كما هو معلوم أن الناس خُلِقوا للاجتماع لا للعزلة ، وللتعاون لا لينفرد كل واحدٍ بمرافق حياته ، فالمداراة تزرع المودة والألفة ، وتجمع الآراء المشتتة ، والقلوب المتنافرة ، وهي في الأصل ترجع إلى حسن اللقاء ولين الكلام وتجنب ما يشعر ببغض أو غضب ، قال الشافعي رحمه الله :-
إني أُحيي عدوي عند رؤيته *** لأدفعَ الشرَّ عنّي بالتحياتِ
وأُظهر البِشْرَ للإنسانِ أبغضُه *** كأنه قد حشا قلبي محباتي
وقال بعضُهم ( ينبغي للعاقلِ أن يُداري زمانَه مداراة السابح في الماء ) ،
ويقول علي رضي الله عنه :
يقولُ العقلُ الذي زيّن الورى *** إذا لم تَقْدِرْ عدوّاً فدَارِه
فالمحمود عند اعتدال الاصول هو التوسط بين اللين والعنف ، كما في سائر الاَخلاق..
يقول الغزالي : لمّا كانت الطباع إلى العنف والحدّة أميل ، كانت الحاجة إلى ترغيبهم في جانب الرفق أكثر ،
فلذلك أكدّ الشرع على جانب الرفق دون العنف ، وإن كان العنف في محلّه حسناً ، كما أن الرفق في محلّه حسن .
كلامك مقبول حبيبنا ( بندر 1430 )