أشعلت تلك البطاقة شمعة في قلب أم أحمد و بثت في نفسها الطمأنينة بأن صديق إبنها قد يكون من أسرة (متحضّرة) بحسب فهمها للحياة وأنه أيضاً يحمل من البراءة ما تؤهله لأن يصبح أول صديق لولدها المدلّل ..
إستطاعت أم أحمد أن تشرح لوالده مشكلة إبنهما التي قد يواجهها في المستقبل و شرحت له أيضاً مدى أهمية أن يكون له أصدقاء يأخذ منهم و يتعلّم على أيديهم أساليب .. الرجولة .. بعيداً عن أجواء المنزل و نعومة .. أخواته الست ..
أما أحمد فلم يكن متحمساً لحضور فهد إلى المنزل ولكن لمّا أخبرته والدته عن موافقة والده و موافقتها أيضاً أخبر زميله في الفصل .. فهد .. بأنه يستطيع زيارة منزلهم ..
فهد .. والذي لم نتحدّث عنه كثيراً .. لديه أصدقاء كثر .. معظمهم أكبر منه في السن .. تعرّف عليهم في عدة أماكن .. أحدها السوق حيث يعمل هو هناك في أوقات فراغه لمساعدة والده ..
بعد أن إنتهت زيارة فهد لمنزل أحمد أخبره عن رغبته في أن يكرّر تلك الزيارة لكن بحضور عدد من أصدقائه .. ولم تُقابل تلك الرغبة بالرفض من قبل والد أحمد كالسابق و حازت على تأييد قوي من قبل والدته ..
مضت الأيام بسرعة و كوّن أحمد عدة أصدقاء له بواسطة صديقه فهد والذي لم يعد زميله بالفصل فحسب .. حتى أصبحت لديه الجرأة في الخروج معهم إلى أماكنهم الخاصة .. كالإستراحات و المقاهي ..
وفي أحد الأيام .. و عندما كان أحمد جالساً مع أصدقائه .. إقترب منه أحدهم كان يلقّب بـ الشايب نظراً لكبر سنّه و سأله:
أخواتك متزوجات؟
أحمد: لا .. معظمهن يدرسن في الثانوية و المتوسطة
الشايب: هل تزوجني أكبرهن سنّاً؟ .. وأتبع سؤاله بضحكة هستيرية يريد بها إبلاغ أحمد بأنه يمازحه لا أكثر ..
أحمد: أمممم .. ألست متزوّجاً؟
الشايب: لا لستُ متزوجاً .. ولا أريد الزواج مطلقاً ..
أحمد: أها
الشايب: هل تشعر بالإحراج كونك الولد الوحيد من بين عدة فتيات؟ و هل يجعلك ذلك تشعر برجولتك؟
أحمد: لم أفهم؟!
الشايب: أقصد .. هل إذا إقتربت منهن تشعر بالحياء؟
أحمد: أيضاً لم أفهم سؤالك؟!!
الشايب: الآن أنا رجل وأنت رجل .. إن إقتربت منك هل تشعر بالحياء منّي؟
أحمد: قليلاً .. لكن إن كنت أعرفك من قبل فلا أشعر بالحياء منك مثلما قد أشعر به عندما لا أكون أعرفك كثيراً .. أمّا أخواتي فلستُ متأكداً ..
وضع .. الشايب .. يده على كتف أحمد و بدأ يضغط عليه بنعومة و يقول .. هكذا يجب أن يكون الرجل الذي يثق بنفسه .. ثم أخذ يمرّرها حول عنقه و باتجاه ظهره ..
شعر أحمد بقشعريرة في جسده لكنه صمد لأنه لا يزال يستمع إلى حديث .. الشايب .. عن الرجولة .. بعد ذلك نهض الشايب من مكانه و أخبر أحمد بأنه يجب أن يعامل أخواته بحنان و أن يلاطفهن كأخ كبير لهن لكنه يجب أن يكون بعيداً جسدياً عنهن حتى لا يخسر رجولته .. أمّا إقترابه من الرجال فلا عيب فيه لأنها صفّة تمنحهم المزيد من الثقة و القوّة ..
مع مضي المزيد من الأيام بدأ أحمد ينفر من أخواته و يتودّد إلى أصدقائه .. خاصة الشايب .. حتى أصبح يشعر برغبة في الإقتراب منه جسدياً .. ولم يكن يعلم بأن وراء تصرفات الشايب .. أهداف خبيثة ..
وفي يوم خميس .. خرجت أسرة أحمد إلى إستراحة عمّهم الأكبر وكان أحمد لا يحب الخروج معهم لأنه إن ذهب فسيقضي معظم وقته مع نفسه نظراً لتباين السنّ بينه وبين أبناء عمومته هذا بالإضافة إلى عدم وجود تفاهم بينه و بينهم من ناحية الأفكار و الأحاديث ..
لذا فضّل الجلوس بالمنزل على الذهاب معهم .. وأثناء تواجده وحيداً بالمنزل طرأت عليه فكرة الإتصال بأصدقائه ليحضروا إليه و لم يكن أحد منهم في تلك الليلة متفرّغاً له سوى .. الشايب .. الذي حضر إليه دون تردد وأخبره بأنه كان منشغلاً مع أهله لكنه .. أي أحمد .. أهم بالنسبة إليه منهم ..
دار حديث بينهما حول الرجولة و أخذ أحمد يسأله عن عدة عوامل تجعل من الرجل مقبولاً من قبل الرجال الآخرين .. أجاب على تساؤله الشايب بأن أحد أهم العوامل هو جسد الرجل والذي يجب أن يكون جميلاً .. كجسده .. أي الشايب .. ثم خلع ثوبه ليريه مدى تناسقه و جماله و طلب من أحمد أن يقوم بخلع ثوبه وملابسه الداخلية لكي يشاهد إن كانت لديه نفس الصفات الجسدية ..
في الحقيقة قد لا تخفى على الكثيرين منكم أهداف .. الشايب .. من خلال سردي للقصة و رغبته الخبيثة في إستغلال جسد أحمد المسكين والذي وجد نفسه فريسة لذلك الوحش في لحظة غفلة من والديه و تبلّد أحاسيس و إنعدام أمانة جيرانهم الذين لاحظوا حضور ذلك الرجل الكبير في السنّ إلى منزلهم أثناء غيابهم و لم يقوموا بإبلاغهم ..
النتائج كانت سيئة على نفس أحمد ..
و قد عاد إلى طبيعة الإنطواء السابقة .. لكنها هذه المرة ومع الأسف .. حتى مع أهله ..
عذراً على الإطالة ..
دمتم بخير
آخر من قام بالتعديل بندر 1430; بتاريخ 27-02-2011 الساعة 01:48 PM.
|