مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 23-04-2002, 09:13 PM   #2
azoz
عـضـو
 
صورة azoz الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2002
البلد: عشت حمام
المشاركات: 70
تابع

بل هو المسئول عن تحول الفكر الإسلامي من إصلاحـي محافظ إلى ثوري راديكالي




سيد قطب لم يُفهم، كما يجب! حُمَّل كلام سيد قطب، أكثر مما يحتمل ! سيد قطب> مات قبل أن يقول كل ما يريد !!! هذا هو عين الاعتذار، وكبد التسويغ، ونخاع التبرير .. ففي سبيل الاعتذار والتسويغ والتبرير، لأفكار سيد قطب الدينية المتطرفة، نتهم عقولنا، أنها لم تفهم أفكاره كما يجب، ونطعن في أخلاقنا ونزاهتنا العلمية، بأنها حَّملت كلامه أكثر مما يحتمل، وندخل في متاهة ميتافيزيقية، لا ساحل لها، وهي أنه أُعدم قبل أن يقول كل ما يريد. رغم تضافر نصوصه الفكرية في مرحلته الإسلامية الأصولية، والمآلات التي انتهى إليها المتأثرون به، الذين حاولوا ترجمة أفكاره / عمليًا / على أرض الواقع من مطلع السبعينيات الميلادية، إلي يومنا هذا، سواء أكانوا جماعات أم أفرادًا، في أن سيد قطب، نصًا وتاريخًا، كان مسؤولاً في المشرق العربي عن تحول الفكر الإسلامي السني في العصر الحديث، من فكر إصلاحي محافظ، إلى فكر ثوري راديكالي. رغم هذا وذاك، إلا أننا لا زلنا نتهم عقولنا في مستوى فهمها وإدراكها لنصوصه، ونضرب بوقائع حوادث التاريخ الدالة التي تؤكد مسؤوليته تلك، عرض الحائط، وكأن سيد قطب، نصًا وتاريخًا، لا يأتيه الباطل لا من بين يديه، ولا من خلفه.
إن نص سيد قطب الفكري في مرحلته الأصولية، ليس حمال أوجه، وإنما يحتمل وجهًا واحدًا غير قابل للتثنية، وهو وجه التطرف والغلو، والمنغلقون على نصه بحسبانه الإسلام الحق، على نحو آلي ومنطقي، سيكونون من المتطرفين والغاليين. فنص سيد قطب لم يكن نصًا إبداعيًا رمزيًا، أو فيه من شطحات المتصوفة، فهو نص ثقافي مباشر، أراد من خلاله إحداث تغيير ثوري شامل في فهمنا للحقيقة القرآنية وللماضي الإسلامي وأوضاع مجتمعاتنا الإسلامية المعاصرة، سياسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا وثقافيًا وفكرياً. والرجل، كان كاتبًا أدبيًا مجيدًا، يفهم ما يكتب، ولم يكن يكتب ما لا يفهم، كما هو حال بعض الكتاب الأكاديميين المتحذلقين. إن سيد قطب على نحو تشبيهي، من حيث أثره العملي، هو / ماركس / العالم العربي، والجماعات الدينية الغالية التي خرجت من معطفه، هي / لينين / أفكاره. وقد تعدي تأثيره العالم العربي إلى العالم الإسلامي، بلغاته المختلفة التي ترجمت إليها مؤلفاته الإسلامية. وحين قلت إن سيد قطب نصًا وتاريخًا، كان مسؤولاً في المشرق العربي عن تحول الفكر الإسلامي السني في العصر الحديث، من فكر إصلاحي محافظ، إلي فكر ثوري راديكالي، وهي ملحوظة سجلها أكثر من باحث، ممن تعرضوا لدراسة فكر سيد قطب. وسأشرحها بالآتي : في أثناء فترة اعتقال الإخوان المسلمين في سجون الناصرية في الخمسينيات والستينيات الميلادية، تعرضوا لتعامل قاسي ووحشي من قبل معتقليهم وجلاديهم، فنشأت لدى بعض شباب الإخون المسلمين فكرة التكفير، ويؤرخ لذلك بأواخر الخمسينيات والستينيات الميلادية، هؤلاء الشباب كانوا من المتأثرين بسيد قطب، الذي تجمعهم به صحبة السجن. وكان سيد قطب يمثل خطًا راديكاليًا ثوريًا جديدًا في إطار فكر الإخوان المسلمين، وقد استلهم الإضافة الجديدة التي أهلته أن يقود / أو بمعنى أصح / أن يؤسس لذلك الخط الراديكالي الثوري داخل فكر الإخوان المسلمين، من أبى الأعلى الموردي وأبي الحسن الندوي، خاصة فكرتي: الحاكمية والجاهلية، وقد نظّر لهاتين الفكرتين على نطاق واسع في كتبه وتفسيره الشهير / في ظلال القرآن الكريم. وبما أن الإخوان المسلمين في خطابهم العقدي كانوا لم يصلوا إلى موقف واحد ثابت من الأنظمة السياسية العربية المسلمة، التي لا تطبق شرع الله، شكل فكر سيد قطب سد الفراغ في هذه المنطقة المتذبذبة والرخوة من مساحة التنظير السياسي والاجتماعي العقدي في ذلك الخطاب. أما الأنظمة السياسية الإسلامية التي تطبق الشريعة الإسلامية، فكانت حسب تفكير سيد قطب تطبق جانبًا واحدًا من (الحاكمية الإلهية) وهو الإسلامي الطقسي. وحين أفرج عن الإخوان المسلمين سنة 1971م، كان فكر بعض هؤلاء الشبيبية تخمّر ونضج تكفيريًا من داخل السجن، ومن بين المصادر التي اطلعوا عليها، إضافة إلى فكر سيد قطب، فكر الخوارج. وفكر سيد قطب غير بعيد عن فكر الخوارج، فالجهاد من حيث ترتيب أولوياته ومراحله، يجب أن يكون موجهًا ناحية المسلمين الذين يتسمَّوْن بالإسلام، وهم في حقيقتهم قد ارتدوا إلى (الجاهلية) ـ حسب اعتقاده ـ وذلك قبل أن يوجه إلى من هم على غير الدين الإسلامي من الدول والمجتمعات (الكافرة). وهذا الفرض الديني العقدي يجب أن يطبق ابتداءً على مستوى فردي وذلك قبل أن يتحول إلى مستوى جماعي. على ضوء هذه الأفكار نشأ مسلسل العنف الأصولي في مطلع السبعينات الميلادية جماعة الفنية العسكرية 1974 م ، جماعة التكفير والهجرة 1976 م / واستمر إلى يومنا هذا، ذلك العنف الأصولي الذي كان في بعض أشكاله تحول إلى عنف متبادل ما بين الجماعات الجهادية الأصولية نفسها، والذي كان ينتهي بالتصفية والإعدام، ووقائع هذه الأحداث ـ كما هو معروف ـ نشأت في مطلع السبعينات الميلادية. إن من يدفع عن سيد قطب تهمة التطرف والغلو، هم فئات عدة هي : üالفذةالقطبية أو القطبيون، ولا ننتظر من المريد أن ينتقدوا وليه. ü بعض فئات الإخوان المسلمين، الذين لا يتفقون مع تطرف وغلو سيد قطب، لكن لأنه ينطلق من المبادئ الكلية لدعوة الإخوان المسلمين، يلتمسون له الأعذار، خاصة أنهم استخدموا حادث إعدامه إعلاميًا وشعبيًا في التجيش والتعبئة المضادة ضد نظام سياسي لدود، لهم معه ثأر تاريخي، مروي بالدم والتعذيب والتشريد وهو النظام السياسي الناصري، فالقول بأن سيدًا كان متطرفًا ومغاليًا، من شأنه في اعتقادهم، أن يبرئ ساحة الناصرية من آثامها وعنفها، والأهم جريمة إعدامه، وآخرين من حركة الإخوان المسلمين وهو قول غير صحيح. بعض فئات الإسلاميين غير الحركيين الذين يجدون صعوبة روحية ونفسيه في إدانته بالغلو والتطرف، نظرًا لصدور سيد قطب عن كليات الدين الإسلامي ومبادئه العامة. إن صدق سيد قطب مع نفسه، وإعدامه في سبيل القضية التي ناضل من أجلها، يجعل النظرة له عاطفية رومانسية، وليست عقلانية وواقعية.
__________________
[l]قاطع [/l]
: 12 : 12 :S :S : 12 : 12
[gl]عزوز كسر البزبوز يا ويله من العجوز[/gl]
azoz غير متصل