*
مساءُ الغياب ..
تُطاردنا العادات على الطرقات , وعلى الأرصفة وعلى الممرات , وعلى شفاهـ الناس وعلى أحاديثهم , وحتى على طباعهم وملامحهم , فأصبحت العادة قواعداً صلبة وثوابت تمتدُّ أساساتُها بـ عمق ,
والخلاصة .. ما أنزل الله بها من سُلطان , !!
هناك أشياءٌ أعتدنا عليها وكأنها عقائد دينيةٍ تربينا عليها , بل أنها أصبحت عيباً حينما تُبحر عكس التيار وأنت بنفس الوقت لم تفعل جُرماً ولا كبيرةٌ من كبائر الذنوب . !!
فما العيب حينما نتزوج مطلقه ؟!
وما العيب حينما تتزوج من هي أكبر منك ؟!
أو ما العيب حينما تتزوج من هي ب عمرك ؟!
حينما تجد فيها ما يعجبك , أو تجد ما تطلبه نفسك من أوصاف , ولكنك بنفس الوقت تجد المعارضة من الكثير من أهلك ومن حولك , فتشخَصُ أبصارهم من هوّل ما سمعوا بـ قرارك وإختيارك !
إنني أعلمُ جيداً , أن البيوت تمتليء بالفتيات من لم يسبق لهن الزواج , وأعلم جيداً أن البعض يقول أذا شُحّت البيوت من الفتيات نبحث عن الأخريات .
وأعلمُ جيداً .. أن التحليل من منطقيةٍ وواقعية , من تزوج أكبر منه فـ / ليحسب العمر بعد السنوات حينما تمضي , وهو في شبابه وزوجته قد هرمت , ولكن المقياس أن كانت تستحق الإختيار أن تعيش معها سنوات أجمل ولو قصرت , لـ يكمن الحب داخلياً وليس مظهرياً . ولا ننكر أهمية المظهر أيضاً . ولكن نغرس الحب بـ الأعماق لـ يزيل العوائق ويضع المبررات .
أعجبني أحد الزملاء .. حينما تزوج بـ فتاة مطلقة ولديها إبنه , ولم يسبق له الزواج , وما زال يعيش بـ رخاء ماشاء الله , ولم يُعيقهُ كونها مُطلقه ! فاللهم أدم عليهم الصحة والسعادهـ .
إنها دعوةٌ لـ أن نبحث من كل الجوانب , أن لا نجعل من هي أكبر منك أو مطلقة تجعل هذا السبب عائقاً إن أعجبتك , بل أقصد أيضاً .. أن نمحوا هذهـ العادات السيئه , التي جعلت من كل فتاةٍ ترضى بتعاسة حياتها مع زوجها خوف أن تكون مطلقة .. فـ / يراها المجتمع عار ولا يمكن إختيارها زوجةً أولى , بل يُحكم عليها زوجةً ثانيه .
وما أقصدهـ أكثر عمقاً .. أن لا نترك الفتيات في البيوت , ولكنني أدعوا لـ إزالة هذهـ النظرية بـ إدراك دون عوائق ماضية قدرها الله على تلك الفتاة . فقد تجد لديها مالا تجدهـ في غيرها .
مخرج : [
لا ننسى أن الرسول صلى الله عليه وسلم , تزوج خديجة بنت خويلد رضي الله عنها , وهي أكبر منه بـ / عشر سنوات !
دمتم بخير .. والله أعلم ..
كتبه / ياسر بن أحمد
( بقايا ذكريات )
* للجميع الحريةُ في نقل كل ما أكتبه , لـ / يعمَّ النفع جميعاً ولا ينساني بـ / إبتهال الدعوات , وتدوين إسمي والمصدر إن أمكن !