|| «حملّه أرشدّني» تكافح الإدمان.. وشاب شجاع يتحدث عن تجربته الخاصة ||
عقدت حملة «أرشدني» الوقائية التي تنظمها «وزارة الشؤون الاجتماعية» بالشراكة مع «مؤسسة عيد الخيرية» موعداً ثالثاً للجمهور العريض بحديقة «دحل الحمام»، وكان الجمهور على موعد مع مفاجأة سارة لم يتخيل أحد أن تحدث خلال محاضرة عامة، حيث قام أحد الحضور بالتحدث عن تجربته الخاصة مع تعاطي المخدرات، ورجوعه لطريق الصواب.
وجاء اللقاء الثالث من حملة أرشدني ليواصل المهمة التي أخذتها الحملة على نفسها بالتوعية بأخطار الانحرافات السلوكية ومضارها على المجتمع عموما وعلى الشباب بصفة خاصة، وقد كان المتحدثان الرئيسيان في المحاضرة التي احتضنتها حديقة «دحل الحمام» كل من الداعيين عبد الله غازي الشمري وإبراهيم حسين الشمري، فيما تكفل بتنشيط فقرتها الترفيهية الأستاذ بدر عبد الرحمن الحادي، وأدارها الداعية الشيخ سلطان العتيبي.
الصلاة وقاية من كل انحراف
تحدث الداعية عبد الله غازي الشمري وركّز في حديثه على الجوانب الوقائية مثلما تفعل الحملة، وقال إن منشأ أي انحراف أو خطأ يقع فيه الشبان هو ضعف الوازع الديني، فالدين هو الذي يدفع الإنسان للخير ويعصمه من الزلل ويقوّي في دواخله عوامل الضبط الذاتي، ولا يوجد ما يقوي العنصر الديني في ذهن وقلب أي شاب مثل الصلاة التي يعتبر هجرانها سببا رئيسا لعدم الفلاح والوقوع في مختلف أنواع المعاصي.
وقال الشمري إن الصلاة سميت عماد الدين لأنها ما يقوم به بنيان الدين، ولأن الإنسان من دونها واقع في حالات الكفر والعياذ بالله، ودعا الشباب إلى الالتزام بها والعمل على أدائها في وقتها لما لها من منافع دينية ودنيوية، ففيها خير الدنيا بما تحمله من تنظيم وقت وإبعاد للإنسان عن مواطن الزلل، وتعويده الذهاب للمساجد بما يحمله ذلك من أشياء طيبة كصحبة أهل الخير والعلم والمعرفة والافتراق عن غيرهم، وفيها خير الآخرة بما تحمله من عظيم الأجر وجزيل الثواب، وبما أعده الله لعباده القائمين على أدائها في وقتها مما لم يخطر على قلب بشر، وذلك فإن أداء الصلاة يشكل لوحده عامل استنهاض لهمة المؤمن وخطوة أولى إلى الخير، وما على الذي يرغب في إصلاح حاله إلا البدء من هذه الخطوة البسيطة والتي لا تكلّف الإنسان جهدا ولا وقتا، بينما تعود عليه بكل الخير والبركة.
آثار كارثية للانحرافات
من جهته كان الداعية إبراهيم الشمري في السياق العام للحملة، وتحدث عن موضوع الانحرافات السلوكية وبالضبط ما يخص المخدرات بكثير من التوجهات التوعوية، وانطلق في ذلك اعتمادا على تجربته الشخصية حيث عمل في حقل الاختلاط مع الشباب وتوعيتهم على مدار 20 عاما اكتسب خلالها خبرة عميقة في الموضوع، وقال إن من أخطر ما يمكن أن تسببه المخدرات والمهلوسات عموما من آثار هي إفقاد الإنسان عقله وتسليحه باستعداد وحشي لارتكاب أسوأ الموبقات وأفظع الجرائم دون أن يرفّ له جفن ودون أن يتحرك فيه ضمير، حيث إن أولئك الذين وقعوا فريسة لهذه الآفة يتسببون في جرائم ضد أقرب الناس إليهم فيقضون على أنفسهم دنيويا وأخرويا.
وضرب الشمري مثلا بحالة شاب يعرفه قال إنه قد حاول قتل والده، ثم سبب له ضغطا نفسيا قاده للوفاة قهرا مما قاساه من وراء ابنه، وروى الداعية تفاصيل الحادثة المثيرة والمؤلمة والتي تعطي دليلا واضحا على مدى التأثير السيئ لهذه الموبقات التي قد يقع فيها كثير من الشباب بدافع التقليد أو عدم الوعي.
مفاجأة الشهر
لم يفوّت الشيخ سلطان العتيبي الفرصة على الحاضرين حيث كان موعدهم مع مفاجأة رائعة سمح بها الشيخ وشجّع على وقوعها إذ أتاح الفرصة لكل الشباب الذين يملكون تجارب مع الآفات الاجتماعية بالتعبير عن تجاربهم، وهكذا وقف شاب شجاع ليقول أمام المحاضرين إنه كان من معاقري المخدرات، وتقدم بجرأة ليروي أمام الجميع تفاصيل تجربته الخاصة، حيث إنه استسلم لهذه المهلكات وقاده ذلك لسلوك أسوأ الطرق والوقوع في براثن أسوأ العادات والانحراف إلى طريق العقوق والعصيان وإساءة الأدب مع والديه وأشقائه، والتورط في ما لا تحمد عقباه، وقد كادت هذه الفترة تدمر حياته بشكل نهائي وتقضي على مستقبله لولا أن تداركه الله برحمته وأفاء عليه من غفرانه، فعاد تدريجيا إلى طريق الصواب وأنهى مرحلة الضياع التي مر بها.
وقد ضرب الشيخ العتيبي المثل بشجاعة هذا الشاب الذي لم يشأ أن يقصر الخير على نفسه فتقدم بإقدام ليروي للحاضرين ما مرّ به، ويدعوهم جميعا إلى الحفاظ على أنفسهم وأولادهم من الأخطار السلوكية المحدقة بهم ليعملوا على تربية جيل صالح قادر على نفع نفسه وأمته.
ودعا العتيبي كل الشباب إلى الالتحاق بالحملة والنشاط في صفوفها، مؤكداً استعداد القائمين عليها لبذل كل جهد مستطاع في سبيل وقاية الشبان من كافة الأخطار التي تتهددهم، وموجها الشكر لوزارة «الشؤون الاجتماعية» وكذا «مؤسسة الشيخ عيد الخيرية» وكافة القائمين على دعم الحملة ماديا وإعلاميا، وضاربا موعدا لجمهورها في لقاء قريب.

|