تَـذْكـِرَةُ عُـبُـورٍ للسَّـمَــاء ..!
***
(1)
شَيءٌ لا أَذْكُرُهـ ..!
حُلْمٌ تَوَارَتْ ذِكْرَيَاتُهُ
وَ خَيَالٌ مُشَتَّتَةٌ أَلْوَانُهُ
مَنْ كَانَ بِالأمْسِ في رَيْعَانِ شَبَابِهِ
هَاهُو اليَوْمَ يَحْمِلُ ثُقْلَ كَاهِلِهِ ..!
وَمَنْ تَرَبَّعَ في جُدْرَانِ قَصْرِهِـ
فِيْ بَاطِنِ الأرْضِ انِتْهَى بِهِ مَطَافَهُ ..!
الحَيَاةُ وَاحِدَةْ ، وَالنِّهَايَةُ وَاحِدَةْ ، وَلَكِنَّ الغَايَةَ والنُّفوسُ وَعُقُولُهَا مُتَفَارِقَةْ ..!
؛؛؛
صَبيٌّ أَنَا كُلَّمَا قَامَ تَعَثَّر ، وَما اَجْتَهَد في شَيءٍ إِلا خَسِر ، وَ حُلْمهُ بَيْنَ دَفَّاتِ الزَّمَانِ قَدْ اغبَرْ ، وَ ابْتِسَامَةٌ طُمِسَتْ وَالوجْهُ تَبَعْثَر ، وَحْرفٌ عَلى الشِّفَاهـَ تَعَثَّر .
زَمنٌ بِأعيْنِنَا قَصر ، وَغُرْبَةٌ بِهَا الزَّمَانُ تَنَكَّر ، وَشَيْباً بِرَأسٍ قَدْ ظَهَرْ
نَبْني حَيَاتُنَا مِنْ أَنْقَاضِ أَعْمَارٍ وَبَيْتٍ قَدْ هُجِر ، وَنَسْتُرُ عَوْرَاتُنَا بِثَوبٍ مُمَزِّقٍ وَدْهرٍ لا يَسْتَقِر .
أَيَّامُ ضَاعَتْ ، وَنُفوسٌ طَيِّبَةٌ عَنَّا رَحَلَتْ وَغَابَتْ ، وَ قُلوبٌ طَاهِرَةٌ تَحْتَ الثَّرَى دُسَّتْ وَمَاتت ، وَ كُلُّ نَظْرَةٍ لَنَا عَنَّا تَلاشَتْ ، قَدْ حَانَ لأرْوَاحِنَا الرَّحيلُ وَأنْفُسٌ لِرُؤيَةِ وَجْهِ خَالِقِهَا اشْتَاقَتْ وَتَاقَتْ .
؛؛؛
لَهُ في حَيَاتيْ قَدْرٌ وَمَكَانَةْ ، وَفي نَفْسي ثَمَنٌ وَقيمَةْ ، وَيَقْفٌ هُوَ في حَيَاتيْ تَظَلَّلتُ تَحْتُه .
كُلَّ يَوْمٍ يُقَابِلُنيْ بابْتِسَامَةْ ، وَإنْ غِبْتُ عَنْهُ ضَمَّنيْ بِشَوْقٍ إليْهِ وَلَمَّنيْ بِأحْضَانِهِ ، يَمْلئُ قَلْبيْ بِحُسْنِ كَلامِهِ عَذْبَهُ وَعَذَابَه ، إِيهٍ .. أَنْتَ يَا بُنيَّ بِكَ حَيَاتيْ تَزْدَادُ رَاحَةْ ، وَوَجْهُكَ يُلْبِسُ رُوحيْ سَعَادَةْ ، أَعْطنيْ مَا بِخَاطِرِكَ إِنَّ الهُمومَ لأرْوَاحِ الوُرودِ قَتَّالَةْ .
كُنْتُ أَعُودُهـُ فِيْ مَرَضٍ قَدْ أَتْعَبَه ، فَيُصَارِعُ آلاَمَهُ وَيُظْهِرُ لِيَّ أَفْرَاحَه ..!
عَمَّاهـُ ,, مَا خَبَرُكَ اليَوْمَ ، وَمَاذَا عَنْ طَيْبَ القَلْبِ وَجِرَاحَهُ ؟!
بُنيَّ ،، مِنْ بَيْنِ أَوْجَاعِيْ أَرَى لِي في عَيْنَاكَ السَّعَادَةْ ، وَ أَتْرَاحُكَ هِيَ أَسْقَاميْ وَابْتِسَامَتُكَ شِفَاءٌ وَرَاحَة ..!
أَتَعْرِفُ مِمَّا أَخَافُ وَأخْشَى ؟!
أَنْ أَمُوتَ ولا أَحَدَ يَهْتَمّ لَكَ وَيَسْمَعُ وَيَرَى ، وَيَكُونُ ظِلاًّ لَكَ وَسَماء ، أَوْ أَرْضًا تَسِيرُ عَليْهَا وَمنْ يُطَبِّبُ لَكَ الثَّرَى .
بُنيّ ..
صَنعَكَ وَالِدُكَ مَلِكًا وَنَفْسًا قَلْبُهَا مِنْ لُؤلؤٍ وَكُلُّ مَا ثَمَنُهُ زَادَ أَوْ على ، وَ صَنَعْتُ لَكَ نَفْسي نَفْساً مِنْ أَجْلِكَ تُعَانيْ وَتَتَحَمَّلُ حَتَّى لابْتِسَامَتكَ تَرى ..
عَمَّاهـُ .. لا تَقْلَقْ عَليُّ بَعْدَ رَحِيلِك ، إِنَّ قَلْبي سَيُرَافِقُكْ .
؛؛؛
أَنَا للحُبِّ حُبًّا يَمْلئُ الأَكْوَانَا
وَفِيَّ شَوْقٌ دَفينٌ يُشْعِلُ الأشْجَانَ ا
يَا طَائِرَ الحُبِّ فِيْ رُوحي
إِنَّ الحَبيبَ بِحُبِّهِ مُتَلَهِّفٌ عَطْشَانَا
...
كَمْ لِيْ مِنْ سِنينَ فَارَقتَهُ
وَأبَا الفُؤَادُ أَنْ يُخَالِلْ غَيْرَهـُ إِنْسَانا
يَا مَعْشَرَ العُشَّاقِ لِمَجْنُونٍ أَنْصِتُوا
إِنَّ جُنونَ حُبٍّ فَجَّرَ في جَنَان القَلْبِ بُرْكَانَا
؛؛؛
أُريدُ شَرْبَةً مِنْ مَاءِ الحُبْ
أَصُونُ بِهِا قَلْبيْ وَمَنْ أُحِبْ
وَ بِهِا غِذَاءُ رُوحِيْ وَ الجَسَدْ ..!
يَنَابِيعُ عِشْقٍ تَشْكُو النُّضُوبَ وَ الجَفَافْ
وَ وَرْدٌ ذَابِلٌ مِنْ سِنينَ عِجَافْ ..!
يَا أَيُّهَا القَلْبُ المَيِّتُ
مَا لَكَ لا ْتُلْبِسَ طُهْرَ حُبِّكَ ثَوْبَ العَفَافْ ..!
عَرُوسُكَ مَلَئَتْ يَدَيْهَا بِالخِضَابْ
وَأنْتَ فِيْ خَلجَاتِ رُوحِكَ تَشُمُّ رَائِحَةَ العِتَابْ ..!
***
* مَعْذِرَةً لِمَنْ قَرَأَ شَيئًا مِنْهُ في الفيس بُوكْ
لا يُسْمحْ بِنَقْلِهِ
يَتْبَعُ إِنْ شَاءَ الله
إِنْ صَوَابًا فَمِن اللهِ وَإِنْ خَطأَ فَمِنْ نَفْسي والشَّيْطَانْ
دُمْتُم بِحِفْظِ الرَّحْمَنِ وَرِعَايتهِ