"اختتمت حملة "أرشدني" دورتها التدريبية الأولى التي احتضنها فندق "شيراتون"
وسط امتنان بالغ من طرف الحاضرين الذين استفادوا كثيرا من فعالياتها وتواعدوا على الالتقاء دوما
ضمن فعالياتها والمشاركة بقوة في تنشيطها عبر الـ26 مدرسة التي يعملون بها.
وضم برنامج اليوم الأخير من الحملة محاضرتين هامتين لكل من النقيب إبراهيم آل سميح والشيخ الدكتور إبراهيم الدويش،
وقد تطرق النقيب آل سميح للجوانب الأمنية من الانحرافات السلوكية التي قد يقع فيها الشباب خلال مرحلة مراهقتهم،
وتحدث عن بعض ملامح الحالات الانحرافية ودواعيها على المجتمع من النواحي الأمنية.
أما الدكتور الدويش فقد تحدث عن الظاهرة الانحرافية من منظور أخلاقي ومجتمعي وعلاجي متكامل،
وقال أن اكتشاف الطلاب المعرضين للظواهر الإدمانية سهل للغاية على المدرسين والأخصائيين الاجتماعيين،
فهؤلاء الطلاب يتميزون بضعف البدن ونحالة الجسم وشحوب الوجه واحمرار العينين والحكة الملازمة لهم على مستوى منطقة الأنف،
أما على مستوى طريقة التفكير فهم يتميزون بهبوط الحالة الذهنية وكثرة الأرق والسرحان والاضطراب مما يؤثر على تحصيلهم الدراسي
وقد يتسبب في رسوبهم وتخلفهم الدراسي، بل يدفع بعضهم للهروب من المدرسة،
أما مزاجيا فإنهم يتميزون بالغضب السريع لأتفه الأسباب والنوم الكثير في النهار وكثرة الخروج والسهر ليلا والإحساس المستمر
بالكسل والنعاس والخوف والقلق.
وقال الدويش أن الأسباب الدافعة للانحراف كثيرة وبينها تأثير الأصدقاء المصاحبين،
وعدم العناية الأبوية، وقلة الوعي لدى بعض الشباب، والحل مع هذه الظاهرة لا يكمن بمجرد العقاب الصارم
ولا بمجرد العلاج الطبي للمدمنين وإنما بالمحاربة الاستباقية للظاهرة عبر نشر الوعي والثقافة السلمية وبيان أخطار ومضار الإدمان
وأنه ضياع وسجن ومرض وسوء خاتمة، وعلى من يقوم بالتعامع مع الشباب ـ يضيف الدويش ـ
أن يعرف بان فترة المراهقة هي المرحلة الحرجة في الإقبال على المخدرات وهذا يقتضي أن يكون الأهل والمختصون
على وعي بالعوامل المساعدة على تشكيل الفرد وتحديد سلوكه فالتنشئة الاجتماعية الخاطئة
والأساليب التربوية غير السوية كالقسوة و الإهمال أو التدليل الزائد قد تدفع لتعاطي المخدرات،
فقد أثبتت إحدى الدراسات أن نسبة 30% من الشباب دون سن العشرين يقبلون على تعاطي المخدرات
وأن السبب الرئيس في ذلك هو التنشئة الاجتماعية الخاطئة التي يتلقونها.
الطرق السليمة للتعامل مع الشباب
وقدم الدكتور الدويش أيضا تفصيلا علميا وافيا حول سبل العلاج والتعامل مع الواقعين في دائرة السلوكيات الانحرافية،
ومن تلك العلاجات التي اقترحها علاج سماه "الإيماني" وذلك عبر خطوات متدرجة محسوبة بدقة،
وأولها توليد القناعة لدى المدمن بأن عملة التغيير إلى الأفضل هي قرار داخلي وأنه متى عقد العزم على الأمل بجد وصدق فإنها ناجح بإذن الله،
وهذا ما ينطق به القرآن في قولته تعالى "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"،
ولذا فإن واجب المرشد هو أن يزرع في نفس الشاب الثقة بأنه يملك مفتاح النجاح.
أما الخطوة الثانية فهي عملية تحديد الهدف بوضوح، إذ يجب على المعالج أن يفهِم الشاب بوضوح أنه يعيش لهدف
وأنه لم يخلق عبثا وأن غايته الأصيلة على وجه الأرض هي عبادة الله حق عبادته، وتعمير البسيطة وفق ما يرتضيه ربنا عز وجل،
وثالث الخطوات تتمثل بالتشجيع على التوبة والتبيان للشاب أن الله وعده بأن يبدل حسناته سيئاتٍ إذا تاب بصدق وندم وأقلع وعزم على عدم العودة،
ولاحقا تكون الخطوة الرابعة هي مجاهدة النفس كما قال تعالى " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين"،
ويكون مفتاح نجاح المجاهدة بالتوكل على الله في طرد الوساوس والعز والأفكار الشيطانية،
أما خامس الخطوات فهي تهيئة المناخ الملائم للانصراف عن العادات الانحرافية، ثم الاستفادة من سير التائبين،
والحرص على ارتياد المساجد وملء وقت الفراغ بما هو إيجابي ونافع وتحريك العواطف ومخاطبة العقل واستنفاذ كل وسيلة ممكنة في الإقلاع عن العادات السيئة.
مشاركون : استفدنا كثيرا من الورشة
من جهتهم قال المشاركون في الدورة أنهم قد استفادوا منها كثيرا، وصرحت السيدة ميادة الخزقي، أخصائية اجتماعية بمدرسة آمنة بنت وهب،
أن الدورة تعني لها الكثير، فـ"قد كان برنامجها ثريا وغنيا بالمعلومات والأفكار والتدريبات العملية،
وهذا ما يساعدنا كمختصين على تطوير مهاراتنا ومعارفنا، وسنكون بإذن الله في مقدمة العاملين للدورة من خلال جهودنا التعليمية
وبمعية طلابنا الذين يتحمسون لكل ما فيه خير للبلاد والعباد"
أما السيدة عائشة راشد السويدي، أخصائية نفسية من مدرسة "الشيماء" الثانوية، فقال أن الورشة والحملة
ككل هما خطوتان مهمتان لأنهما تتعرضان لأهم شريحة في المجتمع وهي الشباب،
وأن الأهداف التي رسمتها الحملة واضحة ومرسومة بطريقة مرحلية متدرّجة،
وأكدت المتحدثة أنها استفادت كثيرا من الدورة وستعمل على تنفيذ برامجها بكل ما أوتيت من قوة.
العتيبي : دورة ناجحة بكل المقاييس
وقال
الشيخ سلطان العتيبي، في ختام الدورة التي تم خلالها تكريم المتميزين من المشاركين، أن انطلاقة الورشات التدريبية
قد سجلت نتائج جد إيجابية وأن المشاركين قد أبدوا حماسا كبيرا للاستفادة من موادها،
ووصفها بعضهم بأنها من أكثر الورشات التي حضروها فائدة وجدية نجاحا.
وقال
العتيبي أن مثل هذه الانطباعات المسجلة تعني بالنسبة للقائمين على الحملة
أنهم في الطريق الصواب وأن أمامهم مشوارا طويلا من العمل على الحفاظ على مستوى عملهم المتميز والانطلاق به
إلى آفاق رحبة تمكّن من خدمة الشباب ونفعهم إن شاء الله،
كما أكد
العتيبي على توجيه خالص الشكر لوزارة "الشؤون الاجتماعية" على كل ما بذلته من جهود في التنظيم ولـ"مؤسسة الشيخ عيد الخيرية"
على تعاونها الكبير وإسهامها البارز.
