وقوع الغلاة في عرض الشيخ سلمان العودة
وهكذا الحال بين الحين والآخر , يخرج علينا غر جاهل صغير من خلف الكيبورد يفرد عضلاته , وليس له حظ من العلم الشرعي بالكاد حبة من خردل , وقد أرعد وأزبد بعدما كتب أو قرأ مقالا في منتدى أو مجلة خاوية من مقالات أهل العلم , فزّين له الشيطان وخيّل أنه عالم الزمان وسيد العصر والأوان وحقيقة شأنه كما في محكم القرآن " ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون "
عندما يأتي شخص في سن المراهقة ليرفع رأسه إلى السماء , ويقلب فيها نظره وعلمه الذي علم ولسان حاله يقول : هل ترى لها من فطور " , هذا الغر لمّا فكر وقدر ومن علمه قد استكثر , أشار ببنانه إلى أحد العلماء والدعاة , فقال : ما هذا العالم إلا مضل للبشر .
نسيّ هذا الغر القزم أنه ينتقد عالما وشيخا جليلا , قد شاب وهرم في تحصيل العلوم الشرعية أضعاف ما مضى من عمر هذا الغر , وهل يتجلى الأمر لهذا القزم لقياس المفارقة بينهما .
هذا الغر الغالي الصغير وزبانيته من الغلاة من وراءه لا يعلمون جيدا منزلة الشيخ سلمان عند بعض العلماء أمثال ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله , ولو علموا هذا ماانتقصوه ووضعوه عن منزلته , كما في الحديث الشريف " أنزلوا الناس منازلهم " . ولكن الغلاة لا يفقهون!
أليس هذا كاف في نشر خزي هؤلاء الغلاة أعداء الشريعة والعلوم والمعرفة , فليس لهم حظ من الكتاب ولا من السنة , بل ليس لهم في القياس أو استنباط الأحكام من شرع الله البتة .
وقد قال الأول : وقانا الله شر من لم يفرأ إلا كتابا واحدا .
وحين ينظر الإنسان إلى هؤلاء الغلاة وملاحظاتهم الشرعية , وتحديدا في العقيدة لرأيتهم أجهل الخلق في الشرع وأصوله , فكيف لهم في الفروع , إضافة إلى مخالفاتهم منهج الدعوة الذي بيّنه الله في الكتاب وكما جاء في السنة , وهم بذلك يحسبون أنهم يحسنون صنعا - زعموا - تقربا إلى الله . نسأل الله السلامة والعافية.
إن من اعتقاد أهل السنة والجماعة في مسائل أهل العلم والدعاة معلوم عند الصغير قبل الكبير والأمثلة في ذلك أكثر من أن تحصر , فحين يخطىء شيخ ما في مسألة ما , يجب علينا أن نبيّن الخطأ ومناصحته في ذلك , ولكي لا يأخذ به أحد من العامة دون التعرض لشخص الشيخ , وهذا هو منهج أهل السنة والجماعة.
سأل رجل أعرابي فقال : كيف استدللت على عيوبي , فقال الأعرابي له : بكثرة ذكرك لعيوب الناس.
هل تتعض ياهذا؟!
__________________
لقد وضع محمد صلى الله عليه وسلم مفتاح النبوة على قفل الطبيعة البشرية فانفتح على ما فيها من كنوز وعجائب وقوى ومواهب , أصاب الجاهلية في مقتلها وصميمها , فأصمى رميته , وأرغم العالم العنيد بحول الله على أن ينحو نحوا جديدا ويفتح عهدا سعيدا , ذلك هو العهد الإسلامي الذي لا يزال غرة في جبين التاريخ .
|