[أوتار سرمدية]

أَصْحَاب الْقُلُوُب الْبَيْضَاء
قُلُوْب بِلَوْن الْثَّلْج
أَحْلَام بِنَقَاء الْمَاء
وَخَيَال بِاتِّسَاع الْسَّمَاء ..

لَدَيْهِم قَدْرِه عَلَى الْتَّسَامُح بِلَا حُدُوْد
وَيَتَمَتَّعُوْن بِقُدْرَة الْإِغْتِسَال بِمَاء الْأَمَانِي
وَقُدْرَة الْحُلُم وَالإنْغِمَاس فِيْه
إِلَى آَخِر قَطَرَاتُه ..

لَا يُنْتَظَرُون خَنجِر الْغَدِر مِن يَد صَافْحَتِهُم
طُقُوْسَهُم وَأَيَّامَهُم وَلّوحاتِهُم مُلَوَنَه بِالْتَّفَاؤُل
وَيَتَعَلَّمُوْن مِن أَخْطَائِهِم بِسُهُوْلَة
يَمْنَحُوْن الْقُلُوْب حَوْلَهُم ثِقَة مُتَنَاهِيَه ..

وَلَا يِلْمُحُوْن الْلَّوْن الْأَسْوَد فِي الْحَيَاة
يَقْتَرِبُوْن مِن الْأَرْوَاح الَّتِي تَمُر
فِي حَيَاتِهِم حَد الإلْتِصَاق
يَتَعَلَّقُون بِالْتَّفَاصِيْل وَالبَقَايَا كَثِيْرا ..

يُرَافِقُهُم حَسَن النِّيَّة بِالْآَخَرِيْن دَائِمَا
يَتَفُنُون بِالْتَّمَاس الْأَعْذَار لِلْغَيْر
يَسْرِق الْحَنِيْن مِنْهُم جُزْءا كَبِيْرَا مِن الْعُمْر ..

يَخْلُصُوْن لحِكَايَّاتِهُم حَتَّى الْمَوْت
وَلِلْأَمْس فِي أَعْمَاقِهِم مُعِزّة خَاصَّة
يُسْهِمُون فِي بِنَاء مَّدِنَ الفَرّح
يُسَارِعُوْن لِتَرْمِيْم إِنَكِسَار الْقُلُوْب ..

يَتَحَدَّثُوْن بِصَوْت الْنَّقَاء وَالْحُب وَالْحِلْم
يُشْعِرُونَك بِأَنَّهُم قَد اخْتَرَعُوا الْصَّفَاء عَلَى الْأَرْض
تَبْقَى قُلُوْبُهُم فِي طَوْر الْطُفُوْلَة
لَا تَكْبُر أَعْمَاقِهِم وَلاتتّلَوّث أَبَدا ..

تَرْتَسِم مَلَامِح الْطُفُوْلَة عَلَى وُجُوْهِهِم
أَعْيُنَهُم مَرْآه صَادِقَة لأَعْماقَهُم
تَقْرَأ بِأَعْيُنِهِم كُل ماتُخُفِيْه أَعْمَاقِهِم
فَهُم لِايُّجِيْدُوْن الْتَّخَفِّي وَالْإِخْفَاء ..

وُيَفْشَلُون فِي إِرْتِدَاء الْأَقْنِعَه
لايَخَذُلُونَك أَبَدا عِنْد الْحَاجَة إِلَيْهِم
فَهُم أَوَّل مَن يُدَثِّر حَاجَتَك وَيَسْتُرُهَا
وَهُم أَوَّل مَن تَلمَحَهُم عَيْنَاك عَن إِنْكِسارِك
و أَوَّل مَن يَنْتَشِلُك عِنْد غَرَقُك بِأَحْزانَك ..

يَمْنَحُوْنَك أَنْفَاسِهِم عِنْد الْإِخْتِنَاق
يُحَوِّلُون أَيَّامَهُم إِلَى طَوْق نَجَاة يَلْقَوْنَه إِلَيْك ..

إِذَا كُنْتُم مِمَّن يُحِيْط بِهِم أَصْحَاب
الْقُلُوْب الْبَيْضَاء فَالْتَصَقُوا بِهِم جَدَّا
فَهُم عُمْلَة نَادِرَة فِي زَمَن الْقُلُوْب الْمَلَوَّنَه
جَعَل الْلَّه قُلُوْبِكـم عَامــرَّة بْأَحْبَابِكـم ..