مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 07-02-2011, 02:16 PM   #3
الصباخ
هوية صامتة
 
صورة الصباخ الرمزية
 
تاريخ التسجيل: May 2003
البلد: Buraydah City
المشاركات: 12,458
ما سأقوله يعبّر عن وجهة نظري الخاصة وأؤكد فيه أنني سأقول ما أقوله من وجهة نظر محايدة حسب ما أرى.
لاشك بأن ما قام به شباب مصر يعد عملاً بطولياً ولم يكن محسوباً له حساب، لا على الصعيد الداخلي وأقصد الساسة المصريون ولا على الصعيد الخارجي وأقصد أمريكا وحلفائها.
إلا أن وفي خضم الأحداث يظهر لك جلياً أولئك الأشخاص الذين ينظرون للأمر من نظرة حكيمة بعيداً عن العواطف والانتماءات الفكرية والعقدية.
وحتى أصدقك القول بأنني صمت كثيراً وحاولت قراءة الأحداث ومن جميع الزوايا واطلعت على جميع وسائل الإعلام المؤيدة للنظام المصري والمعارضة له، وخلصت إلى نتيجة واحدة وهي:
أن النظام المصري نظام جبّار واتخذ من القرارات والأمور التي لم يحسب الجميع لها حساباً، واستطاع بحنكته ودهاءه أن يسيّر الأحداث حسب مسارها الذي يضمن له أفضل النتائج، ولا أخفيك حينها فقد انبهرت بما يقوم به، حتى أمريكا على قوتها وخبرتها لم تستطيع أن تخفي انبهارها بهذا النظام فهم في بداية الأحداث يحاربون حسني ثم في ليلة وضحاها قلبوا الأمر وأصبحوا يطالبون بجلوسه، ألم أقل لك بأن هذا النظام جبّار؟!
كنت أقول في نفسي بأن عامل الوقت مهم لأحد الطرفين، ومع مرور الوقت تبيّن لي حقيقة هذا الأمر إلا أنني تأكدت بأن عامل الوقت مهم لجانب النظام المصري، وهم يستفيدون من الوقت بكل جزئياته.
وتأخر الوقت إلى هذا الحد ووصول الأمر إلى ما وصل عليه يجعلنا أمام حقيقة واحدة وهي أن مطالب المعارضة لن تطبق بشكلها الكامل، لأن السقف عالي جداً.
ورقة الجيش اعتقد الجميع بأنها ستكون في صالح الشعب، وهي في ظاهرها لم تخالف توجهاته، إلا أن الجيش استخدم لحصر المعارضة في ميدان التحرير فقط، بمعنى أن جميع المناطق ستعود إلى سابق عهدها والاعتصام سيكون في ميدان التحرير.
حتى أولئك الأشخاص الذين يقولون بأنهم لن يتحركوا من ميدان التحرير إلا بعد خلع الرئيس سيأتي اليوم الذي يرحلون فيه إما برضاهم أو رغماً عنهم، ولن يرحل الرئيس بشكل فوري كما يعتقدون.
الرئيس المصري حسني مبارك كان منذ فترة ليست بالقصيرة يجهز لترك كرسي الرئاسة ويجهز الرأي العام لتقبل ذلك، إلا أن الأحداث التي حصلت عجّلت من عمله وجعلته يتخذ قرارات كان من المفترض أن تتخذ في ظروف أخرى.
عمر سليمان وزمرته هم زملاء وأبناء حسني مبارك ومدرسته، فهم ينتهجون نفس المنهج ويقومون بنفس السياسات، ووجودهم يعني وجود حسني مبارك وفكره، وتغير الأشخاص لا يغيّر القرارات أو يغيّر التوجهات العامة.
فالدولة بشكل كامل لا تعتمد على الأشخاص وإنما تعتمد على المؤسسات وهذا ما يحصل في مصر وغيرها من الدول الكبرى.
غياب حسني مبارك بشكل مفاجئ يجعلنا أمام فراغ سياسي لن يستطيع الآخرين حسابه نتائجه، وسيجعل مصر حينها مطمع للأعداء والحاقدين، لذلك لن يغيب حسني ولن يغيب نظامه.
دخول إيران وتركيا على الخط كان من المفترض أنه يضعف النظام إلا أن السحر انقلب على الساحر وأصبح النظام أقوى وأشد صلابة من قبل، وكان من المفترض أن هذه الخطابات والتصريحات تضعف النظام إلا أن العكس هو ما حصل.


الحديث عن مصر والتجربة الحاصلة حديث طويل ويلفه الغموض، والكلام يطول ويطول ولدي الكثير من النقاط ولعلي إن شاء الله أفندها في مقال منفصل.
لا أقول هذا الكلام حباً في النظام المصري إلا أن الحقيقة يجب أن نقولها، ورأيي الشخصي في النظام المصري واضح ولا يحتاج إلى توضيح، فهو نظام ظالم حارب وحاصر المسلمين في فلسطين، وهو ما يجعلك تكرهه وتكره زواله إلا أنه وفي مثل هذه الأحداث لا تود ذلك.
__________________

الصباخ | Buraydah City

الصباخ غير متصل