكثر ، ولا فائدة لأننا هنا لا نحاول أسعاد أنفسنا بقدر ما نحاول أشباع رغبة التملك ، والتي لا يمكن إشباعها .
لهذا علينا أن نمارس عملية الطرح لنقترب من السعادة ، فالجمع يجعل المسافة بيننا وبين السعادة تزيد .
مودتي
|