قال الشيخ ابراهيم الدويش: هل تصدقون أنه أجري استفتاء على أكثر من (750) سبعمائة وخمسين فتاة، .وعن الأسباب الرئيسة في انتشار مثل هذه الظواهر : أجاب سبع وثلاثون بالمئة (37%) منهن بأنه : الفراغ العاطفي. وذكر ثلاثون بالمئة (30% )أنه الجهل وضعف الوازع الديني وعدم الخوف من الله. وقال تسع عشرة بالمئة (19% )أن السبب هي: وسائل الإعلام. وقال خمس بالمئة (5%): انشغال الأهل عن المراقبة. وقال أربع بالمئة (4%): التقليد والشعور بالنقص.
وأوضح الدويش أن من أكبر الأسباب للمشاكل العاطفية كالإعجاب والمعاكسات هو: نقص الجانب العاطفي في حياة المعاكسين والمعاكسات، فالحب والمصارحة وحسن الرعاية والكلمة الحلوة خاصة من الوالدين لها أثر كبير ،وخاصة في فترة المراهقة ، فإن فقُدت لجئوا لتعويضه في سلوكيات منحرفة لسد هذا الفراغ، فكلمات الغزل والحب ، والخداع من الذئب، صادفت قلباً خالياً فتمكنا . وعكس ذلك أيضاً فالإفراط في التربية العاطفية كالدلع والدلال لها آثار عكسية وخيمة، والحل لا إفراط ولا تفريط . والتوازن في التربية الجادة ، والكلام في هذا يطول. والحق أنه: وإن لم تبدأ الفتاة فهي ضعيفة ، وذات عاطفة جياشة ، ومهما غضبت في المكالمة الأولى أو الثانية فإن الشيطان لها بالمرصاد ، فإن كانت النظرات سهم من سهام إبليس، فإن الكلمات من سهام شياطين الإنس.
وقال الدويش: إن هناك الكثير من الآباء مخلصين رحماء، وبررة أوفياء، وهناك الكثير من الأمهات ،لا يفتر اللسان من ذكر الله، ولا الجسد من ركوع وسجود، وهناك الكثير من البيوت لا تعرف إلا الستر والعفاف والحياء. ومع ذلك فإن الله تعالى يقول للمؤمنين الصادقين ; يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ;، ونحن في زمن كثرت فيه الفتن، وتلاطمت فيه أمواج الشهوات والمحن، إيمان إنطفأ نوره، فالعين مسحورة، والأذن مخمورة، وإعلام لاتنتهي شروره، وفتاة غضة مبهورة، وذئاب مسعورة،أفلا يُحصن العاقل سوره ؟!
وأضاف الدويش: إنها المعاكسات: خيانة وظلم، وتعدٍ على البيوت والحرمات، وهتك أعراض، واختلاط أنساب، وقتل أنفس وأجنة، وأمراض جنسية، وفضيحة وخزي وعار، هذا في الدنيا، وأهم من ذلك كله: جرأة على الله وغضب الجبار بارتكاب كبائر وفواحش وزنا.. إن المعاصي يجر بعضها بعضاً ، ويقود صغارها إلى كبارها، فيجب تحذير الأبناء والبنات من سوء استعمال الجوال، وخطر اللعب بالعواطف، فكم جَرّت تلك المعاكسات من بلايا، وكم سببت من مصائب ورزايا ، واسأل نفسك أيها الأب عن وسائل الإعلام التي في بيتك ومدى التوجيه منك لأولادك، أم أنك رضيت بالغث والسمين، وهذا هو حال بعض الآباء أصبح عوناً للشيطان على أبنائه، وربما بحجة متابعة الأخبار والمباريات، أو بحجة سهر الأولاد خارج المنزل، ومن هنا نعلم أي جناية نجنيها على الأولاد حين نقذف بهم وسط الفتن، ونتركهم يصارعون الشهوات، بدون إرشادات أو توجيهات. فراجع نفسك أيها الأب، وتذكر أنه شتان بين من ابتلي فاستتر، وبين من لا يبالي فعم الشر والخطر. ولعل أهم أسباب قضية المعاكسات: الفراغ بأنواعه؛ تقول إحدى التائبات ; إن الفراغ العاطفي الذي كان يوجد عندي، بالإضافة إلى ما تحدثه الأغنيات من حث على الحب والغرام ،وكذلك الأفلام العاطفية والمسلسلات، كل هذا دفعني إلى ملء هذا الفراغ بمجاراة أي شاب يتصل بي ،لا سيما إذا كان مصراً على الاتصال 0
وأوضح الدويش أن أنواع الفراغ، هي: الفراغ الزمني ، والفراغ العاطفي، والفراغ الروحي، ومن أراد العلاج، والوقاية خير من العلاج: فليحرص على ملء هذه الفراغات؛ فا لفراغ الروحي: بالتربية على الإيمان الصادق ، وزرع مراقبة الله والخوف منه في نفوس الأولاد، وتأصيل محبة الله في النفوس، ومن كان بالله أعرف كان لله أخوف . وأما الفراغ العاطفي: بإشعارهم بالعطف والرحمة والحنان، وفهم نفسياتهم ،وإشباع عواطفهم الحب ،والتقدير والاحترام. وأما فراغ الأوقات: فيملأ بالنشاطات النافعة كقراءة القرآن وحفظه، وسماع الأشرطة ، وقراءة الكتب والمجلات النافعة ،وممارسة الهوايات المفيدة، لا عبوا أولادكم، وشاركوهم مجالسهم، وشجعوهم لكل خير، وحذِّروهم من كل شر . وكل مطلع يعلمُ أنه لا يمكن أبداً أن تقف المعاكسات عند حد المهاتفات، بل إن المعاكس يستعجل اللقاء فلا وقت لديه لمجرد الحديث والكلام .وقد اعترفت بعض التائبات أن أفضل الأوقات للقاء بفارس الأحلام المزعوم هو: الصباح وبعد أن تُوهم وليها بالدخول للمدرسة أو الكلية .كما اعترف بعضهن أنهن يتفقن على الخروج للأسواق، والرجوع للمدرسة قبل نهاية وقت الدوام. وكم شكا الكثير من المعلمات،عدم التواصل من الآباء والأمهات . بل إن الإدارة في إحدى المدارس اتصلت على بيت إحدى الطالبات، ووصت لأبيها عشرات المرات، ولكن لا حياة لمن تنادي ؟! ثم إن الغالب أن المعاكسات لا تبدأ إلا في ساعات متأخرة من الليل ،وهل تحيا الخفافيش إلا في الظلام، وربما بعد الظهر وأهل البيت نيام ، وأحياناُ كثيرة يصاحب هذا لقاءات وخلوات في الليل حتى ساعات الفجر الأولى. بل العجب أن بعض المعاكسات تعاكس وهي جالسة وسط أهلها وبين أبويها، فهي تتحدث بضمير الأنثى وباسم أنثى كأنها تتحدث مع صاحبة لها. ومن التنبيهات للآباء في مثل هذه المشكلة: أن لا يتسرع الأب في الحكم على ابنته، لأن بعض الذئاب من لصوص الأعراض يتعمد تشويه سمعة الفتاة عند أهلها خاصة إذا أغلقت السماعة في وجهه مرات، فهو يهدد أن يتهمها كذباً وبهتانا، فتخاف المسكينة من عدم تفهم أبيها للأمر، هذا إن كان لديها الجرأة بمصارحته، وكم شكت كثير من الفتيات أمثال هذه التصرفات، كما شكت الكثيرات: سعة الفجوة بينهن وبين أهلهن؟!!
وقال الدويش: مارأيك أيها الوالد العزيز لو كنت قريباً من أولادك، وذكرتهم باستمرار بخطورة المعاكسات، وعدم الخضوع في القول عند الإجابة على الهاتف خشية أن يطمع الذي في قلبه مرض، وأكدتَ أنك تثق بهم لكن النفس تحتاج دوماً للتذكير خاصة في زمن الشهوات والفتن، وإياك وسوء الظن بالبنات بل شجعهن على رفع الأمر إليك إذا استمر ذئب بالإزعاج والاتصال، لتتولى أنت بنفسك الرد والتصرف. ولا تجعلها بين أمرين أحلاهما مر، فالمصارحة والثقة المتبادلة تقتل القلق والتردد، وتربي على الشجاعة وعدم الخوف ، وقطع دابر الشر من البداية ، فهل يتنبه الآباء لمثل هذا ، فالأمر في غاية الأهمية، فكم من فتاة لا تستطيع ولا تتجاسر بحال أن تصارح أباها أو حتى أخاها بمضايقات من شاب (ما) خشية أن يتهموها؟ وربما استجابة لذلك الذئب ولو بمجرد كلمات خوفاً من تهديداته بإبلاغ أهلها بمجرد أنها ردت عليه؟!! فلماذا ضعف الثقة وهشاشة العلاقة بين البنت ووليها إلى هذا الحد؟!. نسأل الله أن يجمع ويؤلف بين قلوب الآباء والأبناء.
اشكرك على طرح مثل هذي المواضيع
الله يجزاك خير
__________________
*
*
*
آخر من قام بالتعديل جيهان; بتاريخ 24-02-2011 الساعة 02:01 PM.
|