أخي [المنخرش] بارك الله فيك
لم يقل أحد البتة ألا تطالب بحقك بل اطلبه بالطرق المشروعة و التي هي الشكوى إليه خفاء لا على رؤوس الأشهاد و من ثم إن أعطاك حقك فالحمد لله و إلا فاسأل الله حقك و واصبر .
هذا هو الذي جاءت به الأدلة .
و أنبهك أخي الفاضل [المنخرش] أوصلني الله و إياك إلى الحق- إلى أن الباحث عن الحق حقا لا يرد ما جاءت به الأدلة برميها بالألفاظ التنفيرية ، بل يناقشها و يردها بحجة و برهان من الأدلة الشرعية ، فأما إن تبين له الحق خضع له و سلم ، و إما أن يبينه لغيره .
فأرجو منك يا -رعاك الله- أن تناقش بالأدلة الشرعية لا بغيرها .
ثم يقال إن الشريعة قد تقرر أمور ا فيها شر عظيم لكن معه خير أعظم كما في صلح الحديبية ، فقد كان من بنود القد كما في الصحيحين أن المسلم إذا ارتد و اراد الذهاب إلى قريش فإنها تقبله و لا ترده أما الكافر القرشي إذا أسلم و أراد الذهاب إلى المدينة فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم يرده و لا يمنعه ، من نظر إى هذا اصلح بنظرة جزئية لقال إن هذا هو الذل و غن هذا هو العار ... إلخ .
لكن الشريعة تنظر بنظرة كلية فلما كانت المصلحة المترتبة على الصلح اعظم من المفاسد المترتبة عليه لجأ إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم .
و نحن قد يظهر لنا من شيء من أحكام الله جل و علا أن ظاهره سيء و ذل و خسران و ما أشبه ذلك و لا يتبين لنا المصلحة الراجحة فليس هذا سببا لنرد شرع الله سبحانه و تعالى ، بل الواجب علينا التسليم بحكم الله فينا لأنه أعلم بنا من أنفسنا و أرحم بنا من أنفسنا .
و جزاك الله خيرا
هذا و جزاك الله خيرا .
|