رفقا يا أمتنا بالتكفيرييين
نعم رفقاً !!
الحمد لله المحمود على كل حال ، وأصلي وأسلم على حبيبنا والآل ثم أما بعد :
كثير هم الذين يتحدثون في المنتديات العامة أو في الإعلام المقروء أو المرئي أو المسموع عن التيار التكفيري و آثاره ، ولا يعدو حديث أحدهم عن اللوم والعتاب الشديدين ويثني بفترة المراهقة ومحدودية العقل ويثلث بالتنديد والشجب والاستنكار ، ولو بقي في قاموسه بعض المفردات لساقها مع تلك .
ولكن ما هكذا تورد يا قوم الإبل
أنا أخالف ، ولا أخالف ، ولست متناقضا ! نعم ! بل أنت متناقض ! لا هكذا دار حوار بين العقل والعاطفة ، فهاكم ...
العاطفة
أيها العقل لستَ أنت من يقيدني ، ولستُ ألعوبة تشتريها بثمن بخس ، تقلبها أنى شئت وتقبلها متى شئت وتلقبها ما شئت ، إنما أنا سحابة لايغشاني دخن ، ولا يصلني نباح وهيهات هيهات السفول إلى المتخاذلين عن ركاب الحق وسفينة النجاة فإن لي نفساً أبية عزيزة لا تقبل الضيم والإذلال .
ترى الجهاد غلقت أبوابه وحورب أربابه ، وصيحات المستضعفين تحت دوي المدافع وضربات الطائرات ورحمة العدو الغاشم ، كيف تريدني أن أهدأ ودماء المسلمين تراق رخيصة ، ولا مجيب ، ولكأني بامرأة تربص بها العدو الدوائر تقول : وا مسلماه ، وسواد يلوح لي من بعد ، يرسل القلب نداه ( حي على الجهاد ) والله عز وجل يقول ( يا أيها الذين آمنوا مالكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض ) ، فيا أسفى على أرواح أزهقت وأعراض انتهكت وبيوت دمرت وأطفال شردت ، فلعل العوض في أحفادهم في جزيرة العرب، وفي الخونة المتخلفين كذلك الذين سدوا كل صوب يؤدي إلى ساحات الوغى ، عطلوا شريعة الله ، فلجباههم أحرى أن تلقم طلقات الرصاص ، جزاء صنيعهم ، وما توفيقي إلا بالله !
العقل
عزيزتي العاطفة ... رويدك رويدك ،
إنما مثلي ومثلك كمثل زوجين اختصموا عند قاض ، فقضى بعدل ، مع رباط وثيق يصل بين القاضي وكل واحد منهما ، فالزوجين هما أنا وأنتِ والقاض هو الشرع المنزل من رب العالمين .
إني أغبطك على غيرتك وحرقتك على أحوال المسلمين ، فأنت ممن يرققني حينما أتحجر وأثبط أهل العزائم .
إن عبدتي يسيئون إلي حين يقدموني على الشرع ، وماعلموا أني أنا العقل ولا أعارض النقل إلا حينما أكون معتلا سقيماً ، فليتهم قرؤوا ( درء تعارض العقل والنقل ) لشيخ الإسلام ، بل ضلوا حين حكموني وجعلوا حكمي قاطعا ، فربما أكون صلبا كبعض الرجال وربما تكوني رقيقة كبعض النساء ، فلتصحبيني عزيزتي إلى القاضي .
العاطفة :
لحظة !!
تالله إنك لفي ضلالك القديم ، هؤلاء كفرة مرتدون ، لايدينون دين الحق ، أخبث من قادة يهود ، فلا يتخلف عن جهادهم إلا منافق معلوم النفاق ، وأيم الله لهذا الحق الذي لايبغي غيره إلا سفيه مثبط ، وإن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب ، سأعد لهم معركة وسيرون نتاجها ، وليحق الله الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين .
العقل
عزيزتي
إنك آلمتني بأحوال المسلمين المستضعفين ، وما يجري لهم في كل مكان في العالم ، ولكني أتروى في ماقلت من قتل المعاهدين ، وكذلك
من قتل المسلمين الآمنين بحجة تكفيرهم ، فهل هم خارجون عن الدين ؟!
العاطفة
يا أحمق ، تتروى في ماذا ؟ والله ليضربون بالسيف غير مصفح ، ولتطهر جزيرة العرب من أرجاس اليهود والنصارى .
العقل
لعلي أغضبتك ، ولكن ...
رأيت رأيا ، لعلي أطرحه عليك قبل أن نختصم إلى القاضي .
العاطفة
قل ، ولا تتميع .
العقل
إن غيرتك فاقت الحدود ، فما رأيك بأن تضبط بضوابط الشرع .
العاطفة
ضوابط الشرع : السيف حتى يحكم الله بيننا وبينهم .
العقل
ويحكِ ، أفيقي ، ولا تكوني جياشة .
العاطفة
هكذا أنتَ وجنسك ، دائماً تقولون : أنتِ تبالغين ، وتنادوا دائما بأن نصبح متوازنين ، أي توازن تقصد ؟ دع عنك هذا الهراء .
العقل
يافهيمة ، ستغرقين وتندمين ، ثم تعودي إلي جاثية الركب مطأطأة الرأس ، ثم تقولي : هات ماعندك ، لست مسئولا عنك بعد ذلك .
العاطفة
أخفتني ، ماذا تقصد ؟ قل ، سأسمع .
العقل
لا بد من التريث وقت الفتن و
العاطفة
أين أنت ، تحدث ، عزيزي .
العقل
لا تقلقي كنت عند النافذة أطالع حقل المصالح والمفاسد .
العاطفة
هيا تحدث هيا هيا .
العقل
أعود لما قلت ( لابد من التريث وقت الفتن )
العاطفة
لماذا قل كلامك لما قبلت محاورتك ، وفي البداية كنت تصب كلامك صبا .
العقل
إن العدو يتربص بنا أيما تربص ، ويتحين الفرص لإلقاء شباكه ، فهل تري عزيزتي أن من المصلحة أن نتناحر بيننا ، ويكون جهادنا في الداخل ، تقتل أنفس بريئة معصومة وأنفس مستأمنة ، ويتمزق جسد الأمة الذي أثخنته الجراح ، ويتربص بنا العدو الدوائر .
العاطفة
ما الحل إذاَ ؟!
العقل
إن من يستخدمني استخداما ساذجا ، يمكنه القول بأن الحل هو كذا ويقف ، ولكنْ من يحسنون استخدامي ، يقولون : إن المشكلة ولو تجذرت ، لها أكثر من حل ، ولا يمكن أن يكون هناك حلا واحدا فقط للمشكلة ، وإن ...
العاطفة
بدأت نوعا ما أقبل حديثك ، فواصل لعلي أقتنع .
العقل
عودا على حديثي ( أرجو عدم المقاطعة) فأنصفيني كما أنصفتك ، و ...
العاطفة
حسنا سأنصفك .
العقل
أي إنصاف ، تشهري السكين مرة أخرى على حديثي ، ثم تقولي : إنصاف .
العاطفة
اختبرك (هل أنت اسم على مسمى ) .
العقل
دعينا من الممازحة .
رأيي أن يجتمع أهل الحل والعقد وأهل الدين وأصحاب العقول الواسعة المدارك ، و
العاطفة
مداخلة سريعة - من غير قطع لواردك - وفخامة أصحاب العاطفة معهم ، و إلا لن أقبل كلامك .
العقل
سأتحمل مقاطعاتك وإن كانت من مقوضات الحوار ، وبالمناسبة والشيء بالشيء يذكر عبارة (من غير قطع لواردك ) هذه عبارة غبية ، يُقطعُ الحديث ومن ثم تقال ، كيف ذلك ؟!
أما بالنسبة لحضور أصحابك فهم متحدون مع أصحابي لايطغى بعضهم على بعض .
فلقد أنصفنا يوما ما ، ذاك المسجى بلحاف والذي يرقد على السرير الأبيض ، أسأل الله أن يشفيه وأن يجمع له بين الأجر والعافية
العاطفة
من ؟ أبو محمد النجدي .
العقل
نعم
العاطفة
ماذا قال ؟ بالله عليك أخبرني .
العقل
هاكِ هذا الرابط
http://www.buraydahcity.net/vb/showthread.php?t=43727
العقل
أُكمل حديثي ( أسأل الله أن يحميني من مقاطعاتك)
رأيي أن يجتمع أهل الحل والعقد وأهل الدين وأصحاب العقول الواسعة المدارك - وهؤلاء هم صناع القرار - على طاولة الحق ويتباحثوا أحوال المسلمين ، ويخرجوا بمخرجات مدروسة بشكل جيد .
العاطفة
ياحبيبي ، أنا الآن أحتار فيما أختار .
العقل
لمَ الحيرة ؟
العاطفة
لا زلت .....
العقل
هل نسيت وعدنا مع القاضي ؟
العاطفة
ذكرتني ، ذكرك الله الشهادة
هيا فلنذهب
العاطفة
أيها العقل ( ماهذا ) ؟
العقل
محكمة العدل الإسلامية .
هيا ندخل ...
العقل
أيها القاضي .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القاضي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
العقل
هذان خصمان اختصموا في أمرهم ، فاحكم بيننا .
القاضي
هات ماعندكما
العاطفة
أنا الأولى ، أمري كذا وكذا .
القاضي
وأنت أيها العقل ، هات ماعندك .
العقل
وأنا شأني كيت وكيت .
القاضي
بسم الله الرحمن الرحيم
أولاً :
سأكمل الحوار لاحقا بإذن الله
أخوكم مؤمن آل فرعون