مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 08-03-2011, 02:52 PM   #17
طالب العلم و ناشره
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
البلد: السودان
المشاركات: 117
إلى الصبخ -أوصلني الله و إياه إلى الجنة-
هل حرية الفكر حق لكل إنسان ؟ !! بمعنى انه هل لمسلم مثلا حرية الارتداد عن دين الإسلام ، و هل لمسلم مثلا أن يعتقدما شاء من العقائد و إن كانت مخالفة لشرع الله ؟!! هل هذا و أمثاله جعلته الشريعة حقا لكل إنسان ؟!!!
الجواب المنتظر من كل مسم أنه سيجيب بلا ، فالشريعة جعت حد القتل لمن بدل دينه من الإسلام إلى غيره.
و هذا هو عين ما نادى اعودة و من معه من حرية الفكر .
فأنا أبرأ بأخي [الصباخ] بل و بكل مسلم أن يكون ممن يؤيد مثل تلك الخطابات التي تنادي بمثل هذه الكفريات .
ثم هب أن الخطاب تضمن مطالب مشروعة و غاية شرعية فهل هذه الوسيلة شرعية ؟!! ألم تنه الشريعة عن مناصحة الحكام على الملأ ؟!!
إذن فما صدر من العودة مم معه لا الغاية منه مشروعة و لا الوسيلة إلى تلك الغاية مشروعة . فلا غبار على من
أنكر عليها بل هو قد قام بما يدين الله به من منهج أهل السنة و الجماعة .
أما من اتى بحديث "كلمة حق عند سلطان جائر" يستدل به على مشروعية هذه الوسيلة فيقال له :
أولا : هذا احديث حث عى اإنكار مطقا و لم يقيد باسر أو اعلانية إى أنه قد جاءت أدلة عديدة و قيدت اإنكار عى احاكم باسرية و الخفاء ، ومثل هذا يحمل المطلق فيه على المقيد إجماعا كما حكاه القاضي عبد الوهاب و غيره كما في البحر المحيط للزركشي .
ثانيا يقال : إن في الحديث قيدا ليس موجودا في هذه الوسيلة ، و ذلك في قوله : "عند" و هي ظرف مكان أي أن كلمة الحق تكون في مكان السلطان .
ثم أن صدور الظلم من حكام المسمين ليس سببا للخروج عليهم و إسقاطهم بل هذا من مخالفة إجماع أهل السنة والجماعة .
قال ابن تيمية : ولهذا كان المشهور من مذهب أهل السنة أنهم لا يرون الخروج على الأئمة وقتالهم بالسيف وإن كان فيهم ظلم، كما دلت على ذلك الأحاديث المستفيضة عن النبي صلى الله عليه وسلم – ثم قال – ولعله لا يكاد يعرف طائفة خرجت على ذي سلطان إلا وكان في خروجها من الفساد ما هو أعظم من الفساد الذي أزالته اهـ .
وقال: ولهذا كان مذهب ( أهل الحديث ) : ترك الخروج بالقتال على الملوك البغاة والصبر على ظلمهم إلى أن يستريح بر ، أو يستراح من فاجر اهـ

قال النووي : أما الخروج عليهم وقتالهم فحرام بإجماع المسلمين ، وإن كانوا فسقة ظالمين . وقد تظاهرت الأحاديث بمعنى ما ذكرته وأجمع أهل السنة أنه لا ينعزل السلطان بالفسق. وأما الوجه المذكور في كتب الفقه لبعض أصحابنا أنه ينعزل ، وحكى عن المعتزلة أيضاً، فغلط من قائله مخالف للإجماع اهـ .

وقال أبو عثمان الصابوني في عقيدة السلف وأصحاب الحديث : ولا يرون الخروج عليهم بالسيف وإن رأوا العدول عن العدل إلى الجور والحيف اهـ .
فالواجب على عباد الله أن يتنبهوا لهذا الباب العظيم و أن ينقادوا شرع ربهم الكريم و إن خالف ذلك عواطفنا وإن ترتب على ذك أن ينقص حظهم من الدنيا فإن دين الله مقدم عند عباده الصادقين على كل شيء مقدم على أنفسهم و على باقي دنياهم .
طالب العلم و ناشره غير متصل