أبو حامد الغزالي
وهو الإمام الكبير الذي ملأ العالم الإسلامي بفكره وعلمه في كافة أطواره وفي كل مؤلفاته وكان ولا يزال مثار جدل كبير ، وقد تأثر بأفكاره أكثر العلماء الكبار الذين جاءوا بعده من أمثال ابن تيمية والشاطبي وغيرهم كثير
وقد اتسمت منهجيته في تناول هذا العلم بميزات متعددة منها :
اشتراطه لمعرفة المنطق بدلا عن علم الكلام للفقيه .
محاولتة لمزيد ضبط للقدر المطلوب من كل فن
تأكيده على تبلور كثير من العلوم في وقته ، بعد أن كانت مباحث متفرقة
وهي علم الحديث وعلم اللغة وعلم أصول الفقه
ضبطه لمقاصد الشريعة أكثر مما سبقه به شيخه الجويني .
5 – موسوعيته واضطراب أقواله وأحواله التي أثرت بشكل كبير في كل من أتى من بعده .
الشاطبي
وهو يعتبر من المجددين بلا شك في أصول الفقه ، وذلك في طرحه لمقاصد الشريعة في كتابه الكبير الموافقات ، وقد فصل فيها تفصيلا كثيرا
وقد أضاف بهذا العلم إضافات ضخمة للفكر الأصولي خاصة وللفكر الإسلامي عامة
حيث استطاع إعادة بث الروح في الشريعة التي كاد الفقهاء والأصوليون قبله أن يجعلوها معادلات رياضية جامدة تتعامل مع متغيرات البشر والواقع والأزمان وكأنها أرقام بحتة ، عبر متون بالية تجتر كلام البشر بتقديس زائف وانبهار معشٍ ، بعيدا عن التجديد والنقد والبناء
وإسهام الشاطبي في تجديد أصول الفقه إسهام ضخم جدا يحتاج تفصيله لوقفات أطول من هذه العجالة ربما عدت لها لاحقا .
لماذا التجديد ؟
لأنه علم بشري يعتريه النقص والخطأ بالضرورة .
مادام بشريا فهو متأثر بالظروف والأحوال المتغيرة ، فلزم أن يتغير مثلها .
إثبات صلاحية الوحي المقدس لكل زمان ومكان ، بخلاف اجتهادات البشر.
المطالبون بالتجديد
وهم فئات متعددة منها
1- غلاة العلمانيين ، حنفي ، أركون
2- المنسوبون للعلمانية ، كالجابري ، وحديثه عن المصالح المرسلة خير شاهد على تخبط علمي غريب على مثله ، وذلك من خلال البحث الذي يكتسي لبوس العلم في حين أنه في الحقيقة يسعى لإثبات نتيجة تم الوصل إليها مسبقا !!
- دعوات غير المتخصصين في علم الأصول بشكله التقليدي كا الدكتور حسن الترابي و الدكتور محمد عماره وأمثالهم
– هنا آراء لم أطلع عليها بعد ، تتمثل في كتابات محمد شحرور ، جمال البنا
- دعوات المتخصصين وهي على قسمين :
أ/ التجديد في الشكل والمضمون ، القرضاوي و الريسوني و العلواني ، و الغماري وأحمد أحمد ، قضايا المنهجية ص 375
ب/ تجديد في الشكل وطريقة العرض فقط ، الخضري ، أبو زهرة ، خلاف ، الفرفور وغيرهم
وفي القسم الأخير بشقيه يكمن الرجاء وينعقد الأمل
عوامل لابد منها لنجاح دعوة التجديد
التمكن العلمي من علم الأصول والعلوم المساندة له .
الموضوعية والحياد ، والبحث عن الحقيقة ، وليس الاعتقاد ثم الاستدلال
إعلاء قيمة النقد وتنمية النزعة النقدية ، حتى لطرحهم التجديدي
الجرأة على الإبداع ، ومخالفة السائد والمألوف ، المقترنة بالحكمة التي تعصم من الاستعجال المضر .
القدرة على استيعاب الهجوم المضاد من حراس القديم .
- الوضوح والشفافية في الطرح وفي مراجعة الأخطاء .
7 – القدرة الذهنية على التعامل المنضبط مع النص الشرعي بعيداً عن القوالب البشرية .
لماذا يخافون من التجديد
ينتشر في أوساط الإسلاميين المحافظين – إذا صح التعبير – الخوف من التجديد وخصوصا فيما يحلو لهم تسميته بالعلوم المعيارية ، ويصاحب ذلك الخوف ريبة شديدة من الدعوات للتجديد ، بل و التخندق والانكفاء على الذات واتخاذ المواقف المعادية تلقائيا ، وتصنيف كل من يدعو لذلك التجديد ضمن مجموعات ضالة تحارب الدين وتسعى لهدمه ، في ارتفاع لصوت الخوف والتعصب على صوت الحكمة والبحث عن الحقيقة ، ولكن هذا الخوف له أسبابه التي ربما تجعلنا نقترب من فهمه وتحليله ، فمنها :
1 – الخلط بين النص المقدس ، المطلق عن قيود الزمان والمكان ، وبين العلوم التي تخدمه من فقه وأصول فقه ونحوها .
2 – الغيرة الزائدة على الدين الذي أصبح في العقل الجمعي الإسلامي يعني الوحي المقدس والأشكال والقوالب الموروثة التي كانت تعنى أساساً بتفسير الشرع والتعامل مع نصوصه ، تلك الغيرة تورث الخوف على الدين (كنص ) مختلطاً بالدين ( كأشكال وقوالب ) كانت في يومٍ من الأيام تؤدي إلى ترسيخ الدين (النص) وتزيد مكانته بين المجتمع .
هذه الغيرة الزائدة تورث الولاء التام لتلك القوالب والأشكال والعداء الذي لا يقل عنه لأي محاولة لتغيير تلك القوالب وتطويرها وتجديدها بما يلائم التطور الفكري والعلمي والاجتماعي ، والحضاري عموماً .
3 – تجاوزات ودعاوى عدد من المطالبين بالتجديد في مطالبهم التجديدية وظهور آرائهم الشاذة ، وتمسحهم بالعلم الشرعي والتجديد، مما جعل البعض يستريب من (كل ) دعوة لهذا الأمر .
مظلة دعوة التجديد
وهي مظلة النصوص الكثيرة المبثوثة في الكتاب والسنة تدعو للتفكر والتدبر في آيات الله الكونية والشرعية ، وأن الوحي لا تنقضي عجائبه بخلاف فهوم البشر وعلومهم
ويمكننا هنا الاستئناس بالحديث الذي يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم حول التجديد ونصه : ( يبعث الله لهذه الأمة على رأس كل مئة عام من يجدد لها دينها )
وهذا الحديث رغم الجدل الكثير الذي يمكن أن يثار حوله يمكن أن نأخذ منه أمرين مهمين لهما شواهد في غيره هما :
أن متوسط العمر الافتراضي لقدرة الأشكال والقوالب البشرية على التعامل مع النص الشرعي وإيصاله للناس وربطه بالواقع في أبهى صوره هي مائة عام .
أن هذا التجديد يعني أمرين
أ/ فهم جديد لنصوص الوحي التي لا تنقضي عجائبها ، بينما تنقضي عجائب مناهج البشر و فهوم البشر مهما بلغوا من العلم والتقوى .
ب/ تنزيل جديد لهذا الفهم على الواقع ، وهو ما يعني ضرورة ابتكار مناهج جديدة ومتطورة لضبط هذا التنزيل تناسب الظروف الضخمة التي تستجد بشكل متسارع .
__________________
 [l] قاطع [/l]
: 12 : 12 :S :S : 12 : 12
[gl]عزوز كسر البزبوز يا ويله من العجوز[/gl]
|